الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شبح الثانوية المرعب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثناء تصفحي لصفحتي الشخصية على الشبكة العنكبوتية (الفيسبوك) وتتبعي لأخبار العالم الخارجي من حولي وقبيل اعلان نتيجه الثانويه الأزهريه والثانويه العامه رأيت الوان مختلفه من الحالات النفسيه والوجدانيه ما بين أب وام يدعون لأبنائهم ويتمنون على الله أن يحققوا أعلى المجاميع والدرجات والتفوق للحوقهم بكليه الطب ككلية من كليات القمة كما يزعمون!

حتى بعد اعلان النتيجه حالات متباينه ومختلفه من السعاده لمن حصلوا على التفوق والحزن وندب الحظ  لمن لم يحالفهم الحظ في الحصول على غايتهم!

واذا كنا مع النجاح والتفوق ونشد على يد الناجحين ونشجعهم لتحقيق ذاتهم خدمة لاوطاننا واذا كنا ايضا مع من اخفقوا نربت على اكتافهم لأن الحياه عباره عن نجاح واخفاق انطلاق وعثرات فلا نجاح دائم ولا إخفاق يدوم.

الا أنه لم تك الثانويه هي الفيصل في تحديد النوابغ والعلماء عبر القادم من الأيام والا فقد تخرج من الثانويه العامه والازهريه عبر عشرات السنين آلاف من المتفوقين ومن الأوائل على الجمهوريه فهل تحس منهم من احد او تسمع لهم ركزا ؟!

معظمهم ذهب وأصبح لا حس ولا خبر!

أين غالبيتهم وماذا قدموا لأوطانهم؟

إذن كما يقول الصفوه والمنصفين انه لا توجد كليه تسمى بكلية القمه ولكن قد توجد قمم في اي كليه من الكليات ويؤيد ذلك ويسانده السؤال المطروح دائما على مائدة بحث المفكرين:

أين هؤلاء الأوائل في الثانوية من مراكزنا البحثيه والعلميه؟ وأين هي اسمائهم؟ وماذا قدموا للوطن؟ وهل استطاع كل منهم ان يشتغل على نفسه من أجل أن ينهض بعلمه وتفوقه إلى مصاف العلماء الذين يشار اليهم بالبنان؟

 واذا كان الأمر خلاف ذلك وهذه هي الحقيقه المره وهذا هو الواقع المرير الذي يجب أن نواجهه فيجب أن يختفي شبح وكابوس الثانويه من عقيده ووجدان الأسر المصريه

لكوننا بالفعل نحتاج إلى اعاده ضبط ايقاع المجتمع وتصحيح مفاهيمه المغلوطه حول العلم والتعلم وحول كيفيه التفوق وتحقيق الذات وإلا سيكون النجاح بهذا الشكل لا يعدو أن يكون مجرد حبر على ورق ومجرد أرقام ودرجات علمية لا أكثر للزهو والعجب والخيلاء....!

يا قومنا:إن لنا في التاريخ أسماء رنانة لم يك أصحابها من أوائل الجمهورية في الثانويه وعلى سبيل المثال الشيخ الشعراوي الذي أخفق في الكلية والدكتور احمد زويل الذي هاجر إلى الخارج والدكتور مصطفى محمود الذي تعثر في كلية الطب وغيرهم الكثير والكثير الذين اضافوا لبلادهم ولأوطانهم علما وتفوقا ورياده واصبحوا في مضبطة التاريخ يشار اليهم بالبنان

يا قومنا .

لسنا ضد التفوق بل نكرر أننا معه ونسانده ولكننا ضد أن يكون العلم مجرد شعارات ودرجات وأوراق .

نحتاج إلى التخصص منذ المرحلة الابتدائية وتوزيع المواد على الطلاب من خلال ترمومتر علمي يقيس مدى ميول الطالب الدراسية ومن خلال تخصص الطالب عبر تاريخ دراسته يكون توجيهه إلى الكلية المناسبة لدراسته فيما سبق مع وضع الاعتبارات والضوابط العلمية لذلك .

ماذا يضيرنا إن فعلنا ذلك وادخلنا هذه التجربة في حقولنا التعليمية وماذا علينا إن نسفنا مارد الثانوية من عقول المصريين....

العالم حولنا يتقدم والتجارب الغربية أثبتت نجاحها العلمي والتنويري وتقدمها التكنولوجي الذي يكاد أن يسبق الزمان.

التغيير العلمي والتنوع الدراسي والمعرفي فطرة كونية يجب السير في ركابها فليس العيب أن نكرر التجارب التعليمية حتى ننتقي الأصوب والأصلح والانسب ولكن العيب كل العيب أن نظل حبساء نظامًا تعليميا واحدًا ومعقدا....!

      فماذا نحن فاعلون ؟