الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسرائيل على صفيح ساخن حتى إشعار آخر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأحداث والتطورات المتسارعة الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية الداخلية فى إسرائيل تعكس حالة التوتر والتخبط التي تعاني منها حكومة بنيامين نتنياهو التي تسيطر عليها الأحزاب ذات التوجهات الصهيوقومية والدينية التلمودية، وبذلك تعد  الحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا على الإطلاق. هذا الواقع الإسرائيلي الجديد، لا يمكننا اعتباره نتاج الحراك الأخير والصدامات المتكررة على الساحة السياسية الإسرائيلية واعتزام حكومة نتنياهو إجراء تعديلات قانونية بل هو انعكاس لمؤشرات وارهاصات سابقة تنبئ بوجود اتجاه متصاعد نحو تفكك اسرائيل ككيان مصطنع تم استزراعه في قلب المنطقة العربية على أرض فلسطين التاريخيه....

الوضع المتأزم حاليا فى اسرائيل، الذى يعتبر الأخطر منذ هزيمة إسرائيل فى حرب السادس من أكتوبرعام 1973 يمكن إرجاعه إلى عدة أسباب، تأتي على رأسها غياب القيادة أو الزعامة التاريخية القادرة على توحيد كافة التيارات اليهودية تحت قيادتها، وهو ما يفسر فشل إسرائيل الذريع فى السنوات الأخيرة فى تشكيل حكومة تتمتع بالاستقرار والاستقلال السياسي، وجعل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة رهينة لرغبات وتوجهات الأحزاب الصغيرة، وإلى جانب ضعف المعارضة والتيار اليساري منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين فى تسعينيات القرن الماضي،  ولولا التهديدات الخارجية والفزاعة الإيرانية، لما حافظت تلك الحكومات على بقائها مستقرة على هذا النحو. إلى أن جاءت الاحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة في حكومة نتنياهو وسعيها لتشكيل قوة عسكرية من قطعان المستوطنين اليهود على غرار الحرس الثوري الإيراني لتثير مجددًا المخاوف والهواجس الإسرائيلية من المصير التاريخي المحتوم الذي سيقود اليهود نحو الدمار والإبادة الذاتية من خلال إندلاع حرب أهلية، تأكل الأخضر واليابس.

اما السيناريو المحتمل اليوم بعد قرار نتنياهو بوقف التعديلات القانونية مؤقتا...فهو ان تظل إسرائيل على صفيح ساخن حتى نهاية يونيو القادم، وهو موعد إنتهاء الهدنة التي عقدها نتنياهو مع كافة الأطراف في سبيل بقاء ائتلافه الحكومى، لذا فمن المتوقع ان يختلق فزاعة جديدة تحت مسمى التهديد الأمني الوجودي على إسرائيل لفرض الهدوء القسري على كافة تيارا ت المجتمع الاسرائيلي المتناحرة، وكالعادة قد يدفع الشعب الفلسطيني فاتورة الوئام الاسرائيلي في ظل اي تصعيد عسكري مرتقب.

فنتنياهو، تلك الشخصية المراوغة الذي يلعب بكافة الأوراق السياسية، إما أن يخرج من تلك الأزمة الخاسر الأكبر بانهيار حكومته وسقوطها أو أن يكون الرابح الأكبر عند نجاحة فى إحتواء المظاهرات وتمرير التعديلات القانونية التي يرغب في إجراها وحتى ذلك الموعد ستظل إسرائيل على صفيح ساخن حتى إشعار اخر.