رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نقطة نظام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لقد أصبحت منصة"التيك توك" من أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة  وبالرغم من أنه تطبيق حديث النشأة إلا أنه قد اكتسب شهرة كبيرة للغاية في مختلف أنحاء العالم، وأثر بشكل كبير للغاية على مختلف المجتمعات العربية والغربية تأثيرًا كان اغلبه سلبيًا، مما دفع العديد من الدول إلى حظره مثل باكستان التي حظرته بسبب احتواءه على مواد غير أخلاقية إباحية تشجع على نشر الرذيلة والفسوق بين الشباب والمراهقين!
إن ناقوس الخطر يدق حين تتراجع القيم المجتمعية وتتلاشى شيئا فشيئا بلا أدنى رابط من وازع ديني أو أخلاقي.
ومن هنا تكون الطامة التي تهدد المجتمع بأسره وتسير به نحو المجهول شيئا كثيرا.
وإذا كان من الضروري مواكبة التقنية المعلوماتية بكافة صورها...
وإذا كانت كافة تلك التقنيات لها سلبياتها كما لها إيجابياتها إلا أنه ليس من المقبول عقلا ومنطقا أن ننجرف في بحار تلك السلبيات ونصدرها للغير على أن هذا هو التقدم الذي يجب أن يكون!
إن فعلنا ذلك فإننا لا شك راقصون رقصة الموت بل وعازفون عن قصد تتر الانتحار القيمي والأخلاقي!
يا قومنا: إن التمسك بمبادئ الخير والفضيلة والعدل هي من صميم الأخلاق بغض النظر عن ديانة أو مذهب أي أمة من الأمم وهي التي تعصمها من أي متربص ليفتك بها.
بل هي أسباب نهضة الأمم ورقيها. 
وما قامت الحضارات بداية وازدهرت لاحقا في الأرض عبر السنين إلا لأنها رفعت شعار الفضيلة والعدل، ورفع الظلم عن الفقير والمساواة بين الناس، ولك أن ترى كيف حققت الثورات أهدافها بتمسكها واعتقادها ومناداتها الدائمة للاخلاق والعدالة بكافة صورها وأبعادها  .
إنّ تنمية الشباب روحيًا وعقليًا وجسديًا تنمية جيِّدة وبشكل سليم، تنتج شبابًا يحمل همّ الأمّة، متوجّهًا للخير نافعًا ومطوّرًا للمجتمع، مواجها لتحديات الحاضر، فيسعى لنمو المجتمع وازدهاره وبلوغه أعلى درجات الكمال الحضاري، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا..
فإنّ اعتزاز أيّ أمّة بنفسها هو اعتزازها بشبابها أوّلًا؛ إذ هم الدعائم القوّية والمتينة التي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضرًا ومستقبلًا كي تبقى صامدةً أمام رياح الزمان التي لا تبقي ولا تذر، وأمام التحديات الجسام التي تهدّد كيانها ووجودها، لأنّ صلاح الشباب صلاح للأمّة والمجتمع، وفي فسادهم فساد الأمّة والمجتمع.
فلابد من إعادة النظر تجاه منصات التواصل الاجتماعي وشد فرامل اليد كي ننظر فيما تقدمه تلك المواقع من سموم وإباحية تهدد المجتمع في قيمه وأخلاقه الرصينة.