الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

بسبب الغيرة .. حكاية مقتل الطفلة «ريتاج» علي يد شقيقتها في بني سويف

الطفلة ريتاج المجني
الطفلة ريتاج المجني عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صرخات قطعت ذلك السكون الذي خيم على الأرجاء في إحدى قرى مركز الواسطي بمحافظة بني سويف، حين خرجت "س.م.ع"، الطالبة صاحبة الـ15 عاما، تهتف بأعلى صوتها لتعلن عن العثور على جثة شقيقتها الصغرى "ريتاج" مقتولة داخل المنزل، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
دموع التماسيح

بعد مرور دقائق علي اكتشاف الجريمة، تبدلت الأجواء داخل القرية الهادئة، حيث لم تهدأ صرخات الشقيقة الكبرى حزنا علي شقيقتها الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات، والتي تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب لمواساة الجار الذي فقد ابنته في ظروف غامضة.

بلاغ الشرطة

داخل مكتبه في الطابق الثاني المخصص لوحدة المباحث، كان الرائد محمد محروس، رئيس مباحث مركز شرطة الواسطى، قد وصل للتو، يجلس فى مكتبه يتفقد دفتر النوبتجية، وينهى بعض الأعمال الإدارية اليومية، قبل مغادرته المركز، للمرور على النقاط الأمنية بدائرة القسم، إلا أن السيناريو المُعد سلفًا، تبدد مع سماع صوت جهاز اللاسلكى أمامه معلنا عن بداية شاقة ليوم عمل جديد :« فيه طفلة عثروا عليها مقتولة داخل منزل والدها في قرية أبويط دائرة المركز يا فندم»، اعتدل الضابط فى جلسته لأهمية المعلومة التى تلقتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر من العميد منصور الدغيدي رئيس المباحث الجنائية، بمديرية أمن بني سويف، والذي أمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.

انتقال وفحص
خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها الرائد محمد محروس، ومعاونيه النقيب محمد الليثي، والنقيب محمد الجبالي، والنقيب شريف عبدالمعبود، 
وفور وصوله عاين الضابط الشاب مكان الحادث، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وان الجثة لطفلة في تدعي « ريتاج» تبلغ من العمر 8 سنوات، وبها عدة طعنات متفرقة بالجسم وطعنه نافذة في شقها الأيسر، ليوجه بسماع أقوال أسرة الطفلة ومراجعة كاميرات المراقبة، وإخطار النيابة العامة.
النيابة العامة تعاين مسرح الجريمة
بعد وقت قليل، وصل فريق من النيابة العامة لمعاينة الجثة  وتم فرض كردون أمنى ومنع حركة الدخول والخروج من العقار الذى بات مسرحًا لجريمة غامضة، ومع انتهاء معاينة الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة تم تعيين حراسة على العقار، ونقلت جثة الطفلة بسيارة إسعاف إلي مشرحة مستشفى الواسطى المركزي، وطلبت النيابة استدعاء الطبيب الشرعي لإجراء الكشف الطبي عليها، وإجراء الفحوصات الطبية للوقوف على ملابسات الواقعة، وأسباب الوفاة.

فحص علاقات أسرة الضحية

بالعودة إلى ديوان المركز تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، حيث اجتمع العميد منصور الدغيدي رئيس المباحث الجنائية، بضباط الوحدة وطالبهم بوضع خطة محكمة للوصول إلى إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، أو طرف خيط يقودهم إلى حل القضية، وفحص علاقات أسرة المجني عليها، والوقوف على وجود خلافات بينهما وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة.

من قتل الطفلة ريتاج ؟

قلق ورعب وخوف سيطر علي الأهالي، فالكل منتظر ما ستعلن عنه الساعات القادمة من مفاجآت في مسلسل البحث عن قاتل الطفلة الصغيرة، إلا شقيقتها صاحبة الـ 15 ربيعا، والمتواجده معهم، فهي الوحيدة التي تعلم ما سيدور في أحداث الحلقة الاخيرة، عقب الكشف عن جريمتها.
خيط الجريمة 

انتشر رجال المباحث، بمحيط مسرح الجريمة، لجمع المعلومات والتحريات للوصول للجاني لم يتسلل يأس أو ملل إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة والتي جاءت علي لسان  رئيس المباحث، محدثاً العميد منصور الدغيدي، :«وصلنا لقاتل الطفلة ريتاج يا فندم»، أذ أكدت التحريات أن شقيقتها الكبرى وراء ارتكاب الجريمة، وهي من قامت بطعنها وانهاء حياتها بسبب الغيرة كون المجني عليها كانت لها معامله خاصة لدى أسرتها، واعتقادها باهتمام أسرتها بالمجني عليها أكثر منها، ما دفعها إلى الإقدام على طعنها عدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسم أدت إلى وفاتها.

ضبط المتهمة

وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية قادها الرائد محمد محروس، رئيس مباحث مركز شرطة الواسطي، ونجحت في ضبط المتهمة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، والعرض على النياية العامة لمباشرة التحقيقات