الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ختام ورشة "Yes Academy" لتعليم الفنون الأدائية بالقاهرة

جانب من الورشة
جانب من الورشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظم القسم الثقافي بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بالقاهرة، ورشة Yes Academy، لتعليم فنون الموسيقى والرقص المعاصر والغناء على مدار عشرة أيام، وبمشاركة 5 خبراء وموسيقيين من الولايات المتحدة، وهو البرنامج الذي يقدم للمرة الأولى في مصر. ويمزج بين عدد من فنون الرقص والغناء المختلفة وتم تقديمه مجانا لـ 25 مشتركًا تم اختيارهم من بين 60 متقدمًا من الشباب الموهوبين.

وأوضح الفنان عمرو سليم، عضو مؤسسة "أصوات أمريكية" ومؤسس البرنامج بمصر. أن الدورة الأولى من البرنامج تم تقديمها بشكل افتراضي، نظرا لإجراءات السلامة الصحية المتعلقة بجائحة كوفيد 19. لافتا إلى أن البرنامج يعد "أول برنامج تعليمي صيفي يقدم في مصر وهو برنامج تم تقديمه في أكثر من دولة ويختلف من بلد لآخر"، حسب تعبيره.

وأضاف: "عادة نفضل وجود أحد خبراء الموسيقى من البلد نفسه لأنه أدرى باحتياجات مجتمعه. مثلا، باعتباري مصري، أعرف المجتمع الموسيقى وأساتذة الكونسرفاتوار في مصر. نحن لدينا هنا عدد كبير من الموهوبين وأصحاب الخبرات العظيمة في الموسيقى، لكن في كثير من الأحيان نفتقر إلى الإمكانيات أو الاهتمام".

وأكد سليم أن هناك أنواع من الموسيقى تحظى بمتابعة واسعة للغاية رغم عدم تسليط الضوء عليها إعلاميا، مثل موسيقى الهيب هوب أن هناك مشكلة لدى المجتمعات الموسيقية المتعددة، وهي عدم الحوار "فالموسيقى الكلاسيكية لا يتحدث أهلها مع موسيقى الهيب هوب أو الجاز أو غيرها. رغم ان من هؤلاء من يعزف على البيانو أو يؤلف الأغاني والموسيقى". وأكد هذا أن البرنامج في مصر حظي باهتمام كبير من المتدربين، وتلقى عددا هائلا من المشاركات على مدار 24 ساعة طيلة أيام التقديم، وحتى الختام".

مهارات متعددة

ولفت عمرو سليم إلى أن البرنامج الذي استمر لعشرة أيام، قام فيها المدربين بفرز المشاركين، واختيار عدد من المدربين الذين يتمتعون بالمهارات الكافية "والأهم أن يكونوا على استعداد للتعامل مع آخرين من ثقافات مختلفة. ولديهم القدرة بأن يدفعوهم للعمل بشكل أكبر، ويبذلوا مجهود للوصول إلى ما يريدون".

وتابع: أقوم بتدريس موسيقى الحجرة، بالتعاون مع أندريس فيرا، وهو عازف تشيللو من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، والتأليف مع داستن كارلسون، وهو عازف جاز وجيتار كبير. وبرودواي مع كيت باس وهي مغنية في برودواي، وهانس بيير وهو مدرب رقص، وورشة كتابة موسيقية مع كيت باس أيضا، وهيب هوب مع هانس. الورش خمسة والمدربين نحن أيضا خمسة. هناك من يقدم ورشة منفردا وآخرون يتشاركون تقديم الورش. المختلف هو أننا هنا نهتم بالنتيجة والطالب يذاكر من أجل الامتحان. لكن في الأكاديمية الطالب يذاكر لأنه يريد أن يقوم بتطوير نفسه وقدراته والاستفادة بأقصى قدر من المدربين الموجودين معه حاليا. نجعل الطالب يهتم بنفسه وليس بدرجاته، لذلك نجد في النهاية منتج أكثر روعة بكثير من المطلوب.

كيت باس: رأت العديد من النساء الموهوبات

من مدربي الورشة كيت باس. وهي ممثلة من برودواي، حائزة على عدة جوائز. قامت بتقديم عروضها في قاعة كارنيجي الشهيرة، وكذلك في عدد لا يحصى من أعمال برودواي المرشحة لجوائز إيمي وتوني. عملت كمديرة للمسرح الموسيقي في برنامج المسرح الموسيقي بجامعة بيبردين في لوس أنجلوس وقامت بتدريس وإرشاد النجوم الصاعدين في جميع أنحاء الولايات المتحدة في أوبرا متروبوليتان، وكذلك في لبنان، وإريتريا، وأوغندا، وباكستان. 

تقدم كيت برنامج برودواي في YES Egypt، والذي يتكون من تدريب الغناء والتمثيل والرقص، من خلال دراسة وأداء الفرق الموسيقية والعروض الجماعية الصغيرة والعروض المنفردة من المسرحيات الموسيقية المعاصرة والكلاسيكية مثل Rent وHamilton وWest Side Story وWicked.

 أعربت كيت عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات YES Egypt، وإعجابها بمصر التي تزورها للمرة الأولى، حيث واتتها الفرصة للتعرف على الثقافة والفنون والموسيقى المصرية. مشيرة إلى أنها فرصة لتكتشف الأصوات المصرية المختلفة وما الذي يمكن أن تقوم به.

وقالت: أنا مغرمة للغاية بالموسيقى الكلاسيكية وآلات التي يمكنها أن تصدر هذه الموسيقى. لكني اكتشفت العديد من الأشكال الموسيقية الأخرى في المشهد الفني والموسيقي المصري وهذا كان مفاجئا. خاصة ذلك الأسلوب الفريد الذي يتم فيه دمج الكلمات العربية مع الإنجليزية، ونتيجتها المبهرة على المستوى الموسيقي.

وأضافت: هذه تجربة خاصة بالنسبة لي، رغم أنني قمت مرتين بتقديم ورش تناظرية عبر الشاشات. كنت أجلس من 6 إلى 8 ساعات يوميا أحدق في الشاشة، لذلك كانت هذه التجربة أكثر حماسية، حيث يوجد الطلاب ونستطيع التفاعل معا بدلا من مجرد النظر إلى الشاشة. لا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يوازي هذه التجربة من الوجود بين الناس.

أما عن المشاركات في الورشة، تقول كيت: أرى الكثير من النساء في كل مكان في العالم، وخلال هذه التجربة رأيت العديد من النساء اللاتي يتمتعن بموهبة كبيرة، ربما بنسبة 95% عن الآخرين الذي تعاملت معهم في أماكن أخرى. وهذا شيء لم أتوقعه في الحقيقة.

هانس بيير: استكشف المزيد من الثقافات

يشارك في التدريب أيضا هانس بيير، وهو راقص شهير ينتمي إلى عالم موسيقى الهيب هوب. بدأ حكايته في لوس أنجلوس مع The Flooridians ويرقص الآن مع Jabbawockeez Dance Crew وهي فرق مشهورة عالميًا. وظهر على التلفزيون في World of Dance وAmerica’s Got Talent وRachael Ray Shows، وكذلك مع Kanye West في حفلة موسيقية. حصد عدة جوائز، منها Block 1750's Block Party وNorthwest Sweet 16 وVancouver Street Dance Festival وTeam USA Hip Hop عام 2016، ومهرجان باريس/ برلين للرقص في الشوارع 2017. 

في أكاديمية YES، يقوم هانس -الذي بدأ الرقص في عمر الرابعة عشرة- بتدريس تصميم الرقصات لبرنامج برودواي، بالإضافة إلى العمل مع راقصي Breakers وAll Styles في جوانب معينة من الرقص. بما في ذلك الموسيقى والإبداع، وطرق التعبير الشامل عن الذات.

يقول: الموسيقيين الذين عملنا معهم هنا محترفين وموهوبين للغاية، الجميع يمكن أن يقول الكثير، لكن هؤلاء يقدمون مجهود حقيقي للخروج بأعمالهم في صورة ممتازة، بالنسبة لي، هذا يعني الكثير، والذي يوضح أن الموسيقى لها موضع جيد في المناخ العام. ولا زلت اعتبر نفسي في رحلة من أجل استكشاف المزيد دوما من كل الثقافات.

وأكد: التواجد بين طلبة من الموسيقيين المحترفين هو أمر رائع في حد ذاته. كانت التجربة فريدة، والأفكار والمخرجات قوية، وما تم التوصل إليه في النهائية هو أعمال مليئة بالتفرد والابتكار.

أندريس فيرا: "التخت الشرقي" جذب شغفي

أما أندريس فييرا، فهو عازف تشيلو، وهو عضو في الرباعية المرشحة لجائزة جرامي سان فرانسيسكو حيث يعيش شغفه بربط المجتمعات من خلال الموسيقى والفن. بدأ أندريس حياته المهنية مع أوركسترا ميامي السيمفوني واستمر في الحصول على درجة الماجستير في الأداء الموسيقي من معهد سان فرانسيسكو للموسيقى. وتشمل المشاريع الأخرى تأسيس فرقة تشيلو، وفرقة Cello Street Quartet، وتأسيس شركة الإنتاج وعلامة التسجيل، Least Common Productions. في YES Egypt، سيقوم بتدريس فرق التشيلو والتشيلو وفرق موسيقى الحجرة.

يحكي فيرا عن تجربة أخرى غير التدريب بالورشة فيقول: "استمعت إلى الموسيقى الشرقية في أحد مقاهي الحسين. كانت أول مرة أستمع إلى "التخت الشرقي" والتي أصابتني بحالة من الانبهار. أحببتها للغاية. مشيرا إلى أن عوالم الموسيقى المختلفة تسحره. وأن الموسيقى الشرقية كانت أحد أسباب حماسه طيلة أيام الورشة.

وأضاف: لم يكن لديّ أية انطباعات مسبقة عن مصر قبل زيارتها، بل توقعت أن أجد الكثير من التنوع، وتوقعت أن يكون هناك ما أقدمه لطلابي، والذين كانوا مليئين بالشغف والطموح.

داستن كارلسون:

آخر أعضاء الفريق هو داستن كارلسون، وهو عازف جيتار وملحن ومغني، يعيش في مدينة بروكلين في نيويورك. يستمد الإلهام الهائل من زوبعة الموسيقى والثقافة في نيويورك. من خلال العمل في مجالات المعاصر الكلاسيكي، والجاز، والهيب هوب، والفلامنكو، والارتجال ومسرح الرقص، فإن هويته الصوتية تتغير باستمرار. بفضل ثروته من الخبرة الموسيقية، يقدم داستن نهجًا تعاونيًا لدراسة التكوين، والانخراط مع الحدس الإبداعي لكل طالب، لتشجيع التطور في الحرف والتعبير والشعور الفردي بالهدف الإبداعي.

أوضح كارلسوندوره في الورشة بقوله: "لقد قمت بتدريب العديد من الموسيقيين من ثقافات وخلفيات مختلفة. لا نتحدث عن المجال التعليمي فقط، وإنما يتضمن حديثنا ثقافة الموسيقى نفسها مثل الهيب هوب. هذا أيضا يفتح المجال للتعرف إلى كل ثقافة عن طريق المخرجات الفنية التي يقدمها المشاركون".

وأضاف: "أعرف البعض عن الموسيقى المصرية، ربما لا أعرف شيئا عن المغنيين المصريين، لكني تابعت بعض المقطوعات التي أجدها ثرية للغاية. خاصة عندما يتعلق الأمر بلغة ومفردات جديدة تماما، والأداء القوي المليء بالحيوية".