رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ماذا يحدث لجسم الإنسان في الفضاء؟

رائد فضاء
رائد فضاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ سنوات طويلة والإنسان يصعد للفضاء ويقابل الكثير من الظروف الجوية والمعيشية المختلفة تمامًا في الفضاء عن كوكب الأرض، ويفكر العلماء هل تلك الظروف المختلفة لها تأثير على جسم رائد الفضاء، وبالفعل أجريت العديد من الدراسات التي تبحث في آثار استكشاف الفضاء وهل يتحمل رواد الفضاء الإشعاع وانعدام الوزن والعزلة وعددًا من الضغوط الجسدية والعقلية الأخرى الناتجة عن رحلات الفضاء.
ووفقا لموقع  space.com، فعدد من الدراسات التي تنبع من "دراسة التوائم" التابعة لوكالة ناسا، والتي تضمنت رحلة رائد فضاء ناسا سكوت كيلي (Scott Kelly) لمدة عام في الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية بينما كان شقيقه التوأم مارك كيلي، رائد فضاء متقاعد من ناسا، بمثابة "عنصر تحكم" على الأرض، ففي حين كون دراسة التوائم غير مسبوقة، فإنها تضمنت فقط رائدي فضاء، وبواسطة مجموعة الورقات البحثية الجديدة هذه، راقب العلماء تأثير رحلات الفضاء على 56 رائدًا زاروا محطة الفضاء الدولية. 
وورد في بحث يلخص هذه المجموعة: "ساهم في هذه الأبحاث أكثر من 200 باحث من عشرات المجموعات الأكاديمية والحكومية والفضائية والصناعية، وتعد أكبر مجموعة بيانات عن رواد وبيولوجيا الفضاء قد حُصِل عليها على الإطلاق، وتتضمن التحليل الطولي المتعدد، ورسم الخرائط المناعية وحيدة الخلية والحلقة، وتدابير جديدة للحد من الإشعاع، بالإضافة إلى ملفات بيولوجية مفصلة لـ 56 رائد فضاء"، ومع مثل هذا الكم الهائل من البيانات ومثل هذا التعاون الدولي الكبير، لم يتمكن العلماء فقط من التحقق من صحة ما وجدوه في دراسة التوائم، بل تمكنوا أيضًا من التوسع بشكل كبير في دراسة تأثير الفضاء على جسم الإنسان.
و قالت سوزان بيلي الأستاذة بجامعة ولاية كولورادو، وباحثة رئيسية في دراسة التوائم وباحثة رئيسية في العديد من هذه الأبحاث: "إنها مجموعة واسعة من الدراسات المختلفة، وهي تبني بالفعل أساسًا راسخًا عمّا نعرفه عن تأثيرات رحلات الفضاء الطويلة على جسم الإنسان، وعمّا نحتاج أن نبحث عنه ونقلق بشأنه ونحن نمضي قدمًا"، مضيفة أن أهمية هذا الأمر ستتزايد مع شروع البشر بالخروج إلى القمر بعيدًا عن الأرض، بينما يتناول كل بحث من الـ 29 عاملًا فريدًا من تأثيرات رحلات الفضاء على البشر، هناك عدد قليل منها يثبت صحة ما عثر عليه في دراسة التوائم، وكذلك يوسع من فهم العلماء لهذه الآثار الصحية.

 - 6 عوامل عندما يتعلق الأمر بدراسة الآثار الصحية لرحلات الفضاء:
حدد الباحثون ستة عوامل رئيسية تحدد ما يحدث لجسم الإنسان في الفضاء، حيث قال كريس ماسون، الذي كان أيضًا باحثًا رئيسيًا في دراسة التوائم: "نقترح أن هناك بالفعل ستة عوامل متسقة نراها مرارًا وتكرارًا في الفئران والقوارض والبشر وخطوط الخلايا على حد سواء، وهذه العوامل الستة: 
خلل التنظيم في الميتوكوندريا، والإجهاد التأكسدي، والجذور الحرة، وتلف الحمض النووي، وطول التيلومير، والاختلافات في الميكروبيوم والتغيرات اللا جينية. 
ويشير العامل الأول (خلل التنظيم في الميتوكوندريا) إلى كيفية عمل الميتوكوندريا "بيت طاقة الخلية" (وهي عضية توّلد معظم الطاقة الكيميائية في الخلية ) بشكل مختلف، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية. 
اكتشف العلماء أيضًا الإجهاد التأكسدي، وهو خلل في الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في الجسم، وتعتقد سوزان أنه قد يكون ناتجًا عن الإشعاع الذي يختبره الرواد أثناء وجودهم في الفضاء". 
درس مؤلفو هذه الأوراق أيضًا الجذور الحرة، وهي الذرات غير المستقرة في جسم الإنسان، والتي من الممكن أن تتلف الخلايا وتسبب لرواد الفضاء أمراضًا مثل السرطان أثناء رحلاتهم الفضائية. 
عثر الباحثون على أدلة لتلف الحمض النووي، وهو أمر متوقع مع التعرض لهذا النوع من الإشعاع، وأظهرت هذه الأبحاث أيضًا أن طول التيلوميرات تزداد لدى رواد الفضاء أثناء تحليقهم وهي هياكل واقية في نهايات الكروموسومات وتتقلص مرة أخرى عند هبوطهم على الأرض.
 قال ماسون: "أظهرت الأوراق أيضًا حصيلةً متنوعةً من الميكروبيوم، وهو تجمع للمواد الوراثية من جميع الميكروبات الموجودة في جسم الإنسان، لرواد الفضاء، وهو أمر متوقع لأن جميع رواد الفضاء مختلفون.
أظهر البحث الجديد دليلًا على حدوث تغييرات جينية، أو تغييرات في البنية الفيزيائية للحمض النووي، إذ يعاني رواد الفضاء من "تغيير في تنظيم الجينات" أو عملية (تشغيل) و(إيقاف) الجينات عندما تتفاعل الخلايا مع بيئات مختلفة". وجدوا أيضًا أن هؤلاء المتسلقين لديهم تيلوميرات أطول أثناء التسلق، على الرغم من أن سبب التغيير في الطول غير مفهوم تمامًا حتى الأن. 
رواد الفضاء القلائل الذين قد يظهرون تيلوميرًا أقصر من المتوقع يمكن في الواقع أن يكونوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.