رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذاكرة رمضان|«حماية دور العبادة».. ترسيخ لقيم المواطنة والعيش المشترك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد سلسلة «رؤية» من أهم المشروعات الثقافية التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف المصرية، وتستهدف شرح صحيح الدين فى كتيبات صغيرة يسهل حملها.. وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض أهم أجزاء هذه السلسلة، والتى تتضمن شتى مناحى الحياة، والتى تبدأ ببناء الشخصية الوطنية وخطورة الفتاوى والأفكار الظلامية وكيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، وحماية دور العبادة.. وغيرها من الموضوعات التى تقدم بطريقة مبسطة.

يمثل كتاب «حماية دور العبادة» والصادر عن سلسلة «رؤية» ترسيخ قيم المواطنة وأسس العيش المشترك وفقه التعايش السلمى بين البشر جميعًا، دون تمييز على أساس الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو العرق، ويعمق الإيمان بح التنوع والاختلاف وبيان أنهما سنة من شنن الله الكونية.

ويقول الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى مقدمة الكتاب قد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بنى البشر، ورسخ ديننا الحنيف مبدأ فقه العيش المشترك بين البسر جميعًا ودعانا إلى التراحم والتقارب والتعارف، وقامت فلسفة الدين على الإيمان بالتنوع والاختلاف، وعظم الله سبحانه وتعالى شأن المشتركات الإنسانية فى جميع كتبه المنزلة ورسالاته التى أرسل بها رسله عليهم السلام، فأجمعت الشرائع السماوية قاطبة على مبادئ الحق والعدل والتسامح والوفاء بالعهد وأداء الأمانة والصدق فى الأقوال والأفعال، وبر الوالدين وحرمة مال اليتيم ومراعاة حق الجوار والكلمة الطيبة.

وقد تختلف الشرائع فى العبادات، وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التى تكون أساسًا للتعايش لم تختلف فى أى شريعة من الشرائع، فلا توجد شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير، أرونى أى شريعة أباحت الكذب أو الغدر أو الخيانة أو خلف الوعد، أو نقض العهد أو مقابلة الحسنة بالسيئة، فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على القيم الإنسانية السامية، ومن خرج عليها أو عنها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من أدميته ومن الفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها.

وقد أكدت الآية القرآنية بأنه لا إكراه فى الدين والتى تعزز قيم التنوع والاختلاف الذى هو سنة من سنن الله الكونية، وترسيخ لأسس المواطنة العصرية الكاملة دون تمييز وتأسيس لفقه العيش الإنسانى المشترك بين البشر دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس.

وقد أكدت على ذلك وثيقة الإخوة الإنسانية والتى وقع عليها كلا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، والتى أكدوا من خلالها أن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التخريب هى خروج صريح عن تعاليم الأديان وانتهاك للقوانين الدولى، وأن حماية دور العبادة من المنظور الشرعى يُعد رابطة ضرورية قائمة على الالتزام والمسؤولية لا على تبادل العاطفة والمشاعر المعنوية، ومن ثم يحقق الاستقرار والتآلف بين أهل البلد الواحد مهما تعددت دياناتهم وانتماءاتهم العرقية، فوحدتهم عبارة عن غدارة إيجابية للاختلاف وتوافقهم على التعايش السلمى وتعاونهم على النهوض بوطنهم وتقوية وتوحيد صف شعبه وكلمة أفراده فى مواجهة أى خطر يهدد هوية الوطن.