الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«أحمد فونيه» أقدم صانع فوانيس صاج في الفيوم

فانوس
فانوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يجلس على ركبتيه داخل محله أمامه بوتاجاز من الحديد مشتعل بالنيران، ممسكًا بأدوات للحرق واللحام وشرائح من الصفيح وقطع زجاجية لونتها ابنتاه بأيدهما لعشقهما الصناعة واحترافهما على يد والدهما، ليصنع فانوسا بمواصفات تراثية يصعب وجودها فى وقتنا الحاضر بعد غزو الفانوس الصينى بأشكال عصرية، إلا أن «عم أحمد» يصمم الحفاظ على مهنته التى تأبى النسيان ليكون أقدم صانع للفوانيس بالفيوم.

فى محافظة الفيوم، وبالتحديد فى منطقة الصيفية الجديدة وهى أحد أقدم الأحياء السكانية بالمدينة، التقت «البوابة نيوز» محمد محمد مرسى الشهير بـ«عم أحمد فونيه» السبعينى من العمر، وهو من بين القلائل الذين يعملون فى مهنة صناعة الفانوس الصفيح «أبوشمعة» التى توارثها أبا عن جد.

يقول «أحمد»: «حكايتى مع الفانوس بدأت من عمر ١٤عامًا، حيث وجدت أبى وجدى يعملان بصناعة الفوانيس الصاج منذ أكثر من ٥٠ عامًا من ستينيات القرن الماضى واتعلمتها فى القاهرة على أيديهما، فهذه المهنة تحمل التراث والذوق وهاتفضل تنافس الصينى والحديث، وأنا الوحيد فى الفيوم إللى بشتغل الفانوس أبوشمعة، والذى تطور بشكل كبير وأصبحت تطبع عليه الصور الشخصية والمشاهير ويغنى وبأشكال مختلفة جديدة على الفانوس الذى نعرفه قديمًا.

وعلى الرغم من أن صناعة الفوانيس صناعة لها توقيت زمنى محدد، إلا أنها مستمرة طوال العام مع صاحب أقدم صانع فوانيس صاج بالفيوم إذ يتفنن فى ابتكار أشكال ونماذج مختلفة من حيث الألوان مع كل رمضان وعام جديد، وتخزينها ليتم توزيعها على التجار بشارع الرملة للبيع فى رمضان الذى يعد موسم رواج هذه الصناعة.

ويضيف «أحمد»: «نبدأ الشغل من يوم عيد الأضحى إلى شهر رمضان من العام التالى ثم نبدأ إخراج الفوانيس فى رجب وشعبان ورمضان»، موضحًا أن المرحلة الأولى يتم فيها تقطيع ألواح الصفيح بأحجام معينة صغيرة عبارة عن شرائح جاهزة للصنع كل حسب حجمه، ومن ثم تبدأ مرحلة دق الألواح الصفيح على حجر صغير لتصنيع هيكل الفانوس ثم يتم تلوين شرائح الزجاج بالرسومات كالأزرق والأحمر والأصفر، وفى هذه المرحلة تساعده ابنتاه بالتلوين وبعدها يتم لحام القطع الصاج ولزق الزجاج الملون باستخدام مواد القصدير حتى يخرج فانوس فى غاية الجمال.

وتابع «فونيه»: «أسعار الفانوس حسب الحجم والشكل، وتتراوح أسعاره ما بين ١٢ جنيهًا للتجار فى شارع الرملة الذين يقومون ببيعه بـ٢٠ جنيهًا وأكبر فانوس بصنعه بـ٧٠ جنيهًا وبخزنها من العام للعام وهذا العام صنعت ٣٠٠٠ فانوس، بمقدار ٤ فوانيس يوميًا أصنعها بإتقان وحرفية شديدة، والإقبال والطلب عليه لا يقل، بالإضافة للفانوس الخيامية وعليه إقبال كبير هذا العام وهو من التراث القديم».

واختتم «فونيه» بأن هذه المهنة لا يوجد جيل جديد يمتهنها، ومعظمنا كصناع أبناؤنا يعملون بمهن أخرى غير هذه الصناعة، بسبب أنها أصبحت غير مربحة بالنسبة لهم، ولم يحترفوها قائلًا: «هذه المهنة ربيت أولادى الـ٩ منها وعندى بنتين هاويين الصنعة ومحترفين فيها وبيساعدونى، والفوانيس هيا اللى معيشانى، والفانوس الصاج عمره ما ينقرض مهما نافسه الصينى والحديث، وبرضى بقليلى فى المكسب منها وأمنيتى أروح عمرة».