الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«عم طلعت» يحكي قصة الفانوس «أبوشمعة» الأقدم في التاريخ

عم طلعت
عم طلعت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ابتسامة مشرقة تطل من مسن يجلس بورشته القديمة بشارع الحسينى بالمنيا يذكرنا بأيام الزمن الجميل ومصر القديمة، يجلس فى ركن داخل ورشته ممسكًا بأدوات للحرق واللحام وقطع زجاجية يلونها بيده، ليصنع فى النهاية فانوس بمواصفات تراثية يندر وجودها فى وقتنا الحاضر بعد تطور الفوانيس بأشكال عصرية.
«عم طلعت رمضان» يصمم على الحفاظ على مهنته التى تأبى النسيان ليكون أقدم صانع للفوانيس بشارع الحسينى بالمنيا والذى يحكى لنا تاريخ صناعة الفوانيس وأنواعها وأشكالها وطريقة تجميع الفانوس من الصفائح خاصة التى تعبر عن التراث الشعبى القديم ومظاهر الاحتفال بشهر رمضان والذى تخصص فى صناعة الفانوس العربى الأصيل.
قال الحاج طلعت لـ«البوابة»: «إنه بدأ فى العمل بتصنيع وتجهيز الفوانيس العربية التراثية منذ أكثر من ٥٠ سنة، وتعلم فن صناعة ودهان وتلميع الفوانيس العربية الأصيلة التى تتميز بروح شهر رمضان الحقيقية، مؤكدًا أن الفانوس العربى المصنوع من الصفيح والزجاج الملون بمختلف الأشكال التى تضيف لها لمسة تدل على العراقة الشرقية العربية القديمة، وهو الأساس ولن يختفى مهما مرت السنون.
وأضاف «عم طلعت": أنه توارث المهنة من والده وجده، مشيرًا إلى أنه طوال هذه السنوات لم يعمل أى مهنة أخرى سوى الإبداع فى تصنيع فوانيس رمضان من الصاج بأنواعها المختلفة التى تتميز بروح شهر رمضان، وأنه يبدأ عمله داخل محله الصغير بشارع الحسينى منذ الساعة الثامنة صباحا ويظل طوال النهار فى تصنيع فوانيس شهر رمضان الكريم بأشكالها وأنواعها المختلفة، مضيفا أنه يعشق العمل فى الفوانيس القديمة التراثية والتى يقبل عليها المصريون كل عام بصورة كبيرة، ويحجزونها لثقتهم فى الفانوس العربى الأصيل، الذى لم يتغير رونقه ومحبته لدى كثير من المصريين خاصة فى القرى والريف المصرى.
وعن الخامات المستخدمة فى تصنيع الفوانيس قال عم طلعت إنها عبارة عن «قطع زجاج ملونة، وأدوات للحرق واللحام» ثم ننتظر فترة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان كل عام، لنبدأ فى تصنيع الفوانيس الرمضانية التى تميز الشوارع والمنازل المصرية بأجواء رمضان.
وأكد أن المنافسة فى السوق أصبحت قوية خاصة بعد ظهور أشكال فوانيس مختلفة مضيفا أن الفانوس الصاج ممكن يعمل بالشمعة والكهرباء، موضحا أن الفانوس الصاج يعبر عن الأصالة المصرية وسيظل أحد الموروثات التى تعبر عن أهل مصر والاحتفال بقدوم شهر رمضان الكريم ويتم تصنيعه بالكاوية والتناية ومنه أشكال متعددة، مؤكداً أن الفانوس الصاج هو الأساس والذى تربى عليه صانعى الفوانيس والأطفال من الأجيال المختلفة على مر العصور المختلفة.
وأوضح «عم طلعت » أن الفوانيس التى يتم صناعتها لها عدة أسماء وأشكال وأحجام، منها «شرائح البطيخة المصحف شمامة اللوتس أبوالأولاد نجمة المقرنص أبو دلاية فطوطة»، مشيرا إلى أن فوانيس الشمعة والصاج والصفيح والزجاج الملون ستظل أحد أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان، ولن تختفى مهما مرت السنون ويقوم الحاج طلعت بعمل الدهانات اللازمة للفانوس ويدخل عليه بعض التطويرات حالياً من لمبات ليد وزينة مختلفة، وأنه يقوم بالحفاظ على الصاج للفانوس بدعمه بألوان ذهبية وفضية وفصوص مختلفة من الزجاج والبلاستيك والكريستال.