رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رمضان زمان|| أسواق القاهرة زمان

أسواق القاهرة
أسواق القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية وحتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله..

نستكمل الحديث حول أسواق القاهرة قديما فى رمضان التى قد تعرفنا خلال الحلقة السابقة حول شكل الأسواق قديما فى القاهرة أيام شهر رمضان، وقد أمدنا الرحّالة المغربى «العبدرى» صورة حية لما كانت عليه سوق بين القصرين قديما فى أواخر شهر رمضان إذ صادفه الحظ فنزل بالمدرسة الكمالية المطلة على السوق فقال : «كنت قلما ارقد إلا منغصا لصياح الباعة وهم يبيعون طوال الليل وترى الماشى فيها لا هم له سوى التحفظ من دوس الدواب إياه، ولا يمكنه تأمل شيء فى السوق لأن الخلق مندفعون فيها مثل اندفاع السيل، وقد ضاعت لى بها دابة بسبب الزحام كان عليها شخصا راكبا فتكاثر عليه الزحام حتى أسقط عنها واندفعت فى غمار الخلق ولم يمكنه التوصل إليها وهو يبصرها حتى غابت عنه وكان آخر العهد بها."

إن من غرائب ما كان يباع فى هذه الأسواق قديما من طعام فى شهر رمضان هو الدجاج المطبوخ بالسكر وقد يضاف إليه الفستق فيعرف بالفستقية أو الجوز فيقال له الجوزية.

وإذا ما تجاوزنا أسواق الطعام كالشوايين واللحميين فإننا نجد أن أسواق الشماعين فى القرنين الثامن والتاسع كان يحتفل بمقدم شهر رمضان بطريقة خاصة فتعلق على وجهات الحوانيت، وعلى جوانبها أنواع الفوانيس المتخذة فى الشمع وأشكال الشموع ما بين كبيرة وصغيرة ومنها ما يزن عشرة أرطال، ومنها يُحمل على العجل ويبلغ وزن الواحدة منها القنطار وذلك لاستعماله وقت الركوب لصلاة التراويح والخروج ليلا. 

وعلى هذا يستمر شهر رمضان وتستمر حوانيت الشمع مفتوحة حتى منتصف الليل لكثرة ما يشترى وبفضل هذا السوق وتقاليد تجارته نشأت فوانيس رمضان التى نعرفها الآن، وحتى وقت قريب كان السمكرية يهتمون منذ شهر شعبان بعمل الفوانيس التى توضع بداخلها الشموع ويبدعون فى أشكالها والوان زجاجها ويزينون بها واجهات حوانيتهم فيفرح بها الأطفال.

كما تركت أسواق الياميش قديما انطباعا موجودا حتى الآن عند المصريين حتى يصعب على المصرى أن يتصور شهر رمضان يمر بدون ياميش فقد كانت قديما وكالة الأمير قوصون الساقى تزدحم لإقبال الناس على شراء الياميش.