الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

«المشوار» و«راجعين يا هوى».. بين الهروب وأزمة العودة

المشوار وراجعين يا
المشوار وراجعين يا هوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع عرض الحلقات الأولى من مسلسلات الموسم الرمضانى لهذا العام عبر شاشات التلفاز، بدأت تتشكل ملامح ومعالم الخطوط الدرامية الأولية لعدد من المسلسلات، لتكشف عن مواطن الصراع المتولد ما بين شخصياتها والأزمات التى يقف عليها أبطال كل عمل. لكننا سنستعرض هنا بالتحليل ما جرى فى أولى حلقات «المشوار» و«راجعين يا هوى». 

ولعل أبرز الأعمال الدرامية التى لفتت أنظار المتابعين مع بدء طرح أول حلقاتها، مسلسل «المشوار» للمخرج محمد ياسين، ومن بطولة محمد رمضان، والذى يبدو للوهلة الأولى أن بطله رمضان يخرج عن نمطه المألوف فى الدراما خلال السنوات الأخيرة، والذى عادة ما كان يتمحور حول شخصية البطل الأوحد القوى، أو تيمة المظلومية التى ازداد تكرارها حتى اعتاد الجمهور توقع أحداثها. 

هنا، تكمن قوة العمل فى الولاء الكامل للنص فى المقام الأول، فمن الواضح أن القصة التى صاغها محمد فريد لم تكن كسابقها من أعمال «رمضان»، مفصلة حسب مقاس النجم، وإنما تتعامل مع الشخصية الرئيسية كعنصر من مكوناتها المتعددة، تحركه الأحداث وليس هو من يتحكم فى سيرها، وبالتالى الخروج من فخ «بروزة» البطل طوال حلقات المسلسل. إضافة أخرى عززت من البداية القوية لهذا العمل، هو وجود «رمضان» تحت إدارة مخرج مخضرم بحجم محمد ياسين، يحرص على الاعتناء بأدق تفاصيله وأدواته الإخراجية ويعرف جيدًا كيف يتحكم ويوجه ممثليه. فـ «ياسين» ليس من المخرجين غزيرى الإنتاج، نلاحظ ذلك فى عمله الأخير «أفراح القبة»، والذى كان قبل ٦ سنوات، ولكن حرفيته الشديدة هى ما تجعل صدى أعماله يتردد لسنوات طويلة لاحقة. 

نص «فريد» يعتمد على الحرق البطيء للأحداث، وهو ما نلاحظه منذ الحلقة الأولى، فلا نعرف الكثير عن ماضى ماهر «محمد رمضان» وورد «دينا الشربينى»، ولا ممن يهربان؟ إضافة إلى لغز الشنطة التى يحملها بطلا العمل باستمرار، ولكننا نشعر معهما بهذا الضغط الذى يغلف جنبات حياتهما ويجعلهما مطاردين طوال الوقت ما يزيد من جرعة الإثارة والتشويق المتولد من حالة الغموض تلك والتى تتكشف تفاصيلها تدريجيا مع كل حلقة. 

أما على الجانب الآخر، فنحن على دراية بأطراف الصراع وأسبابه منذ الحلقة الأولى لمسلسل «راجعين يا هوى» لخالد النبوى، وهى طريقة سرد مختلفة عن نظيره «المشوار»، لكنها تكاد تكون الأصعب لأنها تظل مطالبة طوال حلقاتها اللاحقة بتقديم المزيد من تصاعد فى الأحداث حتى تستحوذ على انتباه المشاهد ولا تقع فى فخ «الكلايشيهات».

فمنذ عودة بليغ أبوالهنا «خالد النبوى» من الخارج للمطالبة بحقه فى الميراث بعدما تعرض لضائقة مالية جعلته يقف على شفا الإفلاس، نلاحظ التوتر القائم ما بين زوجات إخوته الاثنين، وتحول منزل العائلة إلى معسكرين متناحرين يسعى كل منهما للإيقاع بالآخر للسيطرة على أملاك العائلة والفوز بالنصيب الأكبر من النفوذ. 

ينعكس هذا الانقسام بالتبعية على الجيل الثانى من الأبناء عدا شخصيتين فقط هما من يحافظان على روابط الود بينهما وبين عمهما بليغ، الذى يفجر العديد من الصراعات بعودته تلك. نص محمد سليمان عبد المالك، جاء بدراما وأحداث دسمة فى أول حلقاته، ولكن مع بداية الحلقات التالية بدأت الدراما تسير بوتيرة هادئة بطيئة منزوعة الأحداث، معتمد على حوارات ثانوية هامشية ما بين بليغ وأبن أخيه طارق «نور النبوى»، أو بينه وبين كبير العائلة جابر «أحمد بدير»، لا تؤثر فى الحدث الرئيسى كثيرًا. 

ولكن يبقى خيطا مفتوحا تلعب عليه الدراما جيئة وذهابا لإضفاء عنصر التشويق، وهو هل الحادث الذى أودى بحياة إخوته مدبرًا؟ ومن يقف وراءه؟ ومن المستفيد من موتهما؟.. هذه التفصيلة يمكن أن تكون الورقة الرابحة التى يحتفظ بها عبد المالك للدفع بالأحداث فى الحلقات المقبلة.