رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكايات من ساعات العبور.. المقاتل "فتحي" بطل ملحمة النصر يروي ذكرياته

المقاتل فتحى عبدالفتاح
المقاتل فتحى عبدالفتاح احد ابطال اكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حرب أكتوبر ليست مجرد انتصار عسكري، وإنما هى حالة لا تزال حاضرة حتى الآن رغم مرور 48 عاماً على حدوثها، حيث تجلت فيها إرادة الشعب المصرى وقوته واتحاده ضد الهزيمة واليأس، وإصراره على المواجهة واسترداد الأرض وتحقيق النصر.

وفى هذه الذكرى تلتقي البوابة نيوز المقاتل فتحى عبدالفتاح أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة  وأحد أبطال سلاح المشاة وابن محافظة المنيا الذى يحكى ذكرياته عن حرب أكتوبر المجيدة.

وبدأ المقاتل فتحى عبدالفتاح حديثه عن ذكريات حرب أكتوبر المجيدة: "جندت بالقوات المسلحة فى ٣/١١/٦٨  سلاح مشاة، وشرفت بحضور حرب الاستنزاف حتى حرب استرداد الأرض من العدو الغاشم فى ٦ اكتوبر٧٣  واستمريت بجبهة القتال حتى فبراير ٧٥  والتحقت بالعمل المدنى بالتربية والتعليم بوظيفة عضو قانونى بالشؤون القانونية الى وصلت لوظيفة مدير عام ادارة الشؤون القانونية ثم احلت الى المعاش وحاليا عضو مجلس ادارة بجمعية نصر اكتوبر بالمنيا ليستمر العطاء من زمن الحرب   لعصر السلام والتنمية.

وتابع:  وفى هذه الذكرى العظيمة اتذكر لحظات العبور  فهى مازالت محفورة فى ذاكرتى، وكلما أتذكرها أستشعر مدى الحب والتعاون والتواصل الاجتماعى والإنسانى بين أفراد الجيش، من الجنود والضباط وصف الضباط، فلا تفرقة بين أحد، والجميع كان لديه إنكار للذات، وتجمعهم المحبة والتسامح والانتماء، كما تجمعهم  صفات الجندى المصرى على مر التاريخ كونه يجمع بين الذكاء والقوة والإرادة  ودائما افخر بسلاح المشاة لما له من دور عظيم فى الحروب، فقد كان لهم الدور الأكبر فى تحقيق نصر أكتوبر عام 1973، عندما كانوا أسودا اقتحموا مانع قناة السويس الصعب، واجتاحوا خط بارليف المنيع، ثم اشتبكوا مع العدو الإسرائيلى، الذى فر أمامهم، لا يريد الواحد منهم إلا أن ينجو بحياته من بين براثن تلك الأسود المصرية، التى جاءت تزأر لاسترداد الأرض المغتصبة، ومحو هزيمة يونيو 1967.

 واكد "عبدالفتاح" أنه كانت البداية الحقيقية لنصر اكتوبر المجيد تمثلت فى تلاحم الشعب مع الجيش،  فكان  الشعب خلال السنوات التى فصلت بين النكسة والانتصار قد توقف عن الحديث عن الماضى وأخطائه، وكان ينظر للمستقبل وتوقيت خوض معركة التحرير، فالكل كان ينتظر الحرب ويعمل ويجهز نفسه من أجلها فظل الشعب وأفراد الجيش يتحدثون عن الحرب أكثر من 5 سنوات باعتبارها هى المستقبل ففى وقت المحن والأزمات، يظهر معدن المصريين وتكاتفهم لأجل دعم بلادهم ومساندتها، وخير مثال على ذلك، تكاتف المصريين ودعمهم أيام الحرب، حيث امتلأت الأجواء بأدعية المصريين بالنصر والكرامة والهزيمة للأعداء، علاوةً على انها لم تخل من التضامن والتشجيع من خلال الأغانى والكلمات التى تحفز الجنود وتدفعهم للأمام نحو معركة الخلاص من العدو فحرب أكتوبر تعد مثالا واضحا للعلاقة الأصيلة بين الشعب وقواته المسلحة فهي كالدم يجري في العروق، وأن النصر العظيم سبقه جهد وتدريب ورغبة حقيقة في تحرير الأرض المصرية  فكانت "روح أكتوبر" ، أهم مكاسب هذا النصر هذه الروح التي خلقت أجواء من المحبة بين جموع الشعب المصري، وساهمت في زيادة التلاحم الشعبي بين الشعب ومؤسسات الدولة، فالروح الوطنية كانت هي السمة الغالبة، فلا حديث يعلو وقتها فوق الحديث عن النصر وكانت أجواء حرب أكتوبر، في "المقاهي وبالمنازل وفي الشوارع" فالشعب المصرى أذهل العلماء والباحثين بصبره على الشدائد ومساندته لجيشه .

وعن اجواء الحرب يقول "عبدالفتاح: " كان  هتاف الجنود (الله أكبر) يهز الأرض من أسفل قدمينا، فلقد كانت صيحات الجنود أعلى من أصوات المدفعية وقصف الطائرات لمواقع العدو، وبفضل الله عبرت القوات واحتلت مراكزها وأماكنها على الضفة الأخرى، وسيطر رجالنا على خط بارليف،   وكانت المدفعية تقوم بدور قوي جدا والطيران يغطي عملية العبور وكان الإعلان عن إصابة القوات الجوية لمواقع العدو، ملحمة تاريخية جسدها الشعب وكأنه فى أرض المعركة مع الجنود وليس فى شوارع المحروسة، حيث تفاعل المواطنون مع الحدث بشكل عفوى وصادق، حيث رددوا عبارات التكبير وتبادلوا العناق والتهانى، ومنهم من تفاعل مع اللحظة بالبكاء بينما قامت السيدات بإطلاق الزغاريد من نوافذ الشرفات و بعد الضربة الجوية التي قامت بها طائرات القوات الجوية المصرية، في 6 أكتوبر من عام 1973.

وأكمل: “جاء دور سلاح المشاة في الحرب، حيث عبر عشرات الآلاف من الجنود المصريين من غرب القناة لشرقها، وقامت القوات المصرية برفع العلم المصري أعلى خط بارليف، وقامت بالاشتباك مع العدو، وكبدته خسائر فادحة في أول أيام الحرب  ونجحنا في تحقيق النصر، حيث تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”.

وأشار إلى أن روح أكتوبر ظلت لعقود طويلة لغزًا للكثير من العلماء والباحثين فى علم الاجتماع والسياسة،  وأعادت حرب أكتوبر النظر فى أساليب القتال، وضرب المقاتل المصرى مثالاً يحتذى به فى الشجاعة والقوة   وأسقطت أى عبارة اطلقها العدو عن المستحيل سواء بنجاحه فى التغلب على الموانع المائية او حقول الألغام، وبأفكار بسيطة كالاستعانة بمدافع المياه لإذابة الساتر الترابى، ضرب الجندى المصري اروع ملحمة فى التاريخ الحديث، ألهمت كافة المعاهد العسكرية لتدرسيها.

وعن اختيار توقيت الحرب  أشار"عبدالفتاح " إلى أن توقيت ويوم الحرب كان عبقرياً، مشيراً إلى أن عبقرية اختيار العاشر من رمضان والساعة الثانية ظهرا كان  غير متوقع نهائياً للعدو لأنه يوم عيد «الغفران» عند الإسرائيليين ومن عادتهم عدم العمل فى هذا اليوم، اما يوم العاشر من رمضان كان سببه أننا نريد الاستفادة من ضوء القمر أطول فترة ممكنة واختيار الموعد حقق كل أهدافه  مؤكدا  إن أهم ما يميز حرب أكتوبر هو التخطيط الجيد، وخطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها القيادة المصرية لأنها تمكنت من خداع الدول الكبرى وأجهزة المخابرات على مستوى العالم، فكانت حجر الزاوية والأساس الذي تم من خلال تحقيق الانتصار، فعندما حانت لحظة الصفر، بدأ الطيران فى ضرب أهداف العدو فى عمق سيناء، ثم بدأت المدافع فى عمل تمهيد نيرانى متتالٍ على خط بارليف، وحان دور أسود المعارك، من جنود قوات المشاة، الذين حملوا مئات القوارب المطاطية ، ونزلوا إلى قناة السويس، قبل أن تفرغ المدفعية من ضرباتها، وقبل ذلك بيوم استطاعت أفراد من قوات الصاعقة عبور قناة السويس سباحة، والوصول إلى مخازن النابالم وتعطيلها.

 وأوضح أن خلال الساعات الست الأولى من الحرب تم عبور 100 ألف جندي مصري قناة السويس موضحا أن جميع الجنود المصريين الأبطال كان لديهم رغبة حقيقة في تحقيق النصر ورفع اسم مصر عاليا، موضحا أن البداية الناجحة للقوات الجوية في تنفيذ أهدافها، وبعدها قوات المدفعية، مهدت الطريق أمام قوات المشاة  لتنفيذ خطة العبور ورفع العلم المصري وبدأ هجوم قوات المشاة المصرية، حينما عبروا القناة، واقتحموا خط بارليف، ورفعوا العلم المصرى عليه، بعد أن كانت إسرائيل تقول عنه إنه لا يقهر، ثم بدأت الهجمات المصرية على العدو الإسرائيلى، الذى كان جنوده يفرون وينسحبون من المعركة الضارية، فكانت الغلبة لجنود المشاة المصريين، الذين أقاموا رؤوس جسور على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدوا العدو توازنه فى 6 ساعات وتصدى جنود المشاة لغارات الطيران الإسرائيلى المنخفضة، التى كانت تظن أنها تستطيع إرهابهم، لكنهم ردوا على تلك الغارات بشجاعة فريدة، فأسقطوا 4 طائرات بالأسلحة الخفيفة، واحتلوا أكبر مساحة من الأرض داخل سيناء، كما واصلوا فتح ثغرات، تقدموا من خلالها إلى عمق سيناء.

واكد "عبدالفتاح "  بأنه بعد مرور أكثر من 48 عاماً على هذا الحدث العظيم، هناك شعور ينتابه باستمرار   بالفخر   والسعادة نظراً لما حققه الجيش المصرى من ملحمة تاريخية خالدة   هى   "روح اكتوبر" التى نستلهمها الأن مع قيام الجمهورية الجديدة بنهضة عمرانية قوية  فى ملحمة العبور الجديد نحو بناء مصر الجديدة.

2 فتحى عبدالفتاح
2 فتحى عبدالفتاح
المقاتل فتحى عبدالفتاح
المقاتل فتحى عبدالفتاح