الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حصة الدين المفترى عليها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التنطع والحماقة التي أعيت من يداويها هي من جعلت بعضهم  يطالب بإلغاء حصة الدين، ويقول لماذا ندرس في كتب القراءة والنصوص للطلاب نصوصا من الإسلام  وحده من القرآن  ومن الحديث، ولا ندرس نصوصا من المسيحية واليهودية، والرد لأن القرآن
نزل بلسان عربي مبين ونصوصه المعجزه أعظم بيان عربي لا يبلغه شعر شاعر والأدب العربي للطلاب يجعل القرآن والحديث ثم الشعر العربي بأنواعه وكذلك النثر الأدبي العربي نماذج لتعلم العربيه أما النصوص المسيحيه واليهوديه  الأصليه فلم تكتب بالعربيه وإنما كانت بلغات القوم الذين أرسلت إليهم بالعبرانية والآرامية والسريانيه  واليونانية وترجمت للعربية من بعد ترجمات تتفاوت درجة الإتقان والفهم لها ولهذا فان القول بذلك تحرش علني قبيح بالإسلام وبالقرآن الكريم والنصوص الدينيه الإسلاميه واقتحام جاهل بلا فهم ولا درايه واذا كان صحيحا أن حصة الدين فى المدارس مأساة حقيقية.فإن الصحيح أيضا أن تلك الحصة هي التي ساهمت في ضبط القيم والسلوك لاجيال كانت حصة الدين تقدم لهم صحيح الدين ويسره وتضبط لسانهم وليس منطقيا أن نلغي من حياتنا كل شئ أصابه الخلل 
مآساة حصة الدين تبدأ  من كتاب الدين نفسه، والمنهج الذى يتم تدريسه، وتستمر المأساة حين تجد أن حصة الدين أصلًا فى المدارس حصة غير مهمة، فمن يقوم بتدريسها هو نفسه مدرس اللغة العربية الذى ليس شرطًا أن يكون مؤهلًا، وحين يقرأ القرآن الكريم يقرأه بدون أحكام التلاوة، ولربما بتشكيل خاطئ، والأمر نفسه عند مدرسى الدين المسيحى، والذين قد يكونون فى الأساس مدرسى حساب، أو دراسات اجتماعية، لكنهم المسيحيون الوحيدون الموجودون فى المدرسة، وبالتالى يدرسون أيضًا الدين!! وهكذا لأن مدرس الدين غير مؤهل، ولأن حصة الدين لا يتم النظر لها بالاحترام الكافى، ولا يتم التعامل معها وفق أهميتها التى تستحقها.ويتم التعامل مع حصة الدين بوصفها حصة تحصيل حاصل، فالطلاب «ناجحين ناجحين»، والدين ليس من مواد المجموع الأساسى، بعكس الرسم والتربية الفنية مثلًا، حيث تضاف فى المرحلة الثانوية للمجموع، بينما الدين يظل بعيدًا عن الأمر. لدرجة طلاب المدارس الدولية والخاصة يدخلون الحامعات بدون امتحان في اللغة العربية والدين ويقومون باداء الامتحان عند التخرج من الجامعة وبعد ذلك نسأل في بلاهة ماذا حدث للاخلاق والهوية في هذا البلد
وزارة التربية والتعليم يجب أن تلتفت إليها فى خضم ما نواجهه من حروب فكرية للسيطرة على دماغ الناس باسم الدين، وغرس الأفكار المتطرفة، أو المضللة، أو التى تجعل من الجماعة مرجعًا للطفل وليس الإسلام نفسه. باختصار.. يجب تدخل الأزهر والكنيسة.. الأزهر منارة العلم والعلماء، المؤسسة العريقة، فى التخطيط لمناهج مختلفة، يجب أن يقوم بتدريسها أزاهرة حقيقيون، وليس من هؤلاء الذين يتاجرون بالدين لأجل أغراض سياسية  يغرسون صحيح الدين فى التلاميذ والطلاب من مراحل التعليم الأساسى، وصولًا للجامعة، حتى لا يكونوا عرضة لاستمالات المتطرفين والمضللين وكدابين الزفة. الأزهر يجب أن يضع المنهج مع الاستعانة بتربويين، وأساتذة علم نفس طفولة، للمساهمة فى وضع هذا المنهج، مع توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم، لتدريب المدرسين على تدريس مناهج التربية الدينية. والكنيسة لديها نفس الدور فيما يتعلق بحصة الدين. ووزارة التربية والتعليم يجب أن تقوم من سباتها العميق والتاريخى لتضم الدين للمجموع الأساسى وتعتنى بهذه الحصة،