لم تتخيل«ر. أ» الطفلة صاحبة ٣ أعوام، أن حياتها ستنتهى على يد والدتها التى أنجبتها للدنيا، فالأخيرة فقدت أعصابها وانساقت وراء وسوسة الشيطان، وقامت بخنق طفلتها دون أن توقفها صرخاتها، وبعد ذلك مارست حياتها بشكل طبيعى حتى أخبرت زوجها صباح اليوم التالى بما فعلته مع طفلتهما، ليصاب الزوج بحالة من الذهول، وفور تأكده من خبر مقتل طفلته أبلغ الشرطة، وتم القبض على المتهمة، والتحقيق معها وحبسها، ومن ثم إحالتها للمحكمة.
«كانت بتشوف أشباح فى الشقة وتسمع أصوات غريبة» بهذه الكلمات بدأ زوج المتهمة «ص.م» البالغة من العمر ٣٦ عاما، يروى تفاصيل ما حدث معها، خلال التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، حيث أكد أنه كان يبحث عن عروس وقد رشح له أحدهم المتهمة، وبالفعل ارتبط بها فوجدها تتمتع بحسن الخلق والسمعة الطيبة، لذلك طلب يدها للزواج، وفى غضون عدة أشهر أتما مراسم زفافهما وانتقلا للعيش بمنزل الزوجية بمنطقة أوسيم، شهور مرت وحياة الزوجين تسير بشكل طبيعى، وقد رزقهما الله بـ٤ من الأطفال.
وأضاف الزوج بالتحقيقات «أنه لاحظ مع مرور الوقت أن زوجته بدأت تتصرف بغرابة شديدة، أحيانا تصرخ، وأحيانا أخرى تؤكد أنها ترى أشباحا وجنة يطاردونها، لذلك بدأت حالتها النفسية تتدهور، الأمر الذى دفعه لإصطحابها للعديد من الدجالين لمعرفة سبب إصابتها بتلك الأزمة «خاصة أنها اعتادت التحدث مع نفسها»، مع مرور الوقت لم تتحسن حالتها حتى أنها حاولت قتل طفلها « أ» البالغ من العمر ١١ عاما قبل الواقعة بعدة أيام وإصابته بجرح قطعى بقدمه.
وأشار الزوج إلى أن وضعها استمر هكذا حتى يوم الواقعة، ففى الصباح اصطحب أطفالها الثلاثة إلى قطعة الأرض الخاصة به وترك زوجته بصحبة طفلتهما « ر» المجنى عليها التى تبلغ من العمر ٣ سنوات، وفور عودته أخبرته زوجته أنها قتلت طفلتهما وقد قام بإبلاغ الشرطة فور التأكد من صحة ما قالته.
وبسؤال الزوجة عما حدث؛ أكدت أنها كانت بصحبة طفلتها بالشقة، بعد مرور فترة بدأت الطفلة تبكى الأمر الذى أزعج الأم فتوجهت نحوها وقامت بخنقها باستخدام إيشارب، وفور التأكد من وفاتها اصطحبتها لغرفتها ووضعتها بسريرها ولدى عودة زوجها من عمله وسؤاله عن طفلته، أخبرته باستغراقها فى النوم. وفى الصباح، توجهت إليه لتخبره بقتلها طفلتها.. «إصحى أنا قتلت بنتك» وقد توجه الأب مسرعا لغرفة الطفلة فوجدها جثة هامدة فقام بإبلاغ الشرطة، وقد أشارت الزوجة إلى أنها لم تكن تشعر بنفسها فور ارتكابها الحادث، وقد أمرت النيابة بحبسها ومن ثم عرضها على أحد المستشفيات النفسية لمتابعة حالتها وإعداد تقرير بها. وفور ورود تقرير الطب الشرعى الخاص بجثة المجنى عليها، والذى أكد تعرضها للخنق الأمر الذى أدى لوفاتها، وهذا تطابق مع اعترفات المتهمة التى أكدت بأنها خنقت الطفلة بعدما تعبت من بكائها، وكذلك تحريات الأجهزة الأمنية التى أكدت أن المتهمة اعتادت ضرب أطفالها، حتى إنها حاولت قتل أحدهم قبل الواقعة بعدة أيام.
بالإضافة إلى أنها تتصرف بطريقة غير طبيعية أحيانا، وهذا ما أكده التقرير المبدئى لمستشفى الأمراض النفسية التى كانت بها المتهمة والذى أشار إلى احتمالية إصابتها ببعض الاضطرابات النفسية، وفور اكتمال أركان القضية أمرت النيابة بإحالتها للمحاكمة. يذكر أن الواقعة بدأت بورود بلاغ لرئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، من عامل يتهم زوجته بخنق طفلتها داخل شقتها بنطاق المركز، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة لطفلة فى العقد الأول من العمر، وبعمل التحريات تبين أن والدتها قامت بخنقها، لأنها تعانى من أزمة نفسية خلال الفترة الأخيرة، وتمكنت القوات من القبض على المتهمة، وتحرير محضر بذلك والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيق.
