الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رجل من اعظم الرجال..المشير طنطاوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حالة من الحزن والشجن انتابت المصريين جميعا عند سماع نبأ وفاة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي قاد البلاد في اصعب فتراتها بعد اعلان تنحي الرئيس الاسبق مبارك عقب ثورة الشعب ضده في 25 يناير 2011 وبعدها قادة المشير طنطاوي سفينة الوطن بحكمة واقتدار مثلما قاد الكتيبة 16 مشاة في حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 وتحقق النصر للبلاد.فضلا عن حرب الاستنزاف،كما خاض حرب 1967 ومن قبلها حرب 1956، فضلا عن تولي طنطاوي وزيرا للدفاع والانتاج الحربي منذ عام 1991 حتي 2011 وبعدها شاء الظروف ان يتولي ادارة البلاد باعتباره رئيس المجلس العسكري الحاكم للبلاد في فترة الثورة المصرية العصيبة وشديدة الوطأة والتي طالب العالم وقتها بتدريسها !

وكانت ادارة المشير طنطاوي رحمه الله للبلاد حكيمة للغاية وواجهة الامور الساخنة والغير طبيعية والجديدة علي شعب مصر ،وحمي البلاد من تدخلات خارجية متعددة ومؤامرات عديدة لا حصر لها،كانت تريد النيل بالبلاد خلال هذه الفترة وحافظ علي البلاد من سيناريو الفوضي المجتمعية فضلا عن منع احداث الفتنة بين الشعب والجيش وقتها،وبين المسلمين والاقباط خلال ازمة ماسبيرو الشهيرة،وحرق الكنائس،ومواجهة تهديدات لنا علي الحدود وفي سيناء،خلال فترة توليه رئاسة المجلس العسكري المصري، فضلا عن قدرته علي الحفاظ علي وحدة المجلس نفسه نحو هدف واحد فقط، وهو الحفاظ علي مصر من سيناريو الفوضي والاضطرابات والمظاهرات الفئوية من ناحية،ومن ناحية اخري ضغوط الجماعات الارهابية والاغراض الاجنبية الطامعة والمترقبة للاحداث،فضلا عن مواجهة اكاذيب وشائعات حاولت النيل من مصر خلال هذه الفترة!

ونجح طنطاوي في التصدي ومواجه كل هذا،فضلا عن اقناع الشعب المصري بالحفاظ علي بلدهم ووطنهم اولا،فضلا عن تعليماته الصارمة للقوات المسلحة بضبط النفس والهدوء في التعامل مع الشعب المصري الثائر وقتها من اجل تحسين اوضاعه وتغيير حياته للافضل وغيرها من التحديات التي واجهت البلاد مثل نقص الاغذية واحتياطي النقد الاجنبي والمطالبة الاقتصادية ومحاكمة الفاسدين،فضلا عن نجاحه في اخماد المظاهرات الاحتجاجية بصفة مستمرة وتهدئتها وغيرها من الاضطرابات التي شهدتها مصر خلال فترة عصيبة من الزمان واجهتها مصر،ونجح القائد المشير في الحفاظ علي سلامة الوطن وسلامة حياة شعبه،وهو ما جعل الرئيس السيسي يصف المشير بالرجل العظيم في احدي الندوات التثقيفية للقوات المسلحة مؤخرا.

المشير الراحل طنطاوي خاض 5 حروب وكان يتمني الشهادة في اي وقت علي حد تصريحاته السابقة لدرجة انه تحمل حتي وفاته بقايا شظايا موجوده في جسده تسبب له بعض الالم في كل وقت.

وكان يتسم طنطاوي رحمه الله بالهدوء وضبط النفس بالرغم كل انواع الاستفزاز القذرة التي مورست عليه وعلي الدولة من قبل جماعة الشر الاخوانية ومن قبل الدول الغربية وقتها الا انه تحمل ما لا يتحمله الجبال،فكان طنطاوي بالفعل من اعظم رجال القوات المسلحة الذين لا يمكن ان يغفله التاريخ باي حال من الاحوال.

وهذا الرجل المشير طنطاوي لم يبحث في اي وقت عن مكسب شخصي علي الاطلاق وكانت عقيدته دوما هي التضحية لاجل هذا الوطن والموت في سبيله والتصدي لكل المخططات التي مورست ولا تزال حتي الان علي هذا الوطن الغالي 

المشير طنطاوي رحمه الله كان صلبا وحكيما وهاديء ورؤيته الثاقبه التي كان يتحلي بها من اجل الحفاظ علي مصر ومقدراتها بجانب الشرطة المصرية في الحفاظ علي مستقبل وطن كان علي شفا الانهيار !

المشير طنطاوي رحمة الله نجح في توحيد الشعب المصري بكل طوائفه ومستوياته علي قلب رجل واحد وواجه الكثير من المؤامرات حاكت ضد الوطن ولا تزال تحاك ضده،ولكنه ارسي قواعد ومباديء داخل القوات المسلحة لا تحيد عنها في مواجهة كل الشر الذي حاك ضد بلادنا مصر وواجهة الشائعات والاكاذيب، كما قلنا، بكل اقتدار وصبر وحكمة وحسن تصرف،وجد ثمارها فيما بعد المصريون في ثبات واستقرار مجتمعهم بعد ان قام الشعب بثورتين متتاليتين !

ولم يتوقف عطاء المشير طنطاوي عندما تم انهاء خدمته من قبل الرئيس الاخواني مرسي وقابل هذا الخبر بكل هدوء وحكمة وصبر حتي تحقق النصر علي جماعة الاخوان وثار الشعب عليهم بكل قوة وحماها الجيش المصري بكل قوة،حتي جاء لحظة الانتصار وعزل مرسي في 3 يوليو بارادة شعبية وتم تولي المستشار عدلي منصور حكم البلاد ثم جاء حكم الرئيس السيسي للبلاد ليسير علي النهج العظيم والمباديء التي ارساها طنطاوي والقوات المسلحة العظيمة في الحفاظ علي مقدرات البلاد والتنمية،ليسير بالبلاد الي التقدم والاستقرار. وظل الراحل المشير طنطاوي مراقبا لكل الانجازات التي حدثت في مصر خلال السنوات السبع الاخيرة في المشروعات القومية والاسكان والاقتصاد والتصنيع والزراعة والمدن الجديدة والارتقاء بالحياة المعيشية للمواطنين وغيرها من الانجازات،حتي رحل المشير طنطاوي في صمت،وكأنه يقول في صمته البليغ، لقد حان الوقت للرحيل بعد ان اطمننت علي مصر العزيزة علي قلبي وروحي.. رحمة الله المشير طنطاوي واسكنه فسيح جناته،فهو رجل عظيم فعلا،كما وصفه الرئيس السيسي،وكما عرفه جميع المصريين.