رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العنف الأسري جرائم تهز المجتمع.. وخبراء: الانهيار الثقافي والدراما والمخدرات وقلة الوعي الديني أبرز الأسباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصاعدت وتيرة حوادث الجرائم الأسرية المفجعة في المجتمع المصري خلال النصف الأول من العام الجاري، فلم تقتصر ارتكاب تلك الجرائم على أنصاف المتعلمين أو محدودي الثقافة والدخل، بل شملت العديد من فئات المجتمع، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول خضوع هؤلاء الجناة لضغوط أو أمراض نفسية، تقودهم للفتك بأقرب الناس إليهم، تحت تأثير عامل مشترك في بعض تلك الجرائم وفقًا لتحريات وتحقيقات رجال البحث الجنائي وهو«المخدرات».

وفي السطور القادمة ترصد «البوابة نيوز» عددا من الجرائم الأسرية في خلال النصف الأول من العام الجاري.

مزق زوجته بالسكين.. جريمة هزت بني سويف ليلة العيد

قبل نحو 7 سنوات عُقد قران "ش.م" السيدة الثلاثينية، علي " م.م" ذاك الشاب الذي تعلق به قلبها، وكانت تتلهف مرور الأيام لإتمام زواجهما، وانتقلا للعيش في شقة بسيطة في مركز إهناسيا غرب بني سويف، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنها لم تدر أن أحلامها في تكوين "عش زوجية" سعيد سيتبدد، وأن الشاب الذي تعلق به قلبها سيحول حياتها جحيم، فبمجرد وضعها مولدها الثاني تسللت الخلافات بينهما 
بعدما كشف الزوج عن وجهه القبيح لها، وحول حياتها لجحيم، تارة بالضرب وأخرى بالسب، وحول منزلهما لحلبة صراع، وسلم روحها لملك الموت في ليلة عيد الأضحى، حيث توجه لمكان عملها وسدد لها 27  طعنة بسكين لتلقى مصرعها في الحال، ثم حاول الانتحار بقطع شرايين يده.
سيدة قتلت زوجها بسبب مصروف العيد في القليوبية
كغيرها من السيدات كانت "ر.س"، السيدة الثلاثنية تستعد لاستقبال عيد الأضحى والاحتفال به مع أسرتها الصغيرة، لكنها لم تدر أن خلافاتها مع زوجها ستحولها إلى قاتلة لتقضي العيد خلف القضبان، إذ نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة بسبب الخلاف على مصروف العيد، أثناء وقوفهما في مطبخ شقتهما أمسكت على إثرها الزوجة السكين وسددت له طعنة نافذة ليسقط على الأرض غارقا في دمائه ويلقى مصرعه في الحال، وجرى نقل الجثة إلى المستشفى، وألقي القبض على الزوجة والسلاح المستخدم في الواقعة وتولت النيابة التحقيق.
عامل يقتل زوجته ويدفن جثتها داخل خزان بمنشأة القناطر

قبل أيام تبدلت الأجواء 180 درجة داخل جزيرة وردان بمركز منشأة القناطر شمال محافظة الجيزة، عقب سماع الأهالي دوي سارينة سيارة الشرطة المعهودة والتي هزت أرجاء المكان، لينطلق السكان خلفها لتتبع خط سير السيارة لاكتشاف سبب قدومها، لكنها سرعان ما توقفت أمام منزل سائق يبحث عن زوجته المتغيبة منذ أيام وحرر محضر في مركز الشرطة باختفائها في ظروف غامضة، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث باتت حديث الساعة، عقب اعتراف الزوج بقتل زوجته خنقًا والتخلص من جثتها بدفنها داخل خزان صرف صحي بمنزله ووضع طبقة اسمنتيه عليها بسبب خلافات زوجية.

مذبحة الفيوم.. صاحب مخبز يذبح زوجته وأطفاله الـ 6

"الأب الشيطان"، أقل ما يمكن أن يوصف به "عماد.أ.ع" الرجل الأربعيني الذى تلفح بالنذالة والجحود، ليلطخ يديه بدماء زوجته وأطفاله الستة بالفيوم، حيث قام بذبحهم بطريقة بشعة، وعقب اكتشاف الواقعة تم ضبطه من قبل رجال المباحث ليعترف بارتكابها قائلا:" نفذت الجريمة نتيجة معاناتي من الأكتئاب وتناولي لبعض العقاقير الخاصة بالاكتئاب بكثرة، حيث تناولت قبل ارتكاب الجريمة جرعة زيادة نظرا لما أمر به من ظروف مادية صعبة وديون متراكمة عليا لنحو 3 مليون جنيه منها قرض من البنك وايجار محل مخبوزات لعدة شهور، ومطالبة مالكه الدائمة له بسداد ما عليه، ومتطلبات أسرته للبس العيد وتوفير كحك وبسكويت عيد الفطر، مستطردا:" لما تراكمت عليا الديون ومشكلات زوجتي الزنانه مع ولادي من زوجتي الاولي قتلتهم عشان ظروفي المادية صعبة، فمسكت السكين وقولت أخلص منهم وارتاح وهما نايمين بعد تناولي جرعة زائدة من الاقراص لعلاج الأكتئاب، لافتا إلى أن ذلك جاء بعد خسائر فادحة تعرض لها في المحل والمخزن اللذين استأجرهما في مشروع مخبوزات الفينو وصلت للمليون جنيه وخسارته للقرض وتراكم موعد السداد عليه".

مسن يقتل نجله في الزواية الحمراء

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى التاسعة صباحا في أحد الشوارع بمنطقة الزواية الحمراء، هدوء تام غطي أرجاء المكان قبل أن يستيقظ السكان من نومهم مفزوعين، على صوت مشاجرة تتعالى من شقة جارهم المسن«سيد» ونجلة الشاب الثلاثيني «أحمد»، اعتقد الأهالي حينها أن الأمر سينتهي كما يحدث بين الأب والأم كل مرة، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، فخلال دقائق تطورت المشاجرة إلي جريمة قتل بشعة باتت حديث الساعة، عقب قيام الأب بإطلاق الرصاص علي نجله ليسقط على الأرض غارقا فى دمائه، بسبب محاولة الأب الاستيلاء علي أموال نجله  حيث كان يقوم المجني عليه بالإنفاق على علاج والدته منذ أكثر من عامين بتكلفة أكثر من 5 آلاف جنيه في الشهر بعد رفض الأب علاج زوجته، ومنذ وفاة والدته وهو غاضب من والده بسبب إهماله لها، ورفض منحه اي اموال.
مقتل سيدة مريضة بالسرطان على يد زوجها بالطالبية

سنوات من العِشْرة عاشها الزوج المتهم مع زوجته الضحية، سنوات دون خلاف كبير أو مشكلة معقدة، استمر الوضع هكذا حتى بدأت ملامح الإعياء تظهر على الزوجة، فنصحها زوجها أن تتوجه إلى طبيب من أجل توقيع الكشف الطبي عليها وللاطمئنان، وبالفعل توجهت إلى المستشفى، وهناك أبلغها الطبيب بأنها تعانى من وجود ماء على الرحم، ولم يبلغها بالحقيقة وأنها تعانى من مرض السرطان، وكتب لها الطبيب على أدوية لابد من تناولها.

وفى يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بين المتهم وزوجته حينما عاد من الخارج ليكتشف أنها لم تتناول العلاج الذى كتبه لها الطبيب، فأحضر "شومة" وقام بضربها على رأسها 3 ضربات أحداهما في مقدمة الرأس والأخرى في الخلفية لتسقط على الفور، وأحضر طبيبا من المستوصف وقال له إن الإصابات الموجودة في جسدها نتيجة سقوطها، حيث إنها تعانى من مرض السرطان، وقام باستخراج تصريح الدفن.

مقتل سيدة على يد زوجها بمنطقة 15 مايو

داخل احد العقارات القديمة بمجاورة 19 بمنطقة 15 مايو، وفي تمام الساعة السابعة صباحا أستيقظ الأهالي والجيران في المنطقة على صوت صرخات لا تتوقف، الجميع ترك شقته وخرجوا لإيجاد تفسير لتلك الصرخات ليكتشفوا الفاجعة، حيث العثور على السيدة المسنة المدعوة "فايزة. أ. أ"، 55 سنة، التى تقطن مع زوجها داخل شقتهم بالطابق الرابع قتيله، وملقاه أرضا، لا تتحرك، لا تتكلم، وفوق جثتها أبنائها وبناتها يبكون ويصرخون، وقد جاء رجال المباحث إلى المنطقة، وتواجدت النيابة في المكان للمعاينة.
حالة من التعجب والاندهاش الممزوج بالحزن أصابت الجميع، خاصة عندما علموا ان زوجها من ارتكب الواقعة وهرب، بعدما أبلغ شقيق زوجته في الهاتف أنه شقيقته تلفظ انفاسها الأخيرة، وأخبر نجله ايضا انه قتل والدته قائلا له " خد مفتاح الشقة وبلغ الحكومة أنى قتلت والدتك" حسبما أوضح الأهالي، وبعدما ترك الشقة وهرب.
الأهالي والجيران أشاروا إلى أن المتهم وزوجته يقطنان في المنطقة منذ نحو 6 أشهر، ولا توجد أي مشكلات بينهم وبين احد في المنطقة، كما أن الضحية كانت متزوجة من أحد الأشخاص قبل ان تتزوج المتهم، ثم انفصلت عنه وتزوجت من المتهم وأنجبت، كما أن المتهم يبلغ من العمر 60 عاما وزوجته الضحية 55 سنة.
كما أوضح الجيران أن المشكلات بدأت تنشب بين المتهم وزوجته الضحية منذ شهر رمضان الماضي ويوم الجريمة تفاجأنا بالواقعة، فلم نتوقع أن يصل الأمر إلى ذلك الحد.

مقتل سيدة خنقًا على يد زوجها ببولاق الدكرور

لم تكن تعلم "إنجي.ق"، أن رفضها منح زوجها الأموال لشراء المخدرات، سيكتب الفصل الأخير في حياتها في واقعة مؤسفة دارت أحداثها على مرأى ومسمع من أطفالها الصغار، تاركة إياهم في مواجهة مصير مجهول، فلم يشفع تحملها للجاني الذي سلم عقله للشيطان وراح يلهث وراء" الكيف"، حتى نفذت أمواله، فقد تناسى الزوج  كل ذلك، وقرر أن ينهي حياتها في جريمة أضحت حديث أهالي كفر طهرمس ببولاق الدكرور في محافظة الجيزة.

كواليس الواقعة المأساوية كما سردها والد الضحية، بدأت عندما هاتفهم المتهم في نحو الساعة الواحدة صباحا، وأخبرهم أن ابنتهم قد شنقت نفسها، الصدمة أصابت الجميع وأسرعوا إلى مكان الجريمة واكتشفوا وجود جثة ابنتهم معلقة في ماسورة المياه وتم إبلاغ رجال المباحث عن الواقعة.
ويضيف والد الضحية ان ما أكد لهم ان نجلتهم لم تقدم على الانتحار هو وجود آثار ضربات في جسدها، كما أنه لم يكن هناك أي كراسي تحت الجثة مما يؤكد أنه ضربها واعتدى عليها قبل أن يشنقها.
وأشار إلى أن المتهم كان دائم التعدي عليها وكان قد طلب منها مرارا وتكرارا. أن تنفصل عنه ولكنها كانت تخبره بأنها تريد أن تربي أطفالها وستتحمله ولكنها لم تكن تعلم بأن نهايتها ستكون بتلك البشاعة، كما أن الأطفال شاهدوا الجريمة واعترفوا عليه بسبب انها رفضت إعطاءه أموالا لشراء الإستروكس.

مزق جسدها بـ17 طعنة.. مقتل سيدة على يد زوجها بالوراق

« مفيش أكل في البيت للضيوف».. الجملة السابقة كانت سبب في مقتل "مروة.م" على يد زوجها بـ17 طعنة بمنطقة شارع 10 بدائرة قسم شرطة الوراق بالجيزة، خلال مشاجرة نشبت بينهما عقب قيامها باخبار زوجها بعدم وجود طعام في المنزل للضيوف الذين أحضرهم للإفطار معه خلال في أحد ايام شهر رمضان المنقضي، فانهال عليها بعدة بـ17 طعنة حتى سقطت جثة هامدة.

مريض نفسي يقتل والدته بـ17 طعنة في الخصوص

شهدت مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية،، جريمة قتل بشعة، حيث مزق مريض نفسي جسد والدته مسددا لها 17 طعنة أودت بحياتها، إثر إصابته بحالة هياج شديد، أدت لمهاجمته والدته 51 عاما، والتخلص منها.

وفي ذات السياق تواصلت «البوابة نيوز» مع عدد من الخبراء لمناقشتهم حول الظاهرة للوقوف علي أسبابها ووضع الحلول العلاجية لها.
 

ومن الناحية الأمنية فيقول اللواء الدكتور علاء الدين عبدالمجيد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الأزمات المجتمعيه متمثله في العنف الأسري علي سبيل المثال تنامت بشكل ملحوظ مع جائحه كورونا ربما يعود ذلك إلي أسباب عصبيه ونفسيه وحالات الإكتئاب، وحالات الوحدة والعزل الإجباري التي فرضتها ظروف جائحة كورونا يجعلان الفرد يعيد حساباته  فيضطر إلي التفكير والقيام بما لا يُمكنه السيطرة عليه من أفكار سوداوية ومشاعر سلبيه غير تلقائية، مشيرًا إلي ان هناك دوافع وأسباب  للعنف منها أجتماعيه ومنشؤها العادات والتقاليد موروثه عن الأباء والأجداد وبعضها دوافع إقتصادية نتيجة تدهور الوضع الإقتصادي ناتج عن فقدان وظيفة أو تراكم ديون فيتبدل سلوك الفرد نتيجة الضغوطات النفسية».

وأضاف «عبدالمجيد» أن هناك دوافع ذاتية عند بعض الأشخاص نتيجة الشعور بالنقص أو الأفراط في تناول الكحول وتعاطي المخدرات، فضلا عن الأشخاص المُعنفين الذين أصبحوا سريعي الغضب وسلوكهم العدواني المتشدد ويترتب علي سلوكهم أثار ومشاكل متمثلة في ضعف الثقة بالذات ومشاكل نفسيه كالإكتئاب والقلق وإضطرابات النوم وتعاطي العقاقير المهدئة أو المخدره، ويترتب علي العنف الأسري أصابات جسديه وتفكك الأسرة ويؤثر علي الأطفال فيصبحوا أكثر عرضه لمشاكل نفسيه طويلة الأمد، مستطردا:« ينتظر المصريين تشريعات تركز علي المواطن والمواطنه وتعتني بمصالحهم وتشريعات منطلقه من الواقع الراهن تخاطب إحتياجات الناس، والإعلام الذي يعد له الدور الأكبر في التنبيه علي مخاطر العنف الأسري ويقع علي عاتقه أن ينشر الوعي ويبين حقوق المرأة ووجباتها وخاصة أنها الأكثر عرضه للعنف الأسري، ويتم ذلك عن طريق برامج توعويه ونشر ثقافة نبذ العنف والتعريف بنتائجه النفسيه البالغه الخطورة».  


خبير نفسي: «انعكاس للانهيار الثقافي»

ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي،  إن ما يشهده المجتمع حاليًا من ظواهر العنف الأسري، وقتل بعض أفراد الأسر بعضها، يعد صورة من صور أسباب الانهيار الثقافي، وأنها ظاهرة ستزيد في الفترة المُقبلة حال عدم مواجهتها، فتلك الأفعال التي  دليلًا على الانهيار الثقافي والديني والأخلاقي، كما ان سبب وقوع تلك الجرائم يرجع بنسبة 90 % الي  تعاطي المخدرات، مشيرًا إلي أن انتشار الأنواع الجديدة مثل « الاستروكس.. الشادو.. البودر»، رغم بذل جهود وزارة الدخلية في التصدي لترويجها، إلا انها أصبحت تشكل خطر كبير علي المجتمع، لأن للعقاقير والمخدرات بأنواعها تأثيرا سلبيا كبيرا على المتعاطي في اتجاهات مختلفة، لم يكشف العلم تأثيرها كليا على مخ الإنسان حتى الآن، وتكمن خطورتها في اختلاف مكونات المخدر وطبيعته وجرعته، مستطردا:« الإستروكس يعد من أخطر أنواع المخدرات التي تؤدي لتغييب العقل وتدفع بمتعاطيها إلى اقتراف جرائم قتل لأهون الأسباب حتى بحق أقرب الناس إليه، فهي تجعل المتعاطي ينفصل عن الواقع ويفقد ذاكرته خلال مدة تعاطيه المخدر، مع حدوث تقلبات مزاجية وتخيلات وأشياء لا وجود لها في الواقع، ومن ثم تدفعه إلى القتل وهذه الحالة تصنف من الأمراض العقلية أو مرض الانفصام الشخصي».

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«البوابة»:« أن المتعاطي خلال فترة تواجد المخدر في جسمه، يشعر وكأنه في حلم وهذا يجعله يقوم بأية جريمة دون الإحساس بفعله إلا بعد أن يزول تأثير المخدر، مما يفسر محاولة الجاني الذي قتل أسرته في سوهاج بعد أن أفاق على فداحة جريمته البشعة، مشيرا أن الفصل في حالة مرتكب مذبحة سوهاج، ولماذا ارتكب الجريمة، هل لكونه تحت تأثير مخدر أم لإصابته بأمراض نفسية أو نتيجة خلل في مركبات شخصيته؟، فإن ذلك يستوجب قيام المتخصصين بعمل الفحص العيادي أو الفحص السريري، وتحليل دم مع خضوعه للفحص الإكلينكي، ثم يتم عمل رسم مخ ومتابعة كهربة المخ لتحديد العقاب كمجرم أم كمريض نفسي، متابعًا:« بعض المرضى الذين يعانون من مرض الانفصام تواجههم مشكلة «الهلاوس السمعية»، يعتقد خلالها المريض بأنه يسمع أصواتا تعطيه أوامر بالقتل، وينفذ تلك الأوامر حتى يرتاح من تلك الهلاوس التي تنتابه باستمرار، ومريض الانفصام الشخصي تكون  شخصيته «انفجارية اندفاعية» تميل إلى العنف اللحظي أو الاندفاعي، وبعدها يشعر بالندم على ما فعل، أو أن يكون المتهم مصاب بـ«الانفصام التشككي» الذي قد يكون له تاريخ مرضي وراثي في العائلة».

وأكد استشاري الطب النفسي:« أن هناك أسبابا أخرى غير المخدرات والمرض النفسي، ساعدت في ارتفاع معدل الجريمة، في المجتمع المصري، ويعد من أبرزها:« الانحدار الأخلاقي والثقافي في البيئة المحيطة للفرد، والتفكك الأسري، وفقدان الشعور بقيمة الآباء والامهات، مشيرًأ إلي أن جرائم العنف الأسري باتت تنشتر في كل مكان لافرق فيها بين حي راقي أو شعبي، لكنها موجودة بكثرة في المناطق العشوائية لانتشار المخدرات بها، وماحدث في مذبحة سوهاج متوثقع حدوثه مرة أخري في ظل اهمال الاسرة للشخص المدمن أو المريض نفسيا وعدم عرضة علي المصحات النقسية لتلقي العلاج».
روشتة علاج

واضاف استشاري الطب النفسي قائلا:« هناك دور لكل المؤسسات في الدولة لمنع وقوع تلك الكوراث فالداخلية عليها محاربة تجار الكيف، للحد والقضاء علي انتشارة السموم المخدرة، ومحاربة قنوات الدجل والشعوذة وعلاج الروحانيات، لانها تمثل كارثة علي المجتمع المصري، كما أن رجال الدين عليهم تقديم النصح الديني الصحيح للاشخاص من خلال عقد نداوت في القري ومراكز الشباب للتوعية من مخاطر الادمان والتفكك الأسري، ومحاربة الأفكار الشاذة عند الشباب، وأردف قائلا:« يجب الأهالي علي مراقبة سلوك ابنائهم وعدم تركهم في الشارع مع اصدقاء من رفقاء السوء ويتم التعامل معهم  بالعلاج النفسي الاستباقي، حتى يتسنى تفادي حدوث أية جرائم، مع المتابعة المستمرة لهم».
أستاذ كشف الجريمة:« الدراما والمخدرات وقلة الوعي الديني سبب نشر العنف والجريمة الأسرية»
وفي ذات السياق  قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية: « أن ارتفاع حوادث العنف الإسري داخل المجتمع المصري، يرجع الي عدد من العوامل مثل « الابتعاد عن الدين وعدم اهتمام الأسرة بنشأة وتعليم وتربية وابنائهم بطريقة سويه وتركهم لاصدقاء السوء، وقلة المراكز الدينية، أو منابر الدعوة، والدين سواء الإسلامية، أو المسيحية، والافراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والعنف الزائد داخل المسلسلات والأفلام، والتي تلغي القانون وتركز على قوة البطل الذي يأخذ حقه بيده، وتعاطي المواد المخدرة فجميعهم لهم تأثير كبير، على انتشار الجرائم الأسرية، في الفترة الأخيرة.
واضاف «أستاذ كشف الجريمة» في تصريح خاص لـ«البوابة»:«إن جرائم قتل الأبناء لآبائهم موجودة في جميع أنحاء العالم، ولا تعتبر ظاهرة، فكل حالة لها ظروفها الخاصة، ولكن السوشيال ميديا وانتشار وسائل الإعلام هي من تقوم بتضخيم الحدث، مشيرًا إلى أن الأسباب الجوهرية التي تؤدي إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، عدم الوعي الكامل من ناحية الوالدين، وجواز البنت صغيرة أو الولد صغير مش بيعرف يدير أموره ومش عارف يعني إيه زواج، والناحية الدينية وعدم توافر الدور القاطع للمسجد والكنيسة في التوعية ونشر الثقافة الفكرية والتعليم الصحيحة بين الناس، مستطردا:«بعض المسلسلات والأفلام، يوجد بها تأثير على الشباب للاتجاه ناحية الشر، مؤكدًا أن الأفلام توحي أن العضلات والقوة هي السائدة، موجها رسالة قوية للمجتمع قائلا:«عليكم التمسك بالأخلاق والدين حتى ينصلح المجتمع، مشددا على أهمية الوعي وإعمال الفكر، وعدم تركيز أجهزة الإعلام على السلبيات، وقيام الجهات المسؤولة من مؤسسات مجتمعية ودينية ومنظمات بدورها في التوعية وتقديم الدعم النفسي وتأهيل الأبناء خاصة المقبلين على الزواج، وعمل جلسات جماعية لتعديل المعتقدات والسلوكيات، وكذا عمل ندوات وبرامج إرشادية للأطفال في المدراس من أجل التوعية للأطفال بمخاطر الإدمان، وأيضًا التوعية المستنيرة للأبناء بشكل مبسط دون ترهيب وفتح قنوات من التواصل السليم بين الأبناء والآباء حتى يشعر الفرد أن لديه من يتسمع له، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة يجب أن تتبنى وضع حلول جذرية للأمر من خلال ضرورة التوعية عبر البرامج الدينية ومؤسسة الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والإعلامية للعمل على خلق حالة لدى المواطنين بالوعي بالعلاقات الإنسانية وطبيعتها لتوفير مناخ عقلاني للإنسان المصري، كما أن فرض الرقابة على الأغاني التي تنتشر في المجتمع قد يلعب دورا هاما إذا ما كانت كلماتها تحث على السلوكيات المتدنية بين الأشخاص.
 


قانوني: المرض النفسي والجنون الحائل الوحيد بين المتهمين وحبل المشنقة

وفي سياق متصل قالت الدكتورة فاطمة زغلول المحكم الدولي وعضو لجنة المحامين العرب:« أن إثبات الجنون أو المرض النفسي علي المتهم يتم بضوابط قانونية تقوم خلالها النيابة بإحاله المتهم إلي مستشفي الامراض النفسسة والعقلية لمدة زمنية حددها القانون، مشيرة إلي المتهم في مذبحة سوهاج تطبق عليه المادة 230 من قانون العقوبات، وهي الإعدام شنقا حيث ارتبطت الجريمة بالرصد والاصرار قبل تنفيذ جريمته.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ«البوابة»:« الحائل الوحيد بين المتهمين وحبل المشنقة في هذه الحالة، هو التقرير الطبي المقدم من الجهة الطبية المشرفة علي الحالة والذي يفيد أن المتهم يعاني من الجنون أو المرض النفسي.