رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس والإنجازات السياسية الخارجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجحت السياسة الخارجية المصرية منذ تولى الرئيس السيسى قيادة مصر فى ٨ يونيو ٢٠١٤ فى تحقيق انطلاقة جديدة على مختلف المحاور، فقد تبدو سبع سنوات قصيرة فى عمر التاريخ وفى عمر مصر لكنها كانت كافية ليدرك العالم أن مفاتيح حلول القضايا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تبقى فى عهدة مصر بقيادة الرئيس السيسى، مثلما أدرك المجتمع الدولى أن السهام المصوبة نحو أعداء السلام وأعداء شعوبنا العربية وفى القلب منه الشعب المصرى محفوظة فى كنانتها، وغربا وشمالا وجنوبا وعززت روابط عميقة مع مختلف البلدان سواء مع الدول العربية أو الأفريقية الشقيقة أو مع القوى الكبرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وفمصر وحدها بقوتها العسكرية والدبلوماسية هى مفتاح السلام وهى درع امتها الذى لا يلين ولا ينكسر.

منذ تولى الرئيس السيسى الحكم حرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم شرقا الانفتاح على قوى أخرى مثل روسيا والصين، ومن هذا المنطلق جاءت الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس وحرصه على المشاركة فى القمم والمحافل الإقليمية والدولية بخلاف زياراته الثنائية لدول العالم لتصب فى مصلحة مصر سياسيا واقتصاديا، كما أن أبرز ما يميز السياسة الخارجية المصرية اهتمامها بملف القارة الأفريقية وتعظيم فرص الاستثمار والتنمية بها.

إن مصر استعادت دورها الريادى على المستوى الإقليمى والدولى فى عهد الرئيس السيسى من خلال اتباع سياسة محايدة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة، ودائما ما تولى اهتماما بالغا بالملفات الساخنة فى المنطقة، ولا سيما القضية الليبية والسورية واليمنية والعراقية والقضية الفلسطينية، وقد برز فى المواقف الثابتة التى تتبناها الدبلوماسية المصرية من خلال تبنى رؤية ثابتة، تتمثل فى الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الدول العربية وضمان أمن وسلامة الشعوب العربية واستقرار وتماسك الدولة الوطنية، خاصة تجاه القضايا الإقليمية فى الشرق الأوسط، أن الدور المحورى الذى قامت به مصر مؤخرا بشأن القضية الفلسطينية أثبت أن مصر هى القوة الإقليمية الوحيدة التى لم توظف القضية لصالح تحقيق شعبية لقيادتها السياسية أو للحصول على نفوذ فى المنطقة، حيث بذلت مصر جهودا واتصالات مكثفة لوقف معاناة الشعب الفلسطينى وفتح معبر رفح لنقل المصابين وتلقى العلاج ووصول المساعدات الإنسانية كما أعلن الرئيس عن تخصيص ٥٠٠ مليون دولار لإعادة إعمار غزة.

كما وضعت مصر القضية الليبية فى مقدمة أولوياتها لأنها تؤثر على الأمن القومى المباشر لها، حيث هدفت من البداية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية منها، ولذا ركزت على دعم دور المؤسسات الشرعية للدولة خاصة مجلس النواب والشرطة والجيش والذى ساعدته على استعادة تشكيله وتدريبه حتى حقق الاستقرار والأمن فى البلاد فضلا عن تقديم المساعدة للحكومة الليبية لتأمين وضبط الحدود مع دول الجوار وفق برنامج متكامل وطالبت مصر بالدعم الدولى فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية.

عملت مصر على دعم جميع السبل الرامية لإنهاء معاناة الشعب السورى الشقيق ووضع نهاية للصراع مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية ومؤسساتها والعمل على استعادة الأمن والاستقرار فى ربوعها وبين أطياف الشعب كافة، وحرصت مصر على إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة تنفيذا لمخرجات مؤتمر جنيف وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤.

كما برز الدور المصرى فى القارة الأفريقية خلال عهد الرئيس السيسى وخاصة خلال تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى فكان هناك دور متميز لمصر فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والتعاون الأمنى مع منطقة الساحل والصحراء، كما كان لمصر دور كبير فى حل الأزمات الأفريقية والعربية مثل الأوضاع فى السودان واليمن والوساطة لدفع التسوية السياسية والتوصل إلى حل سياسى للقضايا الراهنة حيث إن الرئيس يتبنى رؤية لحل القضايا الأفريقية داخل النطاق الأفريقى.

كما ان دول البحر المتوسط وعلى راسها قبرص واليونان كانت من أبرز الدول التى شهدت تطورا ملحوظا فى سياسة مصر الخارجية من خلال الزيارات والمباحثات المتبادلة بين الطرفين والتى أسفرت عن العديد من الاتفاقيات والتعاون المشترك من خلال عقد اتفاقية ترسيم الحدود مع الدولتين مؤكدا أن مصر أصبح لها علاقة قوية مع القوى الإقليمية والدولية.

من أهم الإنجازات التى نجحت بها السياسة الخارجية المصرية: الحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن، رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، رئاسة القمة العربية، الجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى.

ثمار تعكسها أنظار العالم التى تتجه صوب مصر دوما كلما تصاعدت حدة الأزمات والقضايا التى تشهدها المنطقة أو عندما يبحث المجتمع الدولى عن صوت الحكمة لإدراك الجميع أن الحلول لا بد أن تمر عبر القاهرة وقيادتها.

إن نجاح الدبلوماسية المصرية يعود إلى أن الرئيس السيسى الذى سن قاعدة «الدبلوماسية الرئاسية» وهى دبلوماسية مهمة مبنية على أسس وقواعد تعتمد على علاقات الرئيس الخارجية، كما أنه نجح بمهارة كبيرة فى استخدام هذه القاعدة فى إدارة ملفات السياسة الخارجية فى أفريقيا والدول العربية وإقليم الشرق الأوسط، تواصل الدبلوماسية المصرية جهودها من أجل رفعة الوطن وحماية مصالحه ومصالح الدول الشقيقة وفقا لرؤية ثاقبة للمشهد الإقليمى.

فمصر قلب العروبة النابض ستظل رغم التحديات كافة الدولة التى لا تمر الحلول للأزمات إلا عبرها.