الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مائة بيت من الشعر العربي القديم.. شهاب الدين السهروردي "55"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تراث الشعر العربي، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسي، كنوز وجواهر لا ينبغي للأجيال الجديدة أن تجهلها، نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، في محاولة لتحقيق التواصل الضروري والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.
55 – شهاب الدين السهروردي
" لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى
كتمانهم.. فنما الغرام وباحوا "
بأمر صلاح الدين الأيوبي، يٌقتل شهاب الدين متهما بالكفر وفساد العقيدة، ولم يكن الشاعر الصوفي الشاب، المغرد خارج السرب، إلا عاشقا من طراز خاص، يعبر عن مشاعر وأحاسيس لا يستوعبها العاديون التقليديون في ساحتي الدين والدنيا معا.
الشاعر والصوفي لا يُسألان ويُحاسبان بالمقاييس الشائعة التي تتشبث بالمعايير الماسخة ناصعة الوضوح، وكل مفردة في قاموس الشعر والتصوف لا يمكن أن تكون مستمدة من صفحات القواميس المألوفة. الخمر عندهم غير الخمر في الحانات، وكذلك العشق والهجر والكتمان والبوح، فكيف لمن يجهل لغتهم أن يتقن القراءة والفهم والتقييم، فضلا عن إصدار الأحكام النهائية القاطعة بالكفر والانحراف عن ثوابت وصحيح الدين؟.
كالعهد بعظماء الشعر والعشق، لا يجد السهروردي في سلوكه ما يستدعي الدفاع، فهو ليس متهما، لكنه يوضح ويكشف بعض الكامن الذي قد يبدو غامضا. لا يطلب البراءة، ولا يعبأ بالقضاة، بل إنه يسعد بما يُقال عنه منسوبا إلى دائرة الاتهام والإدانة، ويرى نفسه فخورا مباهيا. ليس مذنبا، والحب في طوفان التوهج والتحقق يطيح بسدود الكتمان. عندئذ يبوح، وليكن ما يكون.
لا شيء يهم، وقد تترتب على البوح كوارث وأهوال، بعيون الآخرين العاديين، لكن الأمر ليس إراديا، وليس تهمة أيضا.