وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالبدء الفورى في تنفيذ مشروع "الدلتا الجديدة"، مع دمج مراحل التنفيذ في مرحلة واحدة وضغط الجدول الزمنى، وذلك لتعزيز إستراتيجية الدولة في مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، وتضم مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة.
وأكد الدكتور نعيم مصيلحي مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للتوسع الأفقي، أن كل جهة ستقوم بتنفيذ مشروع الدلتا الجديدة بشكل متوازي، من إنشاء طرق واستصلاح الأراضي وحفر آبار ومحطات صرف وإمدادات كهرباء، مشيرًا إلى انتهاء وزارة الزراعة من المرحلة الأولى التي تشمل دراسة الأرض التي ثبت علميًا أنها تصلح لكل المحاصيل الزراعية من الناحية الفيزيائية والكيميائية والمناخ الذي يصنف بحر متوسط والذي يصلح لكل المحاصيل، وتقوم وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الهيئة الهندسية بعمل دراسات المياه وخطة تنفيذ الآبار.
وقال مصيلحي، أنه تم وضع التصنيف المحصولي لمشروع الدلتا الحديده وتشمل القمح والفول والعدس والكينواه والأعلاف والبرسيم والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل البستانية المهمة، التي تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيواني وصناعة الزيوت، لافتا إلى أن موقع المشروع استراتيجي ويقترب من الدلتا القديمة وتتخله شبكة ضخمة من الطرق، ويقترب من الموانئ وهو الأمر الذي يدعم الصادرات الزراعية إلى الأسواق العالمية.
وأكد مستشار وزير الزراعة، أن المستهدف زراعته خلال العامين المقبلين، أكثر من مليون فدان و100 ألف فدان، منها نصف مليون في مشروع مستقبل مصر، و600 الف فدان آخرين في محور الضبعة، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف شباب الخريجين وهو أمر يجري الإعداد له حاليًا بدراسات تفصيلية حول نظام الطرح وتنفيذ القرى بنظام حديث يستوعب التكنولوجيا الحديثة من ري مطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة والمتطورة.
وعن مشروع مستقبل مصر قال مصيلحي، أنه بدأ العمل على مساحه 400 ألف فدان، أما المساحة الجديدة بالفعل تم تنفيذ دراسات الخاصة بها على مساحة 688 ألف فدان، وجدنا ما يصلح نحو 600 ألف فدان والمساحات ممتدة ومبشرة بمساحات جديدة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية والتعاون الوثيق بين وزارتي الري والزراعة والأجهزة المختلفة، حاليًا التخطيط لعمل مسارات لمياه الري من غرب الدلتا لمياه الصرف الزراعي ومعالجتها إلى منطقة الدلتا الجديدة غرب الدلتا القديمة.
وأضاف مستشار وزير الزراعة، أن هذا مشروع قومى ضخم، وهناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة وبالتالي تم تكليف وزارة الزراعة، بتشكيل فريق بحثي متخصص من كوادر علمية متخصصة بالتعاون ما بين أجهزة وزارة الزراعة متمثلة في مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية وهيئة التعمير بالتعاون مع كلية الزراعة جامعة الإسكندرية والقاهرة، وتم تشكيل الفرق التى كان قوامها 40 فردًا متخصصًا، بخلاف الإمكانيات الأخرى من لوادر حفر قطاعات التربة ودراساتها والتحليل المعملي للعينات، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ الدراسات في نحو 3 أشهر وتقديم التقرير.
وواصل أن هناك إمكانية للتوسع المستقبلي في مشروع غرب الدلتا الذى يبدأ بمليون فدان، وتم التوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضغط الجدول الزمني ومراحل التنفيذ لهذا المشروع بحيث يكون هناك إسراع في معدلات تنفيذه.
وكشف نعيم عن أن هذا المشروع سوف يوفر الآلاف من فرص العمل، وشباب الخريجين المتخصصين في الزراعة مشيرًا إلى أنه سوف يتم عمل دورات تدريبية لهم مكثفة حتى إكسابهم خبرات في كيفية التعامل مع المناطق الصحراوية وطرق الري الحديدة والتكنولوجيا الحديثة في زراعة الصحراء وما لم يتم دراسته في الجامعة، من خلال مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأنه في التخطيط سوف يكون هناك مصانع تقوم على الإنتاج الزراعي والحيواني والداجني، وكل ما يتعلق بمشروعات الزراعة المنتشرة في الريف سيكون موجود لكن بتقنيات حديثة بمجتمعات عمرانية بشكل جديد فيها كل التكنولوجيا، وهذا ليس لخريجى كليات الزراعة فقط.
وأوضح مصيلحي، أن محور روض الفرج سيكون شريان لهذا المشروع فهو قريب من القاهرة والإسكندرية ومدن مطروح، بالإضافة إلى الموانيء التى ستخدمه على هذا الجانب سواء كانت بحرية أو جافة بمعنى أن هناك عمل كبير يتم على أعلى تكنولوجيا.
من جانبه قال حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع "الدلتا الجديدة " يمثل ميلاد دولة زراعيه جديدة، لافتا إلى ان هذا المشروع سوف يضيف للرقعه الزراعيه المصرية أكثر من مليون فدان تروي بنظم الري الحديثه وتعتمد على المياه الجوفية.
وأضاف أبوصدام، أن اختيار مكان المشروع اختيار رائع ويعظم الاستفاده منه حيث يقع المشروع على امتداد طريق محور الضبعه الذي يقترب من اغلب محافظات الدلتا المصرية المكتظه بالفلاحين والمستثمرين الزراعيين المحليين ويمتاز المكان بتربه زراعيه مثاليه، وقربه من المواني والطرق الرئيسيه ومعظم المحافظات المصرية، كما تحتوي المنطقه على كميات كبيرة من المياه الجوفيه المتجدده والصالحه لزراعة معظم المحاصيل الإستراتيجية.
وأوضح نقيب الفلاحين، أن هذا المشروع سوف يخلق مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة وحديثة ويساهم في إنشاء مناطق صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي مما يدعم الأمن الغذائي لكل المصريين، ويوفر ملايين فرص العمل، ويعتبر هذا المشروع نواة للزراعة الحديثة، واستخدام نظم الري المتطورة في أرض بكر تخرج أجود المنتجات الزراعية الصالحة للتصدير إلى كافة دول العالم.
وأشار نقيب الفلاحين إلى كون المشروع أحد حلقات سلسلة طموح الرئيس عبدالفتاح السيسي في التوسع الزراعي وزراعة واستصلاح 4 ملايين فدان لمواكبة الزيادة السكانية المستمرة وتلبية احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية، فضلا على أن هذا المشروع يدعم ميزانية الدولة بالعمله الصعبه جراء تصدير الفائض من المنتجات الزراعيه، كما يساهم هذا المشروع في استقرار أسعار المنتجات الزراعيه، مؤكدا أن المشروع يفتح افاق جديدة للشباب المصري من الزراعيين والمهتمين بالشأن الزراعي.
