رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكاديمية ناصر.. قيادة معركة الوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالعلم والعمل تبنى الأوطان، وتشحذ الهمم وتتحقق الأهداف، وتصبح الأحلام والأمنيات واقعًا يتحدى الصعاب ويكتب فصلًا جديدًا من المثابرة والتحدي لكل من يحلم ويحقق ما يريد بالإرادة الحديدية والعزم الذي لا يلين، وانطلاقًا من تلك القاعدة الذهبية التي تلخص فلسفة النجاح وتنير الطريق أمام كل طموح لرؤية بلاده في مصاف الدول الرائدة والمتقدمة، كان لزامًا على كل فرد أن يتسلح بالعلم والعمل والإيمان وأن يؤدي دوره كمقاتل في معركة تثبيت أركان الدولة المصرية وتحقيق التنمية في كافة المجالات وفقًا لموقعه وفي حدود مسئولياته المكلف بها.
ولما كان العلم والمعرفة هما طوق النجاة لتوفير الدعم اللازم لحائط الوعي، الذي يعد خط الدفاع الأول لمجابهة التحديات والمخاطر التي تمثل تهديدًا مباشرًا على أمننا القومي، في ظل الظروف الراهنة إقليميًا ودوليًا، كان هناك من يحمل مشاعل النور ويكافح بلا هوادة لنشر الوعي وإنارة العقول وإيضاح الرؤية وتحصين الوطن والمواطنين لتمكينهم من امتلاك أدواتهم في ظل حروب الجيل الرابع التي تستهدف رأس المواطن وقلبه لتفل عزيمته وتخور قواه ويختفي رويدًا رويدًا ويقتل نفسه كل ساعة بالأفكار السلبية والمشاعر المحبطة.
وتحت شعار «الفكر، الإيمان، النصر» وبالتعاون مع نخبة من أفضل وأمهر أعضاء هيئة التدريس، انطلق نضال أكاديمية ناصر العسكرية العليا لتأهيل وتنمية قدرات الضباط لتولي المناصب القيادية وصقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم.
لم يتوقف الأمر عند العسكريين، بل وجه الرئيس السيسي بسرعة توفير دورات للعاملين المدنيين بالدولة، بداية من زمالة كلية الدفاع الوطني مرورًا بدراسة الإستراتيجية والأمن القومي وإدارة الأزمات والتفاوض ودورة صناع القرار لتضفي بذلك المجهود على الدارس صبغة الخبرة والقدرة على قراءة الواقع وتحليل الأحداث بدقة وكفاءة عالية.
القاعدة العلمية التي تم إنشاؤها قبل 55 عام وتحديدًا في 18 يناير 1965 عندما صدر القرار الجمهوري بإنشاء أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ذاك الصرح العلمي العظيم الذين يعد منارة فكرية ومنهلًا علميًا لكل طالب علم، وافتتحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 6 مارس 1965، لتشتمل على كلية الدفاع الوطني وكلية الحرب العليا ومركز الدراسات الإستراتيجية، تضاعف مجهود هذا الصرح العلمي العظيم وثقلت مهمته بعد الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها البلاد ابان أحداث 2011، لتحمل على عاتقها مهمة التنوير وواجب التعليم والتدريب لكل كوادر المجتمع المصري وكذلك الأشقاء من الدول العربية وأبناء القارة الأفريقية، وبغير مبالغة يعد المجهود الذي تبذله أكاديمية ناصر العسكرية لتحصين العقول وبناء الوعي يضاهي بلا شك ما يقدمه أبناء القوات المسلحة المصرية في ساحات المعارك ولا يقل عما يقدمه الأبطال من تضحيات في معركة مكافحة الإرهاب لتأمين الدولة المصرية والحفاظ على رايتها عالية خفاقة، لأن الغلبة دائمًا لمن يملك المعلومات.
من القلب شكرًا لجميع القائمين على هذا المكان الوطني العظيم وسلامًا عليهم في كل حين.