الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

في الذكرى الـ69 لعيد الشرطة.. "البوابة نيوز" تلتقي أسرة شهيدين بالأقصر.. محمد الصن استشهد أثناء مواجهة تشكيل عصابي.. وعائلته: جارٍ إنشاء مجمع مدارس باسمه بأرمنت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى 69 عاما منذ حدوث موقعة الإسماعيلية عام 1952، ورغم مرور السنوات، لم ينضب نهر التضحية والعطاء، حيث تجود وزارة الداخلية بين الحين والآخر بخيرة رجالها الذين يضحون بحياتهم وكل ما هو غالٍ ونفيس في سبيل أمن وآمان المواطن المصري، وحماية الأرض، واستقرار الدولة وأمانها والعبور بها إلى بر الأمان.


محافظة الأقصر مثل غيرها من محافظات مصر، قدمت باقة من أفضل أبنائها كشهداء في سبيل تحقيق الأمن لوطننا، والذين لم يدخروا جهدا في ملاحقة الإرهابيين ورءوس الشر من الخارجين عن القانون، حتى لو كان الثمن هو حياتهم، وضحوا بأرواحهم في سبيل حماية الجبهات الداخلية للوطن والتصدي لقوى الشر والتطرف، ودعم استقراره.

وفي الذكرى الـ69 للاحتفال بعيد الشرطة يوم 25 يناير والذي يعد تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي، تسلط "البوابة نيوز" الضوء على اثنين من رجال الشرطة بمحافظة الأقصر الذين جادوا بأرواحهم ثمنًا للواجب.


الشهيد الأول، هو النقيب محمد رأفت محمد الصن، ابن منطقة أرمنت الحيط جنوب غرب الأقصر، الذي استشهد في عمر الـ23 عام، على أيدي لصوص كابلات الكهرباء بمركز دراو بأسوان في أواخر مارس 2013، عندما كان يعمل كمعاون مباحث مركز شرطة دراو، حيث ولد الشهيد في 1 يناير 1989 بمدينة أرمنت الحيط وترتيبه الرابع بين أخوته "ولدين و3 بنات" وكان طالب في كلية الصيدلة وقضي بها عدة أشهر، إلا أن تم قبوله في كلية الشرطة التي كان يحلم بدخولها حيث التحق بها وتخرج منها عام 2011، وتسلم أول خدمة له بمركز شرطة دراو بمحافظة أسوان وأسهم في ضبط تشكيل سلاح في دراو وضبط أكبر تاجر مخدرات بالمنطقة وكان محبوب من جميع الأفراد والضباط والأهالي أيضا الذين أقاموا حفل تأبين تخليد لذكراه.


وجاء استشهاد "الصن" أثناء قيام قوة أمنية برئاسته بتفقد الحالة الأمنية فجر يوم الجمعة الموافق 29 مارس 2013 وأثناء مرور الدورية بناحية الطويسة، شاهد مجموعة من الأشخاص يستقلون سيارتي "ربع نقل"، وبصحبتهم جرار زراعي ويقومون بسرقة كابلات كهربائية خاصة بمحطة طلمبات الطويسة بمركز "دراو" شمال أسوان، وعلى الفور أسرعت القوات إليهم، وفور مشاهدتهم للقوة تم تبادل إطلاق الأعيرة النارية حيث كان اللصوص أكثر عددا، وأصيب الشهيد، ومعه أحد أمناء الشرطة، وتم نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم، إلا أن الضابط لفظ أنفاسه متأثرًا بإصابته أثناء محاولة إسعافه وتم تشييع جثمانه في جنازة عسكرية مهيبة.


وقال الحاج رأفت الصن والد الشهيد النقيب، أن نجله كان واضعًا حلم الشهادة نصب عينيه، وعاصر استشهاد زملاء له حتى أن أحد زملائه استشهد بمحافظة أسيوط، مما خلق إصرارًا لديه وزملاءه بأن عملهم جهاد وتضحية، كما أنه مشهود له بالسيرة العطرة للشهيد وكان يحمل روحه على كفيه ومثالا للضابط المخلص لعمله، ويؤمن بالتضحية في سبيل أداء الواجب، كما كان أول ضابط في الصعيد يتم تكريمه من جانب الأهالي والضباط والأفراد محل خدمته، حتى أنهم أقاموا له حفل تأبين عقب استشهاده.


فيما قال الرائد أحمد رأفت الصن، شقيق الشهيد "إن محمد كان فی الخدمة، خلال عيد الأم وقتها، وكان قد اشترى هدية لوالدتهما لكنه نال الشهادة قبل أن يعطيها لها مشيرا إلى أنهم يشعرون بالفخر، والاعتزاز بتقديم أغلى ما لديهم في الدنيا فداء للوطن، مؤكدا أن شقيقه كان يتمنى الشهادة وكلما سمع عن استشهاد زميل له في الشرطة هو وزملاؤه كان يقول لهم "وماله حد يطول الشهادة" فهو كان يشعر دائما أنه سيموت شهيد".


وأضاف الصن، أنه لا يطلب في ذكرى احتفالات عيد الشرطة سوى الدعاء لشقيقه من كل محبيه، مؤكدا أن الشهيد كان أكثر في الشهداء حظا حيث إنه يتم تكريم اسمه في كل المناسبات من المديرية وجمعية المحاربين القدامى، تقديرا لما قدمه وبذله من جهود في حفظ الأمن كما يتم سنويا تكريم والدة الشهيد بمناسبة عيد الأم، ضمن مجموعة من أمهات الشهداء من الضباط والأفراد والمجندين على مستوى المحافظة عرفانا بدورهم لما قدموه من تضحيات وبأن جميع أبناء وزارة الداخلية هم أبنائهم، كما تم إطلاق اسم الشهيد على طريق بأرمنت الحيط ومسجد والمدرسة الرسمية للغات بأرمنت، وجاري إنشاء مجمع مدارس باسمه بأرمنت الوابورات بالتنسيق بين هيئة الأبنية التعليمية والهيئة الهندسية، هذا إلى جانب تكريمه من جانب المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الأسبق، بمنح الضابط محمد الصن وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة عرفانًا من الدولة بدوره البطولي في حفظ الأمن.
ومن غرب الأقصر إلى شمالها، استعاد أهالي الشهيد المجند محمد عبدالعليم الشهير بـ"طارق عبده"، بقوات أمن الجيزة، مشاهد استشهاده، والذي حدث في منتصف شهر يوليو من عام 2017، عندما تعرضت إحدى سيارات الشرطة في منطقة البدرشين بالجيزة، لهجوم إرهابي، أسفر عن استشهاد الدورية وكان بينهم ابن منطقة السبتية بالكرنك.
"طارق عبدالعليم" قدم نفسه فداءا للوطن واستشهد في عمر الـ 21 عامًا حيث كان يؤدي خدمته كأحد أفراد مديرية أمن الجيزة، وتواجد برفقة أفراد قوة كمين أبو صير السياحي بمركز البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة، وأثناء توجههم إلى الكمين استهدفتهم 3 عناصر إرهابية عن طريق دراجة نارية وقامت بإمطارهم وابلا من الأعيرة النارية أدت إلى استشهاد قوة الكمين "أمين شرطة وفرد و٣ مجندين".
وقال والد الشهيد "ابني من مواليد ٢٠ فبراير ١٩٩٧، حاصل على دبلوم صنايع، التحق بالخدمة العسكرية في قطاع الأمن المركزي حراسات بمديرية أمن الجيزة، وله أربعة أشقاء «ولدين وبنتين»، وترتيبه كان الثاني بين إخوته، الله يرحمه كان دمه حر وبيحب بلده، ومات رجل في خدمة وطنه، وكان يتمنى الشهادة في سبيل الله والوطن والحمدلله نالها".
وعن يوم الاستشهاد، قال والد الشهيد أنه تلقي اتصالا هاتفي من نجله قبل الحادث بيوم ليلًا، أكد له أنه سيقوم بإجازة مساء الجمعة – يوم استشهاده – للأقصر للقائهم لمدة 3 أيام وبعدها يعود لخدمته العسكرية، ولكن الغدر والإرهاب منعوه من الوصول لمحافظته على قدميه، وعاد إليهم الجمعة ليلًا شهيد ملفوف في علم مصر، مشيرا إلى أن نجله كان دائمًا يتحدث عن موت أصدقاؤه في الجيش والشرطة بالحوادث الإرهابية المتكررة وكان يتمني الشهادة مثلهم في خدمة وطنه، مؤكدًا أنه لقي ربه ببدلته العسكرية خلال خدمته، قائلًا: "حسبي الله ونعم الوكيل في الإرهاب والغدر، دول لو رجالة ووقفوا لابني رجل لرجل كان قتلهم كلهم بذراعه من غير سلاح، لكنهم جبناء لا يستطيعون المواجهة والقيام بأفعال الرجال ".

وعبر أهالي الشهيد، عن شكرهم لقيام سلطات المحافظة، بتغيير اسم مدرسة الكرنك الابتدائية بالشيخ موسى بمدينة الأقصر إلى مدرسة الشهيد طارق عبد العليم شهيد الواجب الوطني، وذلك عرفانا بالجميل للشهيد وأسرته وذويه لما قدموه من تضحية وفداء للوطن.