الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أسامة جودة الفلسطيني يروي قصة بطولته في مواجهة إرهابي النمسا

أسامة جودة الفلسطيني
أسامة جودة الفلسطيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يهتز الشاب الفلسطيني أسامة جودة خلال مواجهته لمنفذ هجوم إرهابي بوسط فيينا في النمسا، وظل قابضا بيديه على ساق شرطي أصيب بطلقات نارية، لوقف النزيف، رافضا الهرب، ليُصبح بعدها بساعات حديث النمسا نظرا لشجاعته.
يقول جودة الذي يبلغ من العمر 23 عاما ": "لا يمكن ترك أي إنسان في قلب الخطر دون مساعدة، ما قمت به هو ما تعلمته في بلادي وما تربيت عليه داخل بيتي".
كانت الشرطة النمساوية قد أعلنت وقوع إطلاق نار في 6 مواقع مختلفة في العاصمة الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 17 آخرين، من بينهم مُسلح في وسط فيينا، أطلقوا النار عليه وأرادوه قتيلا.
وفي اليوم ذاته كان جودة منهمكا في عمله داخل محل شهير للوجبات السريعة بوسط فيينا، قبل أن يُطلب منه الذهاب إلى جراج مجاور لنقل بعض المواد الغذائية، موضحا أنه فوجئ بوجود شاب مُسلح "يحمل في يديه كلاشينكوف".
واقترب الإرهابي منهما وعلى وجهه علامات الغضب، وأصبح جودة ابن مدينة "جباليا" بغزة في مرمى النيران، حاول الابتعاد قدر إمكانه، لكن سرعان ما ظهر شرطيان في المكان، وجرى اشتباك مع منفذ الهجوم أدى إلى سقوط شرطي على الأرض غارقا في دمائه.
ويذكر جودة: "اندفعت نحو الشرطي المصاب، لم أفكر كثيرا في تناثر الرصاص من حولي، أمسكته جيدا وسحبته بعيدا عن الإرهابي، الدماء تتدفق من قدمه، كان لا بد من المساعدة لوقف النزيف".
وخلع جودة الذي يعيش في النمسا منذ 7 سنوات ردائه، وربط ملابسه حول الجرح الغائر في قدم الشرطي، دون أن يفكر في الفرار من المنطقة غير الآمنة.
وخلف الحاجز الذي جلس جودة خلفه رفقة الشرطي المصاب وزميله، انطلقت الطلقات النارية مرة أخرى بصورة عشوائية، ساءت الأمور، لكن ابن فلسطين تحلى بالشجاعة والإيمان بالنجاة، موضحا أن قوة أخرى من الشرطة أنقذتهم في الوقت المناسب.
ويوضح جودة إصراره على التواجد مع الشرطي المصاب حتى وصوله إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، ثم الإدلاء بأقواله أمام رجال الأمن عن الحادث الإرهابي.
ولم ينسَ البطل الفلسطيني الاتصال بأسرته لإخبارهم بما دار بالقرب من المطعم الذي يعمل فيه، على الجانب الثاني من الخط بدا واضحا ما فعله القلق بعائلته، يقول والده خالد جودة: "تابعنا الحادث بذهول، ومررنا بتجربة قاسية خوفا على أسامة".
وبعد انتهاء اليوم الصعب، تلقى جودة استدعاء من الشرطة النمساوية في فيينا من أجل تكريمه تقديرا لبطولته ومنحه نيشان لشجاعته، حيث أشاد به رجال الأمن في منطقة الحادث ومساندته لزميلهم المصاب
"التكريم شرف كبير، وأفضل دليل على أن العرب والمسلمين في النمسا لديهم أخلاق رفيعة وحُب للبلاد التي يعيشون فيها" يقولها جودة مشددا على حماسه الدائم لمساعدة أي إنسان مهما كانت جنسيته أو ديانته أو انتمائه.
وفي محاولات محمومة للوصول إلى المسؤولين عن الهجوم المتفرق في فيينا، ألقت الشرطة على 14 شخصا خلال حملات تفتيش لـ 18 منزلا، كما أعلنت عن هوية منفذ الهجوم.
وبحسب وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، فإن المُنفذ هو كارتين إس وعمره 20 عاما، أُلقي القبض عليه من قَبل بتهمة محاولة الانضمام إلى تنظيم إرهابي، واصفا إياه بأنه من المتعاطفين مع "داعش".
وخلال الساعات الماضية تناقلت وسائل الإعلام في النمسا أخبار التكريم وبطولة جودة ليتصدر عناوين الصحف الكبرى ويطل على شاشات التلفزيون، كما يُشير والده، مؤكدا أنه حصل أيضا على إشادة من السفارة الفلسطينية في فيينا ودعوة لتكريمه والاحتفاء به.
ويضيف والد "البطل": "ديننا يؤكد أن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، وهو ما تربى عليه ابني (أسامة) وقام بتنفيذه خلال دفاعه عن الشرطي أثناء العمل الإرهابي، ليعلم الجميع أننا ندعو دائما للسلام والمحبة".