الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العمدة والأعيان ومحاكمة أهل القرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكانت حيلة غريبة تلك التي ابتدعها الأعيان ليتخلصوا من العمدة الذي أحبه أهل القرية جميعًا، وأيدوه وساندوه، إذ أجمع ألأعيان أمرهم أن يعزموه على وليمة يكون فيها "فسيخ وجبنة قديمة وبصل ولم يضعوا على المائدة ماء"، وفي دار على أطراف القرية دعوه للطعام فأكل بنهم وفي كل مرة كان يسأل على الماء، كانوا يتظاهرون بإرسالهم لإحضاره حتى بدأ يجف حلقه، فبدأوا يخرجون تباعا حتى خرج آخر واحد منهم وأغلق الباب من الخارج بإحكام شديد، تصبب العمدة عرقا ففقد ما كان في جسده من ماء وبدأ حلقه يجف وهو يطرق الباب من الداخل ويصرخ: الحقوني هموت من العطش، صراخ سمعه ألأعيان وهم يولون الدار الدبر ويضحكون لنجاح مخططهم وعما قليل سينفق العمدة.
غير أن صراخه وصل إلى أحد المجاذيب الذي كان يسير بين الأراضي الزراعية، فتوجه نحو الصوت وطرق الباب من الخارج فإذا بصوت العمدة متقطعا يصل إليه: افتح أنا العمدة بموت.
حاول المجذوب كسر الباب لكنه كان معدا بحيث لا يكسره مائة رجل إن تجمعوا في هذه الساعة المتأخرة من الليل.
أخذ المجذوب يصرخ:"العمدة هيموت.. هيموت من العطش"، ثم وضع طرف جلبابه في فمه وأخذ يجري نحو بيوت القرية يقرع الأبواب ويردد نفس العبارة وأهل القرية يتبعوه، حتى وصلوا إلى الدار واستعصى الباب على الفتح، فاقترح أحدهم فكرة حفر السقف وبالفعل نجحوا في ذلك، ثقب صغير سكبوا منه الماء في كفى وفم العمدة الذي بات يرتشف الماء كالمجنون حتى عادت له أنفاسه.
كان أهل القرية قد تتابعوا في وصولهم إلى الدار فوصل الخبر للأعيان الذين فكروا في بطش العمدة بهم فحمل كل منهم قربة ماء على كتفه وأخذ يهرول نحو الدار حتى وصل إلى هناك وكان العرق يتصبب، ووضعوا إرب الماء أمام العمدة الذي كان غاضبا لكنهم قالوا له أسرع كل منا لتلبية طلبك حينما لم نجد هنا ماء وخوفا عليك أغلقنا الباب حتى نعود وللأسف صدق العمدة هذا الخداع وتحول معروف أهل القرية إلى إثارة بلبلبة وحوكم المجذوب بتهمة نشر شائعات وحوكم أهل القرية بتهمة إحداث "خرم" في السقف.