رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه|| أبوخليل لطفي.. فنان التجريدية التعبيرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلي مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة. 

تدور الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثاني، حول فنان تشكيلي اتسم أسلوبه الفني بالأصالة والجرأة في التعبير والتنفيذ المُباشر، وعُرف أن منهجه هو التجريدي التعبيري، ورسم العديد في الفن الإسلامي والفن المصري القديم، هو الفنان التشكيلي محمد أبوخليل لطفي، والشهير بـ"أبو خليل لطفي".

وُلد «أبوخليل» في القاهرة بحي القلعة في ١٠ أغسطس من عام ١٩٢٠، وبعد إتمامه مراحل دراسته الأساسية حتى المرحلة الثانوية، التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج منها حاصلًا على الدبلوم في قسم التصميم عام ١٩٤٢، أى وهو في الثانى والعشرين من عمره.
استكمل «لطفي» دراسته وتعمق في الكثير من المجالات الفنية، فالتحق بالمعهد العالى للتربية الفنية بالتزامن مع دراسته في كلية الفنون الجميلة، وحصل على الدبلوم منها في ١٩٤٤، ثم انتقل في رحلة فنية جديدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة ولاية شيكاغو حيث تعمق في فن التصميم وحصل على الدبلوم من المعهد الخاص بهذا الفن في ١٩٤٧.

لم تنته الخبرات التى اكتسبها الفنان عند هذا الحد، فأكمل الدراسات العليا التى جمع فيها كل ما درس، وحصل على الماجستير في الفن والتربية في بعثة إلى جامعة أوهايو بالولايات المُتحدة في ١٩٤٩، ولم يعد إلى مصر إلا بعد دراسة أكثر تعمقًا في الفن بجامعة نيويورك لمدة ثلاث سنوات منذ عام ١٩٥٠.

جمع الفنان كل هذه الخبرات الفنية، حتى عُين أستاذًا للفنون بالمعهد العالى للتربية الفنية منذ عام ١٩٥٤، أى وهو في الرابعة والثلاثين من عمره لمدة تقرب من الثمانى سنوات، حتى سافر في رحلة فنية أخرى إلى بلجراد لدراسة ديكور المسرح حتى عام ١٩٦٥. عُين «لطفي» خبيرًا للصناعات الريفية بالمجلس الأعلى للخدمات، وبعد دراسته لديكور المسرح تم تعيينه أستاذًا للفنون بالمعهد العالى للفنون المسرحية، حتى اتجه في حياته العملية إلى الكويت وعمل أستاذًا للفنون بدار المُعلمين والمعهد العالى للفنون المسرحية في دولة الكويت منذ عام ١٩٧٣، وحتى عام ١٩٨١ أى وهو في الحادى والستين من عمره.

حصل الفنان «أبوخليل» على العديد من الجوائز المحلية والدولية، يأتى من بينهم وسام الاستحقاق من الطبقة الخامسة من جمهورية مصر العربية في ١٩٥٤، وجائزة تقدير من المهرجان الدولى للتصوير في مدينة كان بفرنسا عام ١٩٦٩ أى وهو في التاسعة والأربعين من عمره، كما تم تكريمه بالمعرض القومى للفنون التشكيلية في دورته الـ٢٣ عام ١٩٩٣.

ظلت مسيرة الفنان «أبوخليل لطفي» مليئة بالفنون والابتكارات الفنية المُختلفة، حتى أنه دمج ملامح من العمارة الإسلامية وانطباعات من الآثار المصرية القديمة في أعماله ذات الطابع التجريدى التعبيري.

جاءت آخر أيام الفنان كأستاذ متفرغ للفنون التشكيلية بالمعهد العالى للفنون المسرحية، التى ظل بها حتى رحل عن حياتنا في ٣١ ديسمبر من عام ١٩٩٣، وذلك عن عمر يُناهز ٧٣ عامًا.