رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هل تشهد الدوحة انقلابا جديدا بقيادة حمد بن جاسم.. قطر تاريخ من الانقلابات داخل الأسرة الحاكمة

حمد بن جاسم
حمد بن جاسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار إطلاق النار المكثف وانتشار المروحيات في منطقة الوكره بالعاصمة القطرية الدوحة عددا من التساؤلات حول إمكانية أن يشهد البلد ذو التاريخ الحافل بالانقلابات فصلا جديدا بقيادة 
حمد بن جاسم بن جبر بالتضامن مع عسكر الصملي بعد أمر تميم بن حمد التحقيق في فساد مالي وإداري بشركاته، وفقا لتوقعات بعض المصادر داخل الدوحة.
وفي أطار هذا الحدث، يمكننا تسليط الضوء على الانقلابات الكبرى التي شهدتها الانظمة في الدوحة من قبل والتي بدأت عام 1972، عندما تولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب "أبيض" على ابن عمه، الشيخ أحمد بن على آل ثاني، ليبدأ مسلسل الانقلابات في هذه الدولة الصغيرة.
فبعد استقلال قطر عن بريطانيا عام 1971، بدأت المشيخة تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثاني، الذي آثره أبوه بالإمارة بدلا من إعادته لابن أخيه خليفة بن حمد آل ثاني، حيث كان الشيخ حمد قد عين شقيقه على خلفا له، "لأنه أصلح من ابنه"، وبدوره ترك على الحكم لابنه أحمد، واكتفى بتعيين خليفة وليا للعهد.
إلا أن خليفة لم يقنع بذلك طويلا، وما لبث أن أطاح بابن عمه بانقلاب عسكري، في 22 فبراير 1972، ثم وطد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده.
ثم دخلت الأسرة الحاكمة الشيخة موزة كزوجة رابعة للشيخ حمد بن خليفة، الذي ارتبط ببنات عمومته، لتمثل طرفا جديدا في المعادلة وتكون المحرك الرئيسي في انقلابين أخريين، فلم تقنع بأن تكون مجرد زوجة لولي العهد، وأخذت تغذي أطماع زوجها وتشجعه على الانقلاب على أبيه.
وانقلب الابن على أبيه بالفعل في 27 يوليو 1995، مستغلا فرصة سفر الشيخ خليفة إلى أوروبا، في صبيحة هذا اليوم قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل في ما بعد، إن المشاهد التي عرضت من دون صوت كانت ممنتجة ومزورة، ما دفع البعض بوصفه انقلابا تليفزيونيا.
وبعد تزايد نفوذ الشيخة موزة، حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارا لجده وانتقاما من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بأنه إسلامي متطرف، ووضع الابن الثاني، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من "موزة" لافساح المجال لولديها جاسم وتميم.
وفي أكتوبر عام 1996، جرى تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة، قبل التنازل في 2003 ولأسباب غير معلومة لأخيه تميم، الذي ما لبث أن وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة.
وفي يونيو 2013، انقلب الأمير تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم بطريقة "ناعمة"، حيث تمكن تميم، وبمساعدة والدته، الشيخة موزة، من تحقيق ما حققه والده من قبله، وبذات الطريقة.
فبعد تلقي الأمير حمد الأخبار التي تشاع عن قرب الانقلاب، بادر إلى تسليم الحكم لولده تميم.