قال الشيخ مصطفى عبدالرازق: إن اسلوب القرآن الكريم في إيجاب صوم رمضان يتضمن فنونا من اللطف في تسهيل من مشقته على الصائمين ففي قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" فهذا المعنى يشير اليه الفخر الرازي بقوله "يعني" فهذا العبارة كانت مكتوبة واجبة على الانبياء والامم من لدن آدم إلى عهدكم وما أخلى الله من امة إيجابها عليهم لا يفرضها عليكم وحدكم ".
اوضح عبدالرازق ان فائدة هذا الكلام هو ان الصوم عبادة شاقة والشئ الشاق إذا عم سهل تحمله مبينا ذكر أيام الصيام مبهجة مع وصفها بأنها معدودات أي معينات بالعدد أو قليلات ومع ذلك يخفف وقع التكليف بالصيام الشاق على النفوس كما ينبغي ان يكون الصوم مقوي لرجاءنا في التقوى وهذا معنى لعلكم تتقون وذلك بترك الشهوات فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء منه اشق فالرغبة في الطعام والمنكوح اشد من الرغبة في سائر الاشياء فاذا سهل على الإنسان اتقاء الله سهل ترك الطعام والنكوح.
وكانت الهيئة العامة لقصور الثقافة قد أصدرت حديثا لاول مرة الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق في اربعة مجلدات عن سلسلة ذاكرة الكتابة من تحقيق عصمت نصار.
