الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

في ذكرى وفاته.. تعرف على أهم المحطات في حياة "ابن الأرض" الكابتن غزالي

الكابتن غزالى
الكابتن غزالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غنى يا سمسمية لرصاص البندقية ولكل إيد قوية حاضنة زنودها المدافع.. وغنى للمدافع وللي وراها بيدافع.. ووصى عبد الشافع يضرب في الطلقة مية"، بهذه الكلمات وبآلة السمسمية تلك الآلة التي قدمت بها فرقة "أولاد الأرض" أغانيهم أثناء حرب الاستنزاف واستطاع من خلالها الكابتن غزالى أحد رموز المقاومة الشعبية في السويس الذين صنعوا تراثا ثقافيا وأدبيا وغنائيا من نبض المقاومة أن يحافظ على تراث السمسمية بمدينة السويس بعد رائدها الأول الراحل "عبدالله كبربر" وبمناسبة ذكرى وفاته والتى حلت أمس 2 أبريل 2017 وترصد البوابة أهم المحطات في حياته. 
الكابتن محمد أحمد غزالى من مواليد أبنود 10 نوفمبر 1928 وهو مغنى وشاعر وفدائي ورياضي رياضى حيث كان لاعب مصارعة حرة سابق ورسَّام وعمل موظفًا بمديرية الصحة بالسويس. 
كان الكابتن غزالى معروف عنه أنه مناضلًا ومكافحًا للاستعمار فترة الاحتلال، وشاعرًا يكتب الأغاني للفرقة التي كان على رأسها، واشتهرت به واشتهر بها وهى فرقة "أولاد الأرض" وقد استقر بمدينة السويس بعد النكسة ولم يغادرها ضمن التهجير الجماعى للمدينة ولإحساسه بدوره الوطنى المحتم عليه القيام به نحو بلده قام بالمساعدة في تجميع الجنود المشتتتين وساعد الجرحى وقام بإيصال الزخائر للجنود وتطوع في المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة السويس.
وعندما بلغ "غزالي" سن العشرين في سنة 1948، احتضنت السويس الجيش المصري. وفي سنة 1948، التحق "غزالي" وهو في سن العشرين بالعمل في معسكرات الجيش البريطاني كموظف مدني، وكانت هذه المعسكرات، تتيح فرص عمل لعدد كبير من المواطنين والعمال المدنيين من أبناء السويس.
عمل "غزالي" في معسكرات الجيش البريطاني التى كانت تُحيط بالسويس، بيومية قدرها 360 مليمًا يوميًا، وحينما ألغت الحكومة معاهدة 1936، في أكتوبر 1951، وطلبت من إنجلترا سحب قواتها من منطقة القناة، ووفرت في نفس الوقت فرصة عمل، بديلة للعاملين المصريين اللى تركوا العمل في معسكرات الاحتلال تم تعيين "غزالي" بعدها في وزارة العدل، بباب الخلق، إلى أن تم نقلهُ للسويس، حيث عمل في سكرتارية للمحكمة الشرعية بالسويس، وبعد إلغاء نظام المحاكم الشرعية، تم نقله إلى وزارة الزراعة.
جاءت بداية "غزالي" الفدائية، مع بدء حركة الفدائيين في منطقة القناة، ضد قوات الاحتلال البريطاني، والتى كانت مُحاطة بمجموعة من معسكرات الجيش البريطاني، وعدد من القوات البرية والبحرية، ومع بداية سنوات ثورة يوليو، واصل نشاطه العام، دون أن ينضم لأي من التشكيلات السياسية التى شكلتّها الثورة.
أسس الكابتن غزالى فرقته الغنائية وكان الكابتن غزالي يسمى التجربة باسم "ولاد الأرض"بعد أن كانَ اسمها "بطانية ميرى"، ولاسم "بطانية ميري"حكاية، ففي الأيام الأولى كانت المجموعة، تجلس كل ليلة على البطانية الرصاصي الميري، المفروشة على أرض الخندق، ليجلس عليها المنشدون، والذى يرددون معهم كلمات الأغاني، لذا كانت تُسمى في البداية "بطانية ميري".
وضمت الفرقة عبد الرحمن الأبنودى ومحمد حمام والملحنين إبراهيم رجب وحسن نشأت والمطرب محمد العزبى، الذي غني له «والله هترجع تاني لبيتك ولغيطك يا خال»، من تأليف وتلحين غزالي.
كما تغنى بمؤلفاته كبار المطربين، منهم سمير الاسكندرانى الذي غنى له «من برج الحمام بيطل مدفعي»، وفايدة كامل التي غنت له «فات الكتير يا بلدنا»، وأركان فؤاد الذي غنى «أغنية تعظيم سلام».
الكابتن غزالي ألف ولحن جميع أغاني فرقة «ولاد الأرض» باستثناء «يا بيوت السويس» للشاعر عبدالرحمن الأبنودي.
ولشحذ الهمم وبث روح الأمل والتخلص من آثار الهزيمة قام الكابتن غزالى بعمل الأمسيات الثقافية والفنية بمدينة السويس لتوعيه الجماهير وأيضا لإعداد الجنود للعودة إلى سيناء لتحريرها وليوم النصر ومن هنا جاءت فكرة تكوين فرقة أولاد الأرض من مثقفى وشباب العمال بالسويس.
كانت لفرقة "الأرض" فضلٌ هام في مشوار كابتن غزالي، حيثُ أرسل الشاعر الجنوبيّ، عبدالرحمن الأبنودي، رسالتهُ المعنونّة بعلم الوصول إلى الكابتن غزالي وفرقته، سنة 1969، قائلًا: غنّى يا كابتن غزالى غنّى يا ضيف غنّى يا نمس غنّى يا درش غنوا ده ليلنا طويل بنقطعُه بالغنا».
في البدء، وقبل تكوين فرقة «أولاد الأرض»، كانت كلمات الكابتن غزالى تخرُج من داخله إلى المحيطين به، ويرددونها أيضًا، ليصبح ما يخرج منه ليس مجرد كلمات فقط، بل أغنيات متكاملة الأركان، من شدو ولحن ونظم بإيقاع حزين، يتصاعد حتى يصل إلى قمة الثأر، حين تنخفض لغة الحزن وتتجمع كل أصوات الجالسين في خنادق المقاومة، بصوت يهز سكون الليل، مُرددًا: «مش حنسلم لأ لأ، قالها الشعب، صاحب الحق».
«وفي أول رحلة لفرقة أولاد الأرض خارج السويس، كانت دعوة للكابتن غزالي، وفرقته للغناء من كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، وانبهر الطلاب بهذه الفرقة البسيطة التى هزَّت مشاعرهم فغنوا معها بملء قلوبهم من الحماس.
وعندما التقى غزالي بمثقفي القاهرة الذين يقضون ساعات الليل والنهار في نقاشات سياسية عقيمة، حسبْ وصفه، قال: "يا شعرا يا كُتاب يا نضال ع القهاوي، يا همّ يا غم يا سبب البلاوي".
وعندّما قامت الحرب، وحوصرَت السويس وهو خارجها، ظلّت أغنيات غزالي تتردّد في ليالي الحصار المظلمة، وبعد انتهاء العدوان، عاد غزالي إلى متابعة نشاطه الطبيعي، في المجال الرياضي، ساهم في تدريب وإعداد المئات من أبطال وممارسي لعبة المصارعة، حيث كان المدرب الرسمي لاتحاد اللعبة، بالإضافة إلى تدريب الفرق الرياضية، في مركز شباب المدينة، حتى عام 1959، ثم انتقل إلى نادي السويس الرياضي.
وبعد النكسة، لم يستسلم غزالي أيضًا، بلّ شجع الجميع على النضال والمقاومة، مُرددًا كلماته التى حفظها التاريخ: بينا يلا بينا نحرر أراضينا وعضم اخواتنا نلمه نلمه نسنه نسنه ونعمل منه مدافع وندافع ونجيب النصر هدية لمصر ونكتب عليه أسامينا.
من أشهر أشعاره "بينا يلا بينا نحرر أراضينا وغني يا سمسية لرصاص البندقية وأبوح ويا عم حمزة ونشيد الجبهة ويا إسماعيلية وراية النصر.
ألف غزالى ولحن جميع أغاني فرقة "ولاد الأرض" باستثناء "يا بيوت السويس" للشاعر عبدالرحمن الأبنودي.
تم اعتقال الكابتن غزالي في 7 مارس 1973 بسبب خلافه مع نظام ما بعد عبد الناصر، وتم تحديد إقامته في بنها ومكث فيها نحو عام، ولكن عاد بعدها إلى السويس وقد تم إنتاج فيلم تسجيلى سنة 2006 بعنوان ابن الأرض يتحدث عن قصة حياة الكابتن غزالى الذى توفى يوم الأحد 02-04-2017 بمدينة السويس.