وصل المئات من المهاجرين
إلى اليونان، والكثير منهم عبر البحر إلى جزيرة لسبوس والجزر اليونانية الأخرى، وهناك
آلاف آخرون في طريقهم، بعد أن أعلنت أنقرة في 28 فبراير أنها ستسمح للمهاجرين بالمرور
إلى أوروبا، على الرغم من الالتزام باحتجازهم في أراضيها بموجب اتفاقية مع الاتحاد
الأوروبي في عام 2016.
وقالت اليونان، إنها ستنقل
المهاجرين الذين وصلوا إلى أراضيها بشكل غير قانوني بعد الأول من مارس إلى مدينة سيرس
في شمال البلاد قبل أن تقوم بترحيلهم، حسبما ذكرت قناة "آي بي سي" الأمريكية
اليوم الخميس.
وأعلنت اليونان في الأول
من مارس، أنها لن تقبل أي طلبات لجوء جديدة لمدة شهر بعد تراكم المهاجرين على الحدود.
وقال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراتشي، إن اليونان تعتزم ترحيل المئات
من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى البلاد بعد أن فتحت تركيا حدودها المشتركة للسماح
لهم بالعبور إلى أوروبا. وقال أيضًا إن المهاجرين الذين دخلوا البلاد قبل 1 يناير
2019 وكانوا يعيشون على الجزر سيتم نقلهم إلى البر الرئيسي في الأيام المقبلة.
وتتهم اليونان والاتحاد الأوروبي تركيا بدفع المهاجرين عمدًا لعبور الحدود
كوسيلة للضغط على بروكسل لتقديم المزيد من الأموال أو دعم أهداف أنقرة الجيوسياسية
في الصراع السوري، كما تتهم أنقرة وأثينا بعضهما البعض باستخدام القوة المفرطة على
حدودها المشتركة، حيث اشتبك المهاجرون مع قوات الأمن في الأيام الأخيرة.
ويسعى المسئولون الأوروبيون، الذين يشعرون بالقلق من تكرار أزمة اللاجئين
في عام 2015، إلى احتواء تداعيات تحرك تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع لفتح حدودها الغربية
لأكثر من 4 ملايين لاجئ ومهاجر تستضيفهم. وقد هزت موجة غير مسبوقة مماثلة قبل خمس سنوات
القارة، خاصة في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أوروبا الوسطى، حسبما ذكرت صحيفة
"واشنطن تايمز" الأمريكية اليوم الخميس.
وخلال اليومين الماضيين، تحركت دول الاتحاد الأوروبي لدعم حدودها. وأرسلت
الكتلة أيضا كبار مسؤوليها إلى تركيا لمحاولة حل الاشتباك العسكري المتصاعد بين تركيا
وسوريا. وقد تعهدت التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا هذا الأسبوع بمساعدة اليونان في
التعامل مع موجة جديدة من اللاجئين.
وأوضح مصدر قيادي في صفوف المتمردين في سوريا إن تركيا قررت إيقاف الحافلات
المجانية التي خصصتها لنقل اللاجئين الراغبين بالوصول إلى الحدود اليونانية، وأنها
تراجعت عن خطوتها هذه خوفًا من تفاقم الأوضاع على الحدود مع اليونان.
وقال المصدر المقيم في إسطنبول لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن
"السلطات الأمنية اليونانية منعت عبور أي لاجئ حتى الآن إلى أراضيها، ما دفع تركيا
لإيقاف الحافلات المجانية التي خًصِّصت لنقل اللاجئين نحو الحدود، الخطوة التي اتخذتها
بعد أن قُتل 37 جنديًا تركيًا بغارة جوية في شمال غرب سوريا".
