ليس مثل أى بائع يريد أن يعرض الخضروات للبيع فقط، لكن يعمل دائمًا على عرض منتجاته بشكل لافت للنظر ومبهر لأعين زبائنه، فيؤمن دائما بأن العين تأكل قبل الفم، وأن مهنة البيع ليست مجرد شيء مربح للمال فقط فلكل شيء في الحياة مقابل.
ملامح وجه تعبر عن قساوة الحياة عليه، لكن برغم ذلك لم يتأثر بما حوله، عيد أبوسوسة بائع خضروات في حى الدقي، يبدع في رص بضاعته بطريقة فنية ولونية تجعل ربات المنازل يقبلن على شراء الخضروات، خاصة عندما تكون طازجة ومرصوصة بشكل متناغم ومختلف.
ويحكى أنه كان يعمل مع والده عندما كان عمره عشر سنوات، ويعمل في مهنة البيع منذ نحو ٣٦ عامًا، فكان دائما يذهب مع والده وأشقائه للبيع في الشوارع وزراعة الأراضي، مشيرًا إلى أن هذه المهنة هى مصدر رزقه في هذه الحياة وتعد أحلى رزق رزقه الله به فهو يحب عملُه كثيرًا ويطلب فقط الستر من الله.
ويقول إنه يقوم كل يوم في الصباح لكى يتسوق من التجار ثم يذهب إلى السوق، ويرسم لوحة فنية تخطف كل من ينظر إليها بأشكالها المبهجة وألوانها الزاهية، حتى تلفت نظر الزبائن فيأخذ الكثير من الوقت والتدريب، فهى تأخذ نحو ساعة حتى تصبح بالشكل الذي عليه الآن، ويعمل دائمًا على تطوير أشكال بيع الخضروات لأنها بالنسبة لُه لوحة فنية.
وينصح «أبوسوسة» البائعين، أن من يريد أن يصبح بائعا جيدا لا بد عليه أن يحترم قوانين المهنة، لأنها ليست كما يعتقد البعض مجرد مهنة عادية بل لها قوانين تخضع لها، وأن شكل عرض البضائع من الأشياء المهمة، وأيضًا لا بد من معاملة الزبائن بطريقة خاصة، مؤكدًا أن نظرة المجتمع للبائع أصبحت غير جيدة بسبب ما يحدث سواء من البائع أو الزبون، فنحن في الآخر بشر، لا بد أن يحترم كل منا الآخر.
