يقول الكاتب الكبير الراحل ثروت عكاشة: إن الفن كان من أولى الوسائل التي أفصح بها الإنسان عن نفسه فهو منذ أن وُجد عاش ليكافح من أجل وجوده وبسط سلطانه وتحقيق رفاهيته فابتدع من الآلات والأدوات ما يكفل له الغلبة في ذلك الصراع غير أنه مع هذا يشعر بالقصور عن الوفاء بكل ما تتطلبه شئون الحياة.
يضيف عكاشة التي تحل ذكرى وفاته اليوم الخميس 27 فبراير في كتابه الفن والحياة: إن شئون الحياة منها ما هو حسي وكان العقل يقوى لها بالخبرة والتجربة اللتين يفيديهما في الدراسة، ومنها ما هو معنوي وهذه لم يكن العقل يملك فيها غير الحدس والتخمين وهذا الإحساس بالقصور إزاء المعنويات التي بدت غامضة هو الذي حرّك العقل لاستجلائها.
يوضح عكاشة: أن فن عصر من العصور إنما هو تعبير عن مظهريه الاجتماعي والاقتصادي كما هو تعبير عن فلسفته وأدبه وعلمه إذا ظننا أن أثّر لهذه العوامل وليس هو هذه العوامل، فهذا كله يحمل صورة من الإنسان المعاصر كما نجد أن هناك بعض من الناس لا يهمه إلا أن يرى الفنان وقد حاكى ما يصور وقد كان قريبا من الحقيقة وهذا هو أسلوب كبار الفنانين من قبل فكانوا كل ما يهمه إلا أن يبرز التفاصيل الواقعية في أعمالهم.
بيّن عكاشة أن الفن ما هو إلا اللغة التي يصوغ بها الفنان بإشارة ما لا تقوى عليه أي عبارة فالفن خالد وما سواه إلى زوال.