الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

للصبر حدود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم للصبر حدود فبعد إعلان مصر فشل مفاوضات اجتماع وزراء الرى بمصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة فإننا الآن لا شك فى معركة حقيقية ولكن دبلوماسية مع إثيوبيا، وحسنًا فعل رئيسنا بتهنئة آبى أحمد بفوزه بجائزة نوبل للسلام، لكن ذلك لا يمنعنا من القول إننا دخلنا الآن فى مرحلة عض الأصابع فالإثيوبيون يتألمون وهم متأكدون من إصرارنا على عدم التفريط فى حقوقنا وعدم استعدادنا للتنازل ولو عن قطرة ماء واحدة من حصتنا فى مياه النيل فيما نحن كما يقول المثل قدمنا السبت والأحد وكل علامات حسن النوايا لأجل بناء علاقات طيبة مع إثيوبيا تقوم على عدم الإضرار بمصالح كل طرف والعمل لخير الشعبين المصرى والإثيوبى وكل الشعوب الأفريقية.
ولكن إثيوبيا على ما يبدو اعتقدت أن طيبتنا هو تهاون وضعف ناتج عن الأحداث التى مرت بها المنطقة ومن بينها مصر منذ ثورة يناير فحاولت استغلال أو انتهاز الفرصة لفرض سياسة الأمر الواقع علينا ببناء السد ثم التحكم فينا حسب هوى الدول التى تعمل من وراء الستار بمساعدتها فى بناء السد كيدا وكرها وحقدا على مصر لكى نكون أمام خيارات صعبة فى المستقبل ابتداء من الموت عطشا أو الاضطرار لشراء مياه النيل فنموت فقرا نتيجة الديون.
ويبدو أن إثيوبيا لا تعرف مصر جيدا فمصر التى قهرت المغول والصليبيين وإسرائيل لا يمكن أن تركع لإثيوبيا وهو ما ألمح إليه ضمنيا فى بداية الأمر الرئيس السيسى خلال لقائه مع الشباب بأننا علينا أن نفخر بأن لدينا أقوى قوة عسكرية بالمنطقة وكانت هذه رسالة من تحت الماء لأثيوبيا لعلها تفيق وتعود لرشدها، ولكن الأخيرة استمرت فى غيها وأحلام السراب التى تعيشها مما اضطر الرئيس عبر خطابه بالأمم المتحدة الدول الكبرى للتدخل لإعادة إثيوبيا إلى رشدها.
وظلت أديس أبابا ترفض الاستماع لصوت العقل فما كان من الرئيس مع ثقته بعدالة قضيتنا بالتلويح بصوت القوة عبر التأكيد بأن مصر لن تخضع فى قضية بناء سد النهضة للأمر الواقع وبهذا أظهرت مصر نفاد صبرها منبهة إثيوبيا بأن للصبر حدودا فإذا كانت إثيوبيا عازمة على المضى فى عنادها فلتتحمل العواقب الوخيمة لذلك. والسؤال الذى يدور فى الساحة الآن هل تتراجع إثيوبيا وتعمل ما فيه الخير لشعبها وللشعبين المصرى والسودانى شريكيها فى النيل ويظل النهر الخالد مصدر الخير للجميع أم سيكون هناك خيار آخر مطروح بقوة أمام شعب مصر، والإجابة حسب ظنى أن إثيوبيا ستعود لصوابها ويكفيها الصراعات الداخلية بها، وعموما بشائر الخير بعد التحرك الدبلوماسى الفعال بدأت تظهر فأمريكا تفهمت قلق مصر وإثيوبيا نفسها عبر رئيس وزرائها أبى أحمد وأعلن أن القضية لم تصل إلى طريق مسدود وأن إثيوبيا ستعمل لمصلحة جميع دول المصب وعدم الإضرار بأى منها، ولهذا ليس علينا إلا أن نقول لقد أعذر من أنذر وتحيا مصر.
ولأننا فى الشهر الذى رفع فيه جيشنا رؤوسنا لعنان السماء فلا بد من تحية حب وتقدير لجيش مصر العظيم خير أجناد الأرض بمناسبة احتفالات البلاد بنصر أكتوبر العظيم ١٩٧٣، لقد كانت ملحمة بطولية أذهل خلالها جيش مصر كل دول العالم وجميع الدوائر والأكاديميات العسكرية والاستراتيجية والسياسية الدولية والعالمية بعدما حطم فى ٦ ساعات أسطورة إسرائيل التى لا تقهر وإتاحة خط برليف المنيع الذى أشاعت كل من إسرائيل وأمريكا لكسر معنوياتنا استحالة تحطيمنا له إلا إذا كانت لدينا قنبلة ذرية، ولكننا بمدافع المياه حولناه إلى حفنة من التراب وأثبتنا أننا فرسان السماء والأرض بعدما نجحنا بحائل الصواريخ فى إسقاط العشرات من الطيران الإسرائيلى الذى رددت أنه لا يقهر وأشاعت لإرهابنا أنه ذراعها الطويلة التى تستطيع الوصول إلى كل مكان فى مصر والبلدان العربية. ولكن مصر بعزم رجالها قهرت إسرائيل ولقنت جيشها رسالة لن ينساها وهنا وبهذه المناسبة نحيى مع الذكرى الـ٤٦ لانتصارات أكتوبر المجيدة البطل المصرى اللواء صلاح فهمى صاحب ساعة الصفر ليوم العبور العظيم والذى رحل عن عالمنا قبل أيام، ولكنه سيبقى بعبقريته العسكرية وشجاعته نموذجا مشرفا ومشرقا للعسكرية المصرية التى قضت فى ٦ ساعات على الغطرسة الإسرائيلية.
وأعادت مصر للعرب كرامتهم فى معركة شهدت ملاحم بطولية بالآلاف من بينها بطلنا الراحل اللواء صلاح فهمى الذى كلفه اللواء محمد الجمسى رئيس العمليات حينذاك بتحديد موعد الحرب بالشهر واليوم والساعة فانطلق بطلنا إلى كل من هيئة الأرصاد الجوية والمخابرات الحربية ومركز الدراسات الاستراتيجية لجمع معلومات شاملة وافية عن ظروف الطقس والمد والجزر بقناة السويس والعطلات والأعياد الدينية الإسرائيلية والخطط الاستراتيجية الإسرائيلية وزمن حشد الاحتياط ووجد أن الساعة الثانية يوم ٦ أكتوبر ٧٣ هى الأنسب من حيث المد والجزر ووقوع الشمس خلف ظهر جنودنا، بخلاف أنه يوم عطلة بإسرائيل بجانب أن الليل يسدل أستاره بعد ٦ ساعات وهى فترة حشد الاحتياط الإسرائيلى، ولكن لظروف الظلام ستكون الدولة العبرية عاجزة عن التحرك بهذا الوقت علاوة على وضع اللواء صلاح فهمى خطة غلق باب المندب فى وجه الملاحة الإسرائيلية فرحمة الله على بطلنا وكل شهداء مصر وفى مقدمتهم الزعيم الراحل أنور السادات الذى عاش بطلا ومات شهيدا.
نقطة أخرى أحب أن أتطرق إليها وهى مجمع حمامات السباحة الأوليمبى بمركز شباب مدينة ١٥ مايو بحلوان وهو صرح رياضى كبير ولكنه للأسف مغلق منذ نحو ١٠ سنوات نتيجة خلل بالإنشاءات ولا أدرى هذه الحمامات التى تكلفت الملايين كيف أصبحت فى يوم وليلة أطلالا؟ ولماذا لا يتم إصلاحها ويستفيد بها منتخباتنا وشبابنا؟ أتمنى من معالى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وهو أحد أفضل الوزراء الذين تولوا حقيبة هذه الوزارة إعادة الحياة لمجمع حمامات السباحة بمركز شباب مدينة ١٥ مايو بحلوان.