رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس "مدينة الأبحاث العلمية" تتحدث لـ"البوابة نيوز": 5 دول أوروبية تشارك في مشروعات تحلية المياه بـ22 مليون يورو.. نستهدف توفير بيئة جاذبة للمخترعين وأصحاب النماذج الأولية

 الدكتورة مها الدملاوى،
الدكتورة مها الدملاوى، رئيس مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الدكتورة مها الدملاوى، رئيس مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب، إن الهدف من إنشاء الهيئة العامة لمدينة الأبحاث العلمية، يتمثل فى تنمية وتطوير التكنولوجيات الجديدة وتطبيق الأساليب العلمية الحديثة فى مجالات الإنتاج والخدمات، بما يعنى ربط خطط البحوث والتطوير بأهداف خطط التنمية الوطنية، وهو الأمر الذى يميزها تمامًا عن غيرها من مؤسسات البحث العلمى والتكنولوجيا الأخرى فى مصر.

وأوضحت «الدملاوي» فى حوارها مع «البوابة نيوز» أن الهيئة تعد من أحدث المراكز والهيئات البحثية التابعة لوزارة البحث العلمى، حيث تتميز المدينة بموقعها الجغرافى المميز بمدينة برج العرب الجديدة، وهى إحدى المدن الصناعية الجديدة. وأشارت إلى أنه نعمل حاليًا على استكمال الهيكل التنظيمى وتشييد المبنى الرئيسى لـ«معهد بحوث البيئة والمواد الطبيعية»، ونطمح أن يكون معهدًا رائدًا فى مجال تطور البيئة المستدامة والمواد الطبيعية، وذلك على المستويين المحلى والعالمى، ليسهم فى التحول العالمى للاقتصاد الأخضر. فإلى نص الحوار..
نشارك فى مراقبة انتشار «ورد النيل» بالأقمار الصناعية.. وتصوير «ثرى دايمشن» لـ«سقارة والأقصر»

■ متى تم إنشاء مدينة الأبحاث العلمية.. وكم تبلغ مساحتها.. وما المعاهد التى تضمها؟
- أنشئت مدينة الأبحاث بالقرار الجمهورى رقم (٨٥) لسنة ١٩٩٣ بإنشاء الهيئة العامة لمدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، وتم تغيير اسمها من هيئة إلى مدينة بقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة رقم ٨٥ لسنة ٢٠١١.
وتبلغ مساحتها ٢٢٥ فدانًا ببرج العرب الجديدة غرب الإسكندرية، وتتكون من ١٢ معهدًا بحثيًا ومركزًا تكنولوجيًا يتم إنشاؤها على مراحل طبقًا لخطة علمية وبحثية ممولة، وتمت إقامة ٧ منها، وهى معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، ومعهد المعلوماتية، ومعهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة، ومعهد بحوث زراعة الأراضى القاحلة، ومعهد بحوث البيئة والمواد الطبيعية، ومركز تنمية القدرات العلمية والتكنولوجية، ومركز تطوير الصناعات الدوائية والصيدلية والتخميرية.
■ ما أهم الأهداف التى تسعى مدينة الأبحاث العلمية لإنجازها؟
- نستهدف تشجيع البحث العلمى فى المجالات التى ترتبط بالخطط التنموية للدولة وإبداء الرأى وإيجاد حلول لمشكلات المجتمع الصناعى، وتعزيز التعاون العلمى بين المدينة ونظرائها من مراكز الأبحاث والجامعات المحلية والأجنبية لنقل التكنولوجيا وتوطينها وتطويرها، بما يخدم الاقتصاد الوطنى لخدمة وحماية البيئة والمجتمع تحقيقًا للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى إيجاد بيئة محفزة وجاذبة للمخترعين وأصحاب النماذج الأولية لرعايتهم وإنشاء شركات تعتمد على البحث والتطوير مع الباحثين فى وادى العلوم بالمنطقة الاستثمارية بالهيئة من أجل الوصول إلى منتجات نهائية، وتقديم دعـم التعليـم والتدريب الفنى بشكل عـم لرفع قدرات الشباب من الجنسين لتأهيلهم ليصبحوا مهنيين مؤهلين للالتحاق بسوق العمل.
■ ماذا عن أهم المشروعات الجارية على أرض المدينة؟
- أهم المشاريع لدينا، مشروع توليد الطاقة الكهربية من الشمس باستخدام نظام المركزات الشمسية العملاق، والممول من الاتحاد الأوروبى بـ٢٢ مليون يورو لإنتاج طاقة كهربية نظيفة (١ ميجاوات)، باستخدام مجمعات ومركزات شمسية على مساحة ١٢ فدانًا، حيث يتم تسخين سوائل (أملاح ذائبة) تتحمل درجات حرارة تصل إلى أكثر من ٥٥٠ درجة مئوية، ثم استخدام توربينات بخارية لتوليد الطاقة الكهربية وتحلية ٢٥٠ مترًا مكعبًا من المياه المالحة يوميًا، وتبريد أو تسخين ٨٠٠ متر مسطح من المبانى داخل المدينة، ويشارك فى المشروع خمس دول، هى مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.

■ ما المشروعات البحثية التى تشارك فيها المدينة ضمن الاستراتيجية القومية للبحث العلمى وفقًا لرؤية مصر ٢٠٣٠؟
- شاركت المدينة بعدد من المشروعات البحثية ذات البعد القومى، والتى تعتبر المخرجات البحثية الناتجة عن العمل بها من أهم ما يميز إنتاج المعاهد البحثية فى المدينة بتلك المشروعات، وهى مراقبة انتشار نبات ورد النيل باستخدام صور الأقمار الصناعية للحد من خطورة انتشاره.
كما نشارك فى التصوير ثلاثى الأبعاد للتوثيق لأهم معالم مصر السياحية مثل منطقة سقارة وتمثال أبوالهول ومدينة الأقصر، وإنتاج مبيدات عضوية ومخصبات حيوية لمعالجة الكثير من الأمراض الزراعية للنباتات والمزروعات الغذائية، إضافة إلى العديد من المشروعات الخاصة بمجال تكنولوجيا تصنيع الأغذية مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة الصديقة للبيئة ذات المكون المصرى والكفاءة العالية.
■ ما أهم الأنشطة التى تقوم بها مدينة الأبحاث العلمية؟
- نقوم بتنمية وتطوير المعامل المركزية بالمدينة، والتى من بينها المعمل المركزى للخدمات العلمية والتقييم البيئى الحاصل على شهادة نظام إدارة الجودة (ISO ١٧٠٢٥) للاستمرار فى تقديم الاستشارات والخدمات العلمية للمجتمع، وتنفيذ المشروعات البحثية الممولة محليًا ودوليًا فى موضوعات قومية قابلة للتطبيق وتساعد على التنمية الشاملة فى مصر.
بالإضافة إلى عقد اللقاءات مع المجتمع المدنى بهدف تطبيق نتائج الأبحاث فى خدمة المجتمع والبيئة، وكذلك عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وإلقاء محاضرات عامة بالاشتراك مع المراكز البحثية والجامعات للتعريف بالتكنولوجيات الحديثة لخدمة المجتمع الصناعى والعلمى ومناقشة البحوث ذات الصلة بقضايا المجتمع.
ونقوم أيضًا بإنشاء وادى العلوم والتكنولوجيا كمركز استثمار معرفى يعمل على مخرجات الأبحاث وتطويرها عبر تأسيس شركات معرفية تسهم فى خلق اقتصاد معرفى، وجذب المبتكرين ورواد الأعمال لإنشاء حاضنات أعمال تكنولوجية فى مجالات الأبحاث التى تجرى بالمدينة، ربط مجالات التعليم والتدريب المهنى بحاجة السوق المحلية.
■ ما التطبيقات التى تعمل بها المدينة فى مجال الليزر ثلاثى الأبعاد باعتباره اتجاهًا علميًا حديثًا ومتميزًا عالميًا؟
- تمتلك مدينة الأبحاث العلمية تقنيات الليزر ثلاثى الأبعاد، حيث جرى التعاون الوثيق فى هذا المجال مع وزارة الثقافة المصرية هيئة اليونسكو فى الاستفادة من هذه التقنيات فى التوثيق وفى مجالات الترميم والحفاظ على الآثار.
بالإضافة إلى وجود شراكات ناجحة مع عدد من الجهات التى ترغب فى الاستفادة من تقنية الليزر ثلاثى الأبعاد، منها هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، وعدد من الجهات الدولية المرموقة فى الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا وتركيا، فضلًا عن استخدام هذه التقنية فى إجراء مسوح أثرية لعدد من المواقع الأثرية المهمة فى مصر، منها دير سانت كاترين وحصن بابليون، بالإضافة إلى سد الروافع.
وتفيد هذه المسوح فى مجال حماية الآثار عن طريق المعرفة الدقيقة لتأثير عوامل النحت والتعرية ومحاولة تجنب الوقع السلبى لتلك العوامل الطبيعية على الأثر ذاته بواسطة توفير قاعدة معلوماتية أثرية باستخدامات الليزر ثلاثى الأبعاد.
كما تقرر استغلال تكنولوجيا الليزر ثلاثى الأبعاد فى الحفاظ على الطابع البيئى والمعالم الأثرية والسياحية بمحافظة مطروح وكيفية تطويرها مستقبلًا فى كل من مدن الساحل الشمالى ومدينة مرسى مطروح وواحة سيوة.

■ ماذا قدم معهد المعلوماتية لخدمة النواحى الاقتصادية والسياحية والأثرية فى مصر؟
- يقود المعهد من خلال أقسامه الخمسة نحو ٧ مشروعات بحثية تفيد عددًا من القطاعات الحيوية فى مصر، مثل الآثار والصحة والتكنولوجيا والتعليم والرى والزراعة، من خلال خدمة التوثيق ثلاثى الأبعاد للأثار، حيث تم توثيق منطقة الهرم وأبوالهول بالكامل، وتطوير تطبيق واقع افتراضى للتجوال الحر داخل هذه المناطق، وإعداد نموذج رقمى للأهرامات وأبوالهول، بالإضافة إلى مشروع تطوير مدينة الأقصر التخيلية، والذى تم تنفيذه بالتعاون مع محافظة الأقصر.
كما أعد خريطة توضح انتشار وكثافة ورد النيل فى نهر النيل وبحيراته العذبة، وأنتج لعبة تعليمية فى مادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية، تم تقديمها لمدارس المرحلة الابتدائية بمدينة برج العرب.
إضافة إلى توثيق التراث البدوى اللا مادى مثل الشعر والعادات والتقاليد والاحتفالات.
وتصميم وتنفيذ منظومة (صوبة) زراعية تعمل بالطاقة الشمسية وتحلية المياه، كما صممنا ألعاب علاجية لعلاج التوحد.
■ ما الجديد الذى يميز معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة ولم يتوافر فى مركز بحثى آخر.. وما الجهات التى يخدمها؟
- تنفرد المعامل المركزية للمعهد بـ٨ أجهزة بحثية فريدة لا تتوافر فى مركز بحثى آخر، وتقدم خدماتها للجامعات والمعاهد والمراكز البحثية التى تبحث فى العلوم الطبيعية والعلوم الحيوية وعلوم المواد والعلوم الطبية وعلوم الجيولوجيا وعلوم البحار، وكذلك مجال الدراسات البيئية والبيولوجية وعلم دراسة الفيروسات وأبحاث السرطان وأشباه الموصلات.
كما تحتاج بعض الشركات الصناعية لعمل العديد من التحاليل للتأكد من جودة العملية الإنتاجية وتقييم كفاءة منتجاتها والتأكد من مطابقة مواصفات مدخلات ومخرجات المصنع مع المواصفات والضوابط الموضوعة من قبل الحكومة.

■ كيف راعى معهد بحوث زراعة الأراضى القاحلة فى خطته البحثية احتياجات الدولة المصرية وأولوياتها فى مجال الزراعة؟
- يسعى معهد بحوث زراعة الأراضى القاحلة إلى أن يكون معهدًا رائدًا فى مجال الزراعة فى المناطق القاحلة والصحراوية والنادرة المياه، وذلك من خلال خطة وضعها الأساتذة بأقسامه الستة المتخصصة، والتى ترتكز على أهم احتياجات البلاد خلال الفترة المقبلة.
ويعمل المعهد فى أبحاث لتطوير عمليات تدوير المخلفات الزراعية واستخدامها فى معالجة المياه وفى تحسين الأراضى الصحراوية، وبذلك نستطيع حل أكثر من مشكلة بيئية، واستخدام مخلفات مصانع الأغذية والعصائر والمواد صديقة البيئة بالمنطقة المحيطة فى تحسين صفات الأراضى وزيادة الإنتاجية وترشيد استخدام الأسمدة الكيماوية، وتطوير وابتكار آليات حديثة فى كشف وتشخيص الأمراض النباتية بطرق بيو تكنولوجية حديثة وتأصيل وتعميم المواد المقاومة بيولوجيًا للأمراض النباتية والحشرية لتلافى أخطار المبيدات الكيماوية.
كما يمتلك المعهد مزرعة تجريبية تبلغ مساحتها ٢٨ فدانًا بمدينة برج العرب.
■ لماذا يعد مركز تطوير الصناعات الدوائية والصيدلية والتخميرية بالمدينة من المراكز الفريدة فى إنشائها على مستوى الدولة؟
- يستهدف هذا المركز تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواء والمستحضرات العلاجية باستخدام التقنيات الحديثة اللازمة، لتطوير هذه الصناعة لتصبح مطابقة للمعايير العالمية، ليكون العائد منه النهوض بصناعة الدواء فى مصر لتوفير المواد الخام، وكذلك الأدوية المنتجة بالتقنيات الحديثة فى السوق المصرية من إنتاج مصانع مصرية فهدفه قومى بحت.
■ ما أحدث المعاهد الجارى إنشاؤها بالمدينة حاليًا.. وهل بدأت نشاطها البحثى بالفعل؟
- نعمل حاليًا على استكمال الهيكل التنظيمى وتشييد المبنى الرئيسى لـ«معهد بحوث البيئة والمواد الطبيعية»، ونطمح أن يكون معهدًا رائدًا فى مجال تطور البيئة المستدامة والمواد الطبيعية، وذلك على المستويين المحلى والعالمى، ليسهم فى التحول العالمى إلى الاقتصاد الأخضر.