رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس والذين حوله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحفاظ على الرئيس السيسى وتقدير جهوده ليس حكرًا على أحد، واستمراره فى الحكم ضرورة يقرها المعارض له قبل المؤيد، خاصة فى ظل هذه المتغيرات المتلاحقة التى تكاد تعصف بالمنطقة ومصر فى القلب منها، أما إنجازاته فلا ينكرها إلا جاحد، كما أن أربع سنوات فى الحكم له أو لغيره غير كافية، لذلك كان تمديد فترة الرئاسة ضمن التعديلات الدستورية أمر مرحب به من جانبنا.
وبالمرصاد.. نقف حجرة عثرة أمام دعاة التخريب أو من يسعون لإحداث فوضى تهدد ما وصلنا إليه من أمن واستقرار، ولعل ما يحدث حولنا يجعلنا أكثر تمسكا بالرئيس، ففى كل يوم تفتح الفوضى فى دول محيطة جبهات جديدة للإرهاب تحتاج مقاومة لا يقدر عليها إلا رئيس فى حجم السيسى.
هذه المقدمة تحمل قناعاتنا الشخصية لقطع الطريق أمام المزايدين ومحترفى القفز من المراكب وهم كثر، كما أنها مقدمة لسطور تحمل نفس التقدير لرئيس يجتهد فى العبور بالوطن إلى مستقبل أفضل، لكنها (السطور) تحمل لومًا لمن يصيغ خريطة الإعلام.
فبقصد أو بدون قصد.. يسلم واضع الخريطة المواطن المصرى لقنوات لا تضمر للوطن إلا شرًا بدأبها على بث الفتنة والتحريض.
تجاهل إعلامنا متعمدًا ما يجرى من أحداث فى الجزائر والسودان، باستثناء أخبار متناثرة لا تشبع نهم المتلقي، الذى يضطر إلى الذهاب بعيدًا لمعرفة حقيقة ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعى، وعادة ما يجد ضالته فى قنوات قطر وتركيا ولندن، ومع متابعته لها يتجرع سموم إعلامها من تحريض وتزييف للحقائق وبث الفتنة وتشويه الإنجازات.
واضع الخريطة الإعلامية تناسى أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بديلًا لكل إعلام مرتعش عاجز عن استثمار ما يحدث حولنا للتدليل على أننا تجاوزنا ما ينتظره غيرنا من فوضى. حالة الخوف التى تنعكس على الأداء الإعلامى لا مبرر لها، ولا تدلل إلا على اهتزاز الثقة فى تقدير الشعب للرئيس، وهذه الحالة لا وجود لها، فقد استوعب المواطن الدرس من فوضى السنوات السابقة، ولا شاغل له سوى الاستقرار ومكان آمن وتحسن فى أحواله المعيشية وهو ما يسعى إليه الرئيس.
علينا ألا ننساق خلف أوهام لا وجود لها، وألا نسيء إلى الرئيس بإعلام يغيّب نفسه عن أحداث كبيرة فى دول الجوار، فلا خوف من شعب اختار رئيسه، ولا خوف على رئيس يخاف على شعبه، ويشهد له الجميع بالوطنية.
أما إذا كانت الأدوات الإعلامية المستخدمة غير موثوق فيها.. فجميعها من اختيار من يرسم خريطة الإعلام، وعليه بتغييرها إذا كان محبًا للرئيس وحريصًا على صورته ومصداقية إعلامه، فالتخلى عن الهوى فى اختيار الأدوات ضرورة يفرضها الواقع.
على من يرسم خريطة الإعلام ألا يتغافل القنوات الوافدة من الخارج، وأنه لا يغرد منفردًا بإعلامه المرتعش الذى لم يعد يقنع جموع الشعب، وعليه أيضًا أن يتوقف أمام حادث نيوزيلندا الإرهابى، الذى استثمرته رئيسة الوزراء والذين معها فكان رغم مأساويته خير دعاية للدولة وشعبها، ولفت أنظار العالم لمنطقة كان يجهلها الكثيرون.
استثمار الأحداث المحيطة بنا حرفة، وغض الطرف عنها عجز واهتزاز ثقة، فاغتنموا الفرصة واختاروا المعالجة الصحيحة حتى لا تضطروا المواطن إلى تجرع السم من قنوات الخارج.