رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

آفة حارتنا "التنمر".. حينما ندفع البراءة إلى طريق الانتحار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طفل بالإسكندرية يجلس أمام قطار: «أصحابى فى الفصل بيتريقوا على أسنانى».. وتلاميذ يقدمون على الانتحار بسبب سخرية المعلمين منهم.
مدرس يسخر من تلميذته بسبب لون بشرتها: «أعربوا جملة بسملة تلميذة سوداء».. وطالبة بالإسكندرية تلقى بنفسها من شرفة المنزل بعد حفلة تنمر من معلميها.
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ». يبدو أن المجتمع لم يدرك جيدًا معنى الآية الكريمة، وعلى عكس شعار «التربية قبل التعليم» الذى يرفعه المسئولون عن التعليم فى مصر، شهدت المدارس خلال الفترة الماضية، جرائم أخلاقية ارتكبها المعلمون قبل التلاميذ، بعد أن انتشرت ظاهرة «التنمر» فى «مؤسسات العلم» سواء من مدرسين تجاه تلاميذهم أو من طلاب لزملائهم.
الظاهرة أزعجت الجميع حتى تحدث عنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، موضحا أن الوزارة بدأت فى مكافحة «التنمر» بالمدارس، كما أعلن عدد من منظمات المجتمع المدنى تنظيم ورش عمل بعدة محافظات للتوعية بالظاهرة وطرق محاربتها.



طفل الإسكندرية
محافظة الإسكندرية شهدت آخر هذه الوقائع، الإثنين الماضي، عندما جلس طفل لا يتعدى عمره الـ١٢ عاما، على قضبان خط السكة الحديد فى محطة قطار داخلية بالمحافظة، وتحديدًا فى خط أبوقير.
«أصحابى فى الفصل بيتريقوا على شكل أسناني»، كان هذا السبب الذى دفع الطفل للإقدام على الانتحار بالجلوس أمام القطار. 
المدون تامر أمين عبده، الذى أنقذ الطفل، قال إن التلميذ جلس على القضبان وحيدًا لمدة ١٥ دقيقة دون أن يلتفت إليه أحد، حتى أنه ظن أنه يلهو كالأطفال، ولكن عندما دوى إنذار السكة الحديد بقدوم القطار فى اتجاه الطفل صرخ فيه، لكن الولد لم يستجب له وأصر على البقاء فى مكانه. 
وأضاف «أمين»: «الطفل قرر أنه ينتحر ملهاش تفسير تانى، والناس ماشية بمنتهى اللامبالاة، ندهت وشخطت فيه إنه يطلع وهو مش بيتحرك عن الوضعية دى، يمكن صوتى العالى وانفعالى وطريقتى الهيستيرية اللى كنت بنده عليه بيها لفتت نظر شوية ناس بس برضه محدش اتحرك، ثوان والقطر ظهر من بعيد فنزلت ومعايا واحد تانى معرفوش من الرصيف على القضبان وبالعافية وبعد معافرة وصريخ وعياط من الواد شيلناه رميناه على الرصيف وطلعنا وراه بسرعة».


واقعة بسملة
قصة «بسملة علي»، الطالبة بالصف الثانى الإعدادى فى مدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بالسنانية فى دمياط، كانت الأكثر تأثيرًا فى المجتمع المصري، بعدما تعرضت للإساءة من مدرس اللغة العربية.
تفاصيل الواقعة بدأت بعدما طرح موجه اللغة العربية بعض الأسئلة فأجابت الطالبة عنها، وبعد خروج الموجه سألها مدرس اللغة العربية عن اسمها، وبعدها طلب من تلاميذ الفصل أن يعربوا جملة «بسملة تلميذة سوداء» فبكت الطفلة ولم تحضر إلى المدرسة.
وبعد إخطار الإخصائى الاجتماعى بالمدرسة، وكذلك إخطار السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، تم فتح تحقيق بالواقعة، ثم تطورت الأوضاع حتى قررت النيابة العامة حبس المدرس صاحب الواقعة ٤ أيام على ذمة التحقيقات. 
ووجه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الدعوة لـ«بسملة» لزيارته فى ديوان عام الوزارة، تأكيدًا على رفض الوزارة لما تعرضت له من قبل المدرس.
وقال الوزير للطالبة: «أنا هستناك فى الوزارة علشان أتكلم معاك عن تطوير التعليم ومش هنتكلم فى أى حاجة تانية.. ومش عايزك تزعلى من أى حد وعايزك تكونى مبسوطة».
ووجهت الطالبة الشكر للوزير: «أتشرف بلقائك جدا، ومش زعلانة نهائيًا وشكرًا لحب الناس واحترامهم ووقوفهم بجانبى ورفعوا من روحى المعنوية، وأتمنى أكون طبيبة تحاليل».
ورغم حالة الاكتئاب التى عانت منها «بسملة» بعد هذا الموقف، إلا أنها تنازلت عن الدعوى الجنائية ضد المدرس، وتمسكت بمعاقبته إداريًّا فقط على ما فعل.
انتحار إيمان
وفى الوقت الذى عانت فيه «بسملة» من الاكتئاب، أقدمت «إيمان»، الطالبة بمعهد جمال عبدالناصر الفنى الصحى بالإسكندرية، على الانتحار، بعد حفلة تنمر من معلميها، حيث ألقت بنفسها من شرفة منزل أسرتها.
وكشفت أمنية عبدالعزيز، والدة إيمان طالبة المعهد الصحي، تفاصيل انتحار نجلتها، قائلةً: «روحت للمديرة وقولتلها قبل كده المدرسين بيعاملوا بنتى وحش»، متابعة: «بعض مدرسى المعهد الفنى كانوا يقومون بمعاملة إيمان معاملة قاسية طوال تواجدها داخل المعهد، كانوا بيقولولها انتى سودة ودخلتى تمريض إزاى أنت عار على الصحة».
وأوضحت والدة الطالبة أن ابنتها كانت تعبر عن استيائها الشديد لعدم الحفاظ على حقوقها وكرامتها من بعض المدرسين، قائلة: «المدرسين كانوا بيهزأوا بنتى كل يوم».
فريدة وآية
«شيكابالا» و«شيكولاتة»، وصفان ظلا ملتصقين بـ«فريدة» منذ المرحلة الابتدائية، وحتى وصولها إلى الصف الأول الثانوي، وورثتهما عنها شقيقتها الصغرى «آية»، الاثنتان من ذوات البشرة السمراء، لانحدارهما من إحدى قرى مركز دراو بمحافظة أسوان، وعانيا من مرض نفسي، جراء مناداة كل منهما بلفظ «يا سودا».
تحكى والدتهما «ميرفت حسين»، التجربة المريرة فى التنمر، التى مرت بها مع ابنتيها «فريدة» و«آية»: «فريدة كانت كل يوم تيجى من المدرسة معيطة، المدرسين ينادونها بشيكابالا يقولوا لها يا سودا، حالتها النفسية كانت زى الزفت، وطلع لها حبوب فى وشها بسبب إحساسها بأنها وحشة وأصحابها بيتريقوا عليها». 
وعرضت الأم ابنتها على طبيب أمراض جلدية، فأكد أن سبب المرض الجلدى «نفسي»، فلم تتأخر عن عرضها على طبيب نفسي.
لم يتوقف الدعم الأسرى لـ«فريدة» عند والدتها، فخالتها التى تعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية تدخّلت أيضًا: «خالتها بعتت لها صور فنانين ومشاهير بشرتهم سمرا، وقالت لها إنهم حققوا شهرة كبيرة، وسمار بشرتهم ماكنش عائق أمام نجاحهم».
تحسنت حالة «فريدة» قليلًا، وعادت إليها ثقتها فى نفسها، وسرعان ما انتقلت الحالة إلى الأخت الصغرى «آية»: «من أول العام الدراسى ما بدأ وآية كل يوم تيجى تشتكى، وأنا أروح المدرسة أشتكى، مفيش فايدة». 
وهنا كتبت «ميرفت» استغاثة على صفحة منظمة «اليونيسف» على موقع «فيسبوك» فى أكتوبر الماضي، تطلب فيها المشورة، وسط آلاف التعليقات من آباء وأمهات يشتكون من تعرض أبنائهم للتنمر فى المدرسة.
وقالت الأم: «الحملة القومية لحماية الأطفال من التنمر علشان يبقى لها نتيجة إيجابية لازم القائمين على الحملة من قبل وزارة التربية والتعليم ينزلوا المدارس، يوعوا الأطفال، لكن الفيديوهات التوعوية لوحدها مش كفاية».
وأكدت أن ابنتيها موهوبتان فى الرسم الذى تخرجان فيه كل طاقاتهما السلبية المشحونة.
يوسف «واسم البنت»
مدرسة عزبة خير الله بدار السلام التابعة لإدارة البساتين التعليمية، شهدت أيضًا واقعة تنمر ارتكبها مدرس ضد تلميذ فى الصف الرابع الابتدائي، فعندما فشل الطفل «يوسف» فى القراءة قال له المعلم «اختر لنفسك اسم بنت».
فيض الله حسن، والد «يوسف»، فال إن الطفل يتعرض للتنمر بصفة مستمرة من أحد المعلمين بالمدرسة ويدعى «محمود»، والذى داوم على اضطهاده بشكل سيئ أثناء الحصص المدرسية.
وأضاف «حسن»: «أثناء الحصة المدرس بيقول الطفل اللى مش داخل مجموعة أو درس يحط وشه فى التختة».
لم يعلم الأب بتعرض ابنه للتنمر على يد معلمه إلا عندما فوجئ بزملاء «يوسف» يسألون عن سبب تغيبه عن المدرسة: «كنت لا أعلم أنه لا يذهب، حتى تتبعت خطواته فى أحد الأيام لأعرف سبب ذلك، فرأيته يقف أمام المدرسة حتى نهاية اليوم الدراسي، وقتها قمت بعقابه وأوصلته فى اليوم التالى للمدرسة، حتى جاء إليّ فى حالة انهيار شديد، ولم أصدق وقتها حجم المعاناة التى يعيشها ويتعرض لها من قبل المدرس».
من جانبه، قال «يوسف» إنه لا يرغب فى الذهاب للمدرسة؛ بسبب اضطهاد المعلم وكرهه له: «المستر مستقصدنى ومش بيحبنى وأنا مش عارف ليه، وبيخلى العيال زمايلى يقولولى يا بنت.. ولما بيدخل الفصل بيقولى حط دماغك على التختة.. أنا مش عايز أروح المدرسة تاني».
الدولة بكامل أجهزتها شنت حملة لمكافحة التنمر، خاصة فى المدارس، لكن بعض المدرسين تورطوا فى مساوئ التنمر، الأمر الذى يهدر جهود الحكومة فى القضاء على هذه الظاهرة السلبية.
وكشفت إحصائيات حديثة لليونسكو أن ربع مليار طفل يتعرضون للتنمر فى المدارس من إجمالى مليار طفل يدرسون حول العالم.
وأجريت الدراسة على ١٩ دولة، وأسفرت نتائجها عن أن ٣٤٪ من الطلاب يتعرضون للمعاملة القاسية، وأن ٨٪ منهم يتعرضون للبلطجة يوميًا.
من جانبها، أعلنت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة، أن المجلس تلقى قرابة ٥٠ ألف شكوى من الأطفال والأهالى ضمن حملة «أنا ضد التنمر».
وأوضحت «العشماوي»، فى تصريحات صحفية، أن خدمات المشورة المتعلقة بتعرض الأطفال للتنمر كانت بمعدل ألفى اتصال يوميًا.
وأضافت الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة أن الحملة حققت تفاعلًا كبيرًا غير مسبوق على جميع الأصعدة، وأن خط نجدة الطفل «١٦٠٠٠» استقبل قرابة ٣٠ ألف اتصال، كما تم التواصل بمعدل ٢٠ ألف تواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعى على «فيس بوك» التابعة لـلمجلس.
ولفتت إلى أن الأطفال تحدثوا للمرة الأولى بكثافة عن مدى معاناتهم النفسية من آثار التنمر سواء كانوا متنمرا بهم، أو شاهدوا زملاء لهم يُتنمر بهم بشكل أو آخر.
وأوضحت أن الحملة نُظمت فى سياق برنامج «التوسع فى الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر فى مصر» الذى ينفذه المجلس القومى للطفولة والأمومة بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع «يونيسف مصر»، وهو برنامج محورى ترتكز مساراته على أطر مؤسسية وتنفيذية لدعم آليات حماية الأطفال من كل أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة.


رأى الخبراء التربويين
الخبير التربوى محمد عبدالعزيز، قال إن مصطلح «التنمر» نفسه اختياره كان خاطئًا، وأن الحملات التى تطلقها وزارة التربية والتعليم تحت هذا الاسم سميت بغير المسمى الحقيقى لها، خاصة أن المصطلح غير مدرج بين العامة، موضحا أنه من المفترض أن يكون المصطلح «العنف».
وأشار الخبير التربوى إلى أن وزارة التربية والتعليم تعالج أى مشكلة من مشاكلها دائما دون معرفة الأسباب، وبالتالى فهى تعالج العرض وليس المرض.
وتساءل «عبدالعزيز» عن الإجراءات التى اتخذتها الوزارة لمنع العنف فى المدارس، مؤكدا أن الوزارة إذا بحثت عن أسباب وجود العنف فى المدارس لن تحتاج إلى حملات.
الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، قال إن التنمر هو تعبير عن ظاهرة اجتماعية تعنى أن عناصر الصراع والغضب فى المجتمع أكبر من عناصر التسامح والمحبة، مشيرًا إلى أن هذه الأسباب لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية والفقر.
وانتقد الخبير التربوى دور الإعلام، موضحا أنه لا يشيع مشاعر التسامح واحترام الخصوصيات فى المجتمع، لكنه على العكس يساهم فى نشر البغيضة والفتن بين المواطنين، وبالتالى انتقل المجتمع بأمراضه إلى المدارس.
وأوضح الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية أن المدرسة فقدت قيمتها وهيبتها فى نفوس التلاميذ، فلم لم تعد مكانًا معلمًا ولا جذابًا، مضيفًا: «المدارس بقت سويقة».
وأشار إلى أن الطلاب لا يتعاونون فى أى أنشطة بالمدارس، كما أنهم لا يتعلمون بالمدرسة لأنهم أصبحوا يركزون على الدروس الخصوصية.
وقال «مغيث» إن مهمة الإخصائى النفسى مساعدة المدرسة فى تحقيق أهدافها، سواء الأهداف الجزئية الدقيقة التى تتضمن انتظام الطلاب وتلقيهم العلم وعلاقتهم المباشرة ببعضهم، أو الأهداف العامة مثل تحقيق المواطنة وتفجير هوايات وإبداعات الطلاب.
وأوضح «مغيث» أنه من المفترض وجود الإخصائى النفسى فى كافة المدارس، ومتابعة الحالات النفسية للطلاب، وتلقى شكاواهم بصدر رحب، وإعداد تقارير للوضع النفسى لمن يُعانى من أزمات نفسية تعوقه عن التحصيل الدراسي، وأن يتدخل فى التوقيت المناسب، مشيرا إلى أن كل ذلك يجعل الإخصائى يعرف أسباب حالات التنمر بين الطلاب، حال رصد مثل هذه الظواهر بالمدارس.
الخبير التربوى رأى أن الوضع الغالب فى معظم المدارس هو الاعتماد فقط على الإخصائى الاجتماعى لعدم وجود إخصائيين نفسيين بالعدد الكافى، لافتا إلى أن غياب الاهتمام بالأخصائى النفسى هو نتاج طبيعى لما تمر به المدارس فى الفترة الحالية من عشوائية وفوضى.
واقترح الخبير التربوى عددا من الحلول لمواجهة الظاهرة، أهمها التفكير فى عودة قيمة وهيبة المدرسة، مطالبا الدولة بالإنفاق الجيد على المدارس ورفع رواتب المعلمين حتى يحترموا المهنة، ويبتعدوا عن الدروس الخصوصية.
كما طالب «مغيث» بعودة الأنشطة بين الطلاب حتى يتعاونوا وتنتشر بينهم روح المودة، بالإضافة إلى ضرورة عقد جلسات مشتركة بين الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين بشكل دوري، مشيرا إلى ضرورة أن تضع الوزارة لائحة تعاقب على التوبيخ والتنمر.



7 نصائح لحماية الأبناء 
١ - التأكيد على الطفل إبلاغ والديه أو مدرسيه إذا ضايقه زميل له
٢- الاهتمام بضرورة أن يثق الطفل فى نفسه كى لا يصبح صيدًا سهلًا
٣- تشجيعه على البحث عن أصدقاء ممتازين
٤- التنبيه عليه بعدم تقليد الشخص المتنمر
٥- توجيه النصح له بعدم إظهار مشاعره أمام أى شخص يضايقه
٦- تعليمه ضرورة الوقوف بجانب زملائه الذين يتعرضون للتنمر
٧- حثه على الابتعاد عن أى مكان يتواجد فيه الشخص المتنمر



3 أنواع للتنمر فى أماكن العمل
اللفظى
يعتمد على المضايقة باستخدام كلمات وألقاب مسيئة ومهينة وتتضمن سخرية.
الاجتماعى
تشويه علاقات الطفل الاجتماعية ونشر الشائعات عنه وإبعاده من المشاركات الاجتماعية.
الجسدى
الاعتداء على الطفل بالضرب وتمزيق وإتلاف أدواته الشخصية.



السينما أيضًا تحذر من المشكلة
اهتمت الأفلام العالمية بمعالجة مشكلة التنمر ضد الأطفال، وعرضت أفلامًا متميزة تكشف جوانب المشكلة وسبل حلها، من وجهة نظر الطفل المتعرض للتنمر والمحيطين به. 
من أبرز هذه الأفلام، فيلم «A Girl Like Her»، ويتناول قصة الطفلة جيسيكا التى أقدمت على الانتحار، واتهم الجميع زميلتها أفيرى بأنها مارست عليها التنمر، فوقفت أمام والديها ومدير مدرستها لتدافع عن الاتهامات الموجهة، وقالت إنها كانت تمزح معها، و«الكل فى المدرسة يفعل ذلك، يمزح ويلقى بعبارات لا تستهدف إيذاءها ولكن جيسيكا لم تقبل هذا المزاح وهذا ليس ذنبى». وانتبهت صناعة السينما إلى الفضاء الإلكترونى، وظهر فيلم «Cyberbully»، ويتناول وسائل التواصل الاجتماعى واختباء المتنمرين وراء حسابات بأسماء وهمية، ليمارسوا عاداتهم المشينة، مثل إرسال رسائل مجهولة لآخرين تحتوى على سباب أو سخرية.
فى فيلم «WONDER»، بطولة جوليا روبرتس، نشاهد الطفل «أوجي» الذى يحب العلوم بشدة ويحلم بأن يصعد إلى النجوم، فيرتدى دائمًا خوذة رائد الفضاء، إلا أن خوذته تخفى وجهه المشوه، وذلك من مرض وراثى يدعى «متلازمة تريتشر كولينز» يسبب نمو العظام فى الوجه، مما يجعله يستكين فى منزله ولا يذهب لمدرسته.
وتتخذ والدته قرارًا: «لا بد أن يواجه أوجى بشكله»، وتصر على أن يذهب ابنها إلى مدرسته بعد أن يخلع خوذته، وتبدأ رحلته المليئة بالمواقف الإنسانية مع أصدقائه وأساتذته.
وانتجت السينما العالمية أفلامًا تدور فى قالب كوميدى ناقشت المشكلة أيضًا، إلى جانب العديد من المسلسلات التليفزيونية.