الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نجيب محفوظ.. النهر المتجدد

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نجيب محفوظ»، الذى تحتفل به اليوم قاعة «ذاكرة المعرض» ضمن محور «علامات مضيئة» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ولد فى ١١ ديسمبر ١٩١١ بميدان بيت القاضى بحى الجمالية بالقاهرة، وأمضى فى هذا الحى طفولته، واستلهم منه أركان رواياته التى كتبها فصعد معها إلى آفاق الأدب الإنساني، حيث تدور أحداث جميع رواياته فى مصر، وتظهر فيها الحارة التى تعادل العالم، ويعد أكثر أديب عربى حولت أعماله إلى السينما والتليفزيون.
كتب العديد من الأعمال التى لاقت نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا على مستوى العالم مثل: «ملحمة الحرافيش، الثلاثية، أولاد حارتنا، بداية ونهاية، زقاق المدق، عصر الحب، الشحاذ، اللص والكلاب، الطريق، الجريمة، عبث الأقدار، رادوبيس»، وغيرها الكثير.
يعتقد الكثير أن «محفوظ» الذى فاز بجائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨، انحصرت أعماله فقط تحت بند الروايات، ولكنه متعدد المواهب حيث أنه كتب الشعر والقصص القصيرة والمسرح، وله أيضًا مقالات صحفية فى الجرائد المصرية، وسيناريوهات الأفلام، واتجه للترجمة، فقد برع فى جميع الكتابات الأدبية.
ولقد أثارت أعماله الأدبية ولا سيما رواية أولاد حارتنا حفيظة التيارات الدينية المتطرفة والتى حرضت بشكل مباشر وصريح على قتله بتهمة تجسيد الذات الإلهية فى أعماله الأدبية، وجراء ذلك التحريض المستمر واجه محفوظ فى أكتوبر ١٩٩٥ محاولة اغتيال، حيث طُعن فى عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته «أولاد حارتنا»، أُعدم الشابان المشتركان فى محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهما لم يُعدما.
تعرضت كتابات محفوظ للقراءات النقدية المتعددة، وكان من بينها المتناقض، ويبدو أن الكثير من النقاد أرادوا أن يروا محفوظ من خلال منظورهم الذاتي، لكن محفوظ أكبر من ذلك، أكبر من أن يتم ضغطه داخل قالب، لذلك تجده يشير إلى فساد الرأسمالية الحرة ولا يعنى هذا مدحه للاشتراكية أو الشيوعية.
كانت كتابات محفوظ تعبيرا واضحا وشاملا لكل أبعاد الحياة، فنجد مثلا الطالب الثورى والاشتراكى وجيل الستينيات الذى عاش حلم الخلاص من براثن الاستعمار، وعندما تحطمت آمال المصريين فى أعقاب نكسة ٦٧ لاقى ذلك الجيل المهزوم صدى إحباطه وسط كتاباته أيضا، كما رفض فى أعماله صعود التيارات الإسلامية المتطرفة على الساحة بدعم سياسى واسع إبان حكم السادات.