الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

على أصوات الترانيم الحجاج يغطسون في مياه مغطس المسيح بالأردن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى موكب مهيب على صوت التراتيل والألحان، كان الاحتفال بمغطس السيد المسيح فى نهر الأردن بيد القديس يوحنا المعمدان، والذى تحييه الكنيسة الكاثوليكية منذ عام ٢٠٠٠، بعد أن أمر ملك المملكة الهاشمية باعتبار حول المغطس مقدسات مسيحية، يتوافد عليها المئات من حول العالم.
ورغم سوء الأحوال الجوية، غير أن ذلك لم يعق مسيحيى الأردن والحجاج من النزول فى مغطس السيد المسيح، حيث احتفلت الكنائس الكاثوليكية، بالحج الوطنى والمسيحى إلى موقع معمودية السيد المسيح (المغطس)، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، للسنة التاسعة عشرة على التوالي، منذ افتتاحه فى العصر الحديث عام 2000، ومنذ ذلك الحين يتوافد العشرات من الحجاج للمشاركة فى الاحتفال.
قال الأب هانى باخوم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، إن حدث اليوم هو حج أعداد غفيرة من المسيحيين إلى نهر الأردن حيث «المغطس»، وهو حسب التقليد الكنسى المكان الذى تعمد فيه السيد المسيح، ويعتبر مزارا سياحيا لكل المسيحيين من كل الطوائف، ومثله مثل مسار العائلة المقدسة وتشد لها أنظار العالم.
وأضاف «باخوم» ترجع أهمية المغطس الدينية والسياحية للأردن مثل أهمية مسار العائلة المقدسة للدولة المصرية، وهذه فرصة جيده للتعاون السياحى بين الدول بعضها وبعض، وهذه خطوة جيدة لوضع خريطة لبرنامج حج سياحى متميز، يبدأ من مصر حيث مسار العائلة المقدسة، مرورا بالأردن حيث المغطس، متجهين إلى الأراضى المقدسة فى فلسطين حيث كنيسة القيامة، وأكد «باخوم» أن هذه الاحتفالية تأتى كرسالة سلام فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مرحلة استنشاقها للهدوء رغم التحديات الداخلية التى تواجهها.
ووفق ما نشره موقع الكنيسة الكاثوليكية، أن المدبر الرسولى للبطريركية اللاتينية، بييرباتيستا بيتسابالا، تقدم بالشكر للملك عبدالله الثانى بن الحسين، الذى منح الأراضى كمكرمات سامية لبناء الكنائس فى موقع المعمودية، لافتًا إلى أن بناء الكنائس على أرض الأردن هو دليل على الأمن والاستقرار الذى تنعم به المملكة الحبيبة، بالإضافة إلى حفظ الحقوق لجميع مكونات المجتمع. وأضاف: نتقدّم بالشكر كذلك لكل الذين يعملون ويسهرون على تطوير موقع المعمودية، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن غازي، رئيس مجلس أمناء موقع المغطس، معربًا عن أمنيته بأن يشهد الموقع المزيد من الازدهار والتطور. مشيرًا إلى أن إحياء الكنائس الكاثوليكية لهذا الحج كل عام هو تأكيد لحقيقة أن الأردن هو أرض مقدسة، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات، والتعاون فيما بينها لتطوير المواقع الدينية التى تزخر بها المملكة، ومن بين هذه المواقع: المغطس، وجبل نيبو، وقلعة مكاور فى مادبا، وموقع مار إلياس فى عجلون. ووجّه المدبر الرسولى دعوة إلى جميع الأصدقاء، لا سيما الكنائس المنتشرة حول العالم، لكى يأتوا ويزوروا الأردن، الأرض المقدسة، كون العام الماضى قد شهد تطورًا ملحوظًا فى السياحة الدينية.
هذا وانطلق موكب الحج تتقدمه الفرق الكشفية نحو كنيسة المعمودية، ليترأس المطران بيتسابالا القداس الحاشد فى هذه المناسبة، بمشاركة النائب البطريركى المطران وليم الشوملي، والمطران بولس ماركوتسو، ورئيس إبارشية الروم الكاثوليك فى المملكة المطران جوزف جبارة، والسفير البابوى لدى الأردن المطران ألبيرتو أورتيجا، والمستشار فى السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، وممثلى الكنائس الكاثوليكية، وحضور ستة آلاف مشارك من المؤمنين القادمين من مختلف المحافظات، وشارك فيه عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية.
وعلى وقع الترانيم الدينية، رش المدبر الرسولى الحضور بمياه نهر الأردن المباركة. وفى ختام الاحتفال، أشاد المطران شوملى بالجهود الحكومية والأمنية والعيون الساهرة فى كل عام، والتعاون القائم بين اللجان الكنسية المشتركة والمشرفة على تنظيم الاحتفال، كمجموعة كشافة ومرشدات مطرانية اللاتينية، والأمانة العامة للشبيبة، وجوقة الترنيم، وخدّام الهيكل، واللجنة الليتورجية، وجمعية «الكاريتاس» الأردنية. كما قدّم أمين سر البطريركية اللاتينية الأب إبراهيم شوملي، الشكر لكل من شارك وأسهم فى إنجاح يوم الحج المسيحى والوطنى التاسع عشر إلى نهر الأردن، محييًا الأسرة الأردنية الواحدة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين المعظم.
وبعد القداس، منح الأب د. رفعت بدر، والأب سيمون حجازين، رتبة المعمودية للطفلة العراقية أنيتا ليث لويس، وطفلًا من الفلبين. وكان أهل الطفلة قد أتوا مهجرين من العراق، وولدت فى الأردن منذ خمسة أشهر.
وقال الأب بدر إننا فى الأردن قد محونا مصطلحات كثيرة مثل الأقليات أو الجاليات، فجميع من يدخل الأرض الأردنية يصبح أخًا وأختًا لنا فى الإنسانية، لذلك مع وجود إخوتنا العراقيين والسوريين، فإننا نقدّر جهود الأردن بمختلف مؤسساته للترحيب بكل مجروح بكرامته، ونشيد بجهود الكنائس التى ترحب بالإخوة من كل مكان، وتقدم لهم الخدمة الروحية المناسبة، وبالأخص فى المواقع المقدسة، وأهمها المغطس.

مغطس أثري.. وكنائس يوحنا المعمدان
المغطس هو ذلك المكان الذى تعمد به يسوع الناصرى على يد يوحنا المعمدان، حسب المعتقدات المسيحية الخاصة، وتشير إلى ذلك النصوص المسيحية على أن يوحنا المعمدان كان يبشر ويعمد فى الفترة الأولى من بشارته هناك.
ويقع المغطس على بعد 9 كلم شمال البحر الميت ضمن منطقة تسمى قفرة، قرب نهر الأردن فى المملكة الأردنية الهاشمية، ويعد هذا المكان المسيحى وقفًا للتقاليد المسيحية، كما يمثل هذا الموقف مقصدًا للحجاج المسيحيين، وفى عام 2015 تمت الموافقة من قبل لجنة التراث العالمى التابعة لليونسكو، على إدراج هذا الموقع الثقافى على قائمة التراث العالمى تحت مسمى «موقع المعمودية».
تم الكشف عن وجود معالم قديمة من خلال حفريات أجريت فى المنطقة المحيطة بالمغطس، والتى امتدت على طول وادى الخرار، وبدأت هذه الحفريات عام 1996. وهناك العديد من الآثار القديمة التى تعود للعصور البيزنطية والرومانسية فى المنطقة كالمعابد الصغيرة، والأديرة، والكنائس، وكهوف النساك التى كانت تستخدم للجوء والاحتماء من الحرارة أو المطر.
يضم موقع المغطس الأثرى منطقتين أثريتين رئيسيتين هما: تل الخرار والذى يعرف لدى المسيحيين باسم تلة مار إلياس أو النبى إليا، ومنطقة كنائس يوحنا المعمدان. ويوجد العديد من البرك فى منطقة المغطس وهى على الشكل التالي:
البركة الأولى، تعود للعهد الرومانى القديم وتقع فى المنحدر الغربى للتل ويرجع تاريخ وجودها إلى القرن الثالث والرابع الميلادي.
هناك بركتان توجدان فى الطرف الشمالى لتل الخرار، ويوجد لإحدى هاتين البركتين درج داخلى فى الجهة الشرقية منها، كما أنها مستطيلة الشكل، وتحتوى على درجات تمتد على البركة بشكل عرضي، وتستخدم هذه الدرجات من قبل الحجاج للنزول إلى هذه البرك والتعمد فيها.
هناك بركتان أخريان تعودان إلى العهد الروماني، وقد تمت إضافة الحجارة المربعة المنحوتة إلى إحدى هاتين البركتين فى الزاوية الجنوبية الغربية منها من قديم الزمان، ويعتقد أن هذه الزاوية هى التى كانت تستخدم للنزول إلى البركة، أما بالنسبة للماء فهو يصل إلى هذه البرك بواسطة قنوات خاصة مغطاة بالقناطر.
يضم هذا الموقع الأثري، الذى يقع على بُعد تسعة كيلو مترات شمال البحر الميت غرب العاصمة عمان، منطقتين أثريتين رئيسيتين هما: تل الكرار، المعروف باسم «تلة مار إلياس» أو «النبى إليا»، ومنطقة كنائس «يوحنا المعمدان» قُرب نهر الأردن. وهذا المكان الواقع فى وسط منطقة قفرة يُعتبر وفقًا للتقاليد المسيحية الموقع الذى تم فيه تعميد يسوع الناصرى على يد يوحنا المعمدان. ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التى كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلًا عن البرك المائية المخصصة للتعميد، مما يدل على القيمة الدينية لهذا المكان. كما أن هذا الموقع يمثل مقصدًا للحجاج المسيحيين.