رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الطبيب المخلص والمعلم الصادق.. "المسيح" ملهم الأدباء والشعراء

السيد المسيح
السيد المسيح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«العقاد» قدم تحليلًا وصفيًا لحياته.. و«السحار» رسم صورة «بانورامية» لعصره
فى هذه الأيام، ومع حلول عام جديد، يحتفل الأقباط بعيد الميلاد المجيد، نسبة إلى ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، فالمسيح له كينونته التى تختلف حولها الآراء الدينية، إلا أنه يبقى حقيقة خالدة تظهر صورة المخلص الرائع والطبيب المتسامح والمعلم الصادق، وسوف يظل رمزًا للتسامح والحب والسلام.
المسيح قامت بتناوله الكتب السماوية، ولم يكن ذكره أدبيًا عابرًا، فالأدباء والشعراء تناولوه بطريق مختلفة، فمنهم من جسد عبقريته الفلسفية، ومنهم من استلهم حكايته فى روايتهم الأدبية.
فنجد «عبقرية المسيح» لعباس العقاد، وهو الكتاب الذى يعتبر تحليلا وصفيا لحياة المسيح الروحية والدعوية الإنسانية، مع قومه وأصحابه، كما أنه تطرق أيضًا إلى الفلسفات الدينية والمذهبية التى سادت فى زمانه، وكيف تعامل معها المسيح بأسلوب بلاغى وعبقرى كما يراه «العقاد»، دون التطرق إلى كينونته الروحية التى تختلف بين الرؤى الدينية المسيحية والإسلامية.
وصور «العقاد» المسيح أيضًا رمزًا للسلام والمحبة، مستندًا لمواقفه السامية، وأهداف رسالته الخالدة.
وكانت «المسيح واللصوص» لنجيب سرور رائعة من روائع إبداعاته، وكأنه كان يحدث فيها المسيح عن واقعة الصلب، وأنه سيصلب مرات ومرات من الذين سيتاجرون باسمه، وباسمه يحكمون: «أباه تصرخ فى العراء على الصليب والآب مشغول بعيدا لا يجيب عبثا تنادى لا حياة لمن تنادى أنت منذ الآن وحدك، أنت فى البلوى يتيم، فأيأس أبعد الصلب ثمة من رجاء؟ 
الكأس لم تعبر، وكم صليت، يا أبتاه فلتعبر، لماذا الأب شاء، ما كنت دوما لا تشاء؟ 
لا أنت تدرى، لا أنا أدرى، ولا يدرى أحد، لكنَّ شيئًا واحدًا ندريه: أنت الآن شاة سمروها للخشب».
أما الخال عبدالرحمن الأبنودي، فكتب أغنية من كلماته، وقال فيها: «يا كلمتى لفى ولفى الدنيا طولها وعرضها، وفتحى عيون البشر للى حصل على أرضها، على أرضها طبع المسيح قدمه، على أرضها نزف المسيح ألمه».
وهى الأغنية التى تغنى بيها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولم تكن سوى بورتريه رائع يجسد فيه المسيح، مخاطبا وجدان المصريين جميعا مسلمين وأقباط، مبينا قيم التضحية التى كان سبيله المسيح للحق والخير، مجسدا المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى فى شخصية المسيح الخالد.
وكان المفكر الإسلامى خالد محمد خالد، قد قال إن محمد والمسيح، إنهما جاءا لـنهضة الإنسان فى كتابه «معًا على الطريق محمد والمسيح»، وإن فى طريق كل من المسيح عليه الصلاة السلام، والرسول صلى الله عليه وسلم، أغراضًا وأهدافًا كان سعيهما لتحقيقها، ولم يكن ما سعيا إليه مجرد شعائر ومناسك وعبادات، فكانت رسالتهما الأكبر هى نهضة الإنسان، وعن المسيح يقول «لقد جئت لأخلص العالم»، وفى الوقت ذاته محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الله أرسلنى للناس كافة، وأرسلنى رحمة للعالمين، وهو ما حدث، إذ تنتشر الديانتان المسيحية والإسلام اليوم فى كل الأرض. 
وقدم الكاتب الروائى عبدالحميد جودة السحار، فى سياحة قصصية، صورة «بانورامية»، شاملة لعصر المسيح والفرق اليهودية المختلفة من سامريين وصدوقيين وفريسيين، ومعتقداتهم، حيث أبدع فى تجسيد العصر الذى شهد ظهور المسيح، وفى «المسيح عيسى بن مريم» عرض لنا من خلال قلم سينمائى حى بتعبيرات فوتوغرافية رائعة عصر المسيح روح الله وكلمته، وكأننا نعيش مع سطور هذه القصة العظيمة التى نتعلم منها العبر من أجل حياة سمحة ونقية لا يشوبها أى شىء.