رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المسكوت عنه في أدب نجيب محفوظ|| رؤية ناضجة ومتوازنة للجيش.. وحالة من الانصهار بين الشعب والجيش

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتسع عالم نجيب محفوظ لتقديم رؤية ناضجة متوازنة عن الجيش المصري، وتتشعب هذه الرؤية لتحيط بعدد من الأبعاد والزوايا المهمة، التى تتعلق بالصلة الوثيقة التى تجمع المؤسسة العسكرية بمجمل مفردات الحياة المصرية فى تجلياتها المختلفة.
فى الفصل الأول: «الجيش والمجتمع»، تأكيد على الانصهار الكامل لضباط الجيش المصرى فى نسيج الواقع، وفى السياق نفسه، تتباين المكانة الاجتماعية لضباط الجيش من مرحلة إلى أخرى، ذلك أن هذه المكانة تخضع فى نهاية الأمر لمنظومة أشمل، لا يمكن لها أن تنجو من المؤثرات السياسية والاقتصادية والثقافية.
«الجيش والسياسة» موضوع الفصل الثاني، وإذا كانت العلاقة قد بدأت مع اشتعال الثورة العرابية التى قادها ضباط وطنيون، فإنها وصلت إلى الذروة مع ثورة يوليو ١٩٥٢، حيث الاختلاط والتداخل بين الجيش والسلطة، والعودة إلى القانون الإنسانى الذى يقضى بوجود المثالى والانتهازي.
يتوقف الفصل الثالث: «حروب الجيش المصري»، أمام رؤية نجيب محفوظ لسلسلة الحروب التى خاضها الجيش خلال ربع قرن، من ١٩٤٨ إلى ١٩٧٣، مرورًا بالعدوان الثلاثى وحروب اليمن و١٩٦٧ والاستنزاف، يتفاوت اهتمام الكاتب الكبير بالحروب المشار إليها، ويتسم تحليله بشمولية تتجاوز الإطار العسكرى الضيق إلى الآفاق السياسية والاجتماعية.
فى الفصل الرابع والأخير: «أجيال من الضباط»، قراءة تحليلية لشخصية الضابط عبر مراحل تاريخية مختلفة: عبدالله حسن، عشماوى جلال، داود الناطورجي، أنور عزمي، حسنين كامل علي، قدرى رزق، عبدالمنعم الكاشف، رشاد نعمان الرشيدي.
ينتمى هؤلاء الضباط إلى أجيال مختلفة وطبقات اجتماعية متنوعة، ويتباين سلوكهم إلى درجة التناقض، لا غرابة فى ذلك التباين الجذري، فهم بشر يخضعون لمؤثرات إنسانية شتى، لا تقتصر على الجانب المهنى وحده.
يعلى نجيب محفوظ من شأن الجيش المصرى ووطنيته، ويتعامل مع ضباطه وجنوده وفق المعايير والمقاييس الإنسانية، ومن هنا نضج وطزاجة وتفرد شهادته.