الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

باحث أمريكي: هزيمة الحوثيين آتية لا محالة.. والسعودية تواصل تقدمها في محاصرة النفوذ الإيراني.. وميناءَي الحديدة وسليف كلمة السر.. تفوق عدد القوات اليمنية يثير رعب المعارضة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوما بعد يوم تتكشف الأوضاع فى دولة اليمن، خاصة فى ظل تراجع سيطرة الحوثيين على الأراضى اليمنية إلى حد كبير منذ ذروتها فى ربيع عام ٢٠١٥، عندما كانت الجماعة تسيطر أيضًا على عدن وتعز، ثانى وثالث أكبر مدينة فى اليمن، بالإضافة إلى سد مأرب الأسطورى والساحل اليمنى المطل على البحر الأحمر بأكمله، وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، حرر الجيش اليمنى والتحالف كل من عدن وسد مأرب والكثير من مدينة تعز ومضيق باب المندب ونصف الساحل اليمنى على البحر الأحمر البالغ طوله ٤٢٠ كيلومترًا، كما تم إخراج تنظيم «القاعدة فى شبه الجزيرة العربية» من مدينة المكلا والموانئ القريبة والممرات الرئيسية لخطوط أنابيب تصدير الطاقة فى اليمن.

هذا الرصد لخسائر الحوثيين يدل على أن هزيمتهم قادمة لا محالة، وفى تقرير له نشر بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، قال الباحث الأمريكى مايكل نيتس، إنه من المرجح أن يكون مكسب التحالف التالى ميناءَى الحديدة وسليف، بالإضافة إلى بقية السهل الساحلى للبحر الأحمر، وستكون المعركة قاسيةً؛ لأن الحوثيين يدركون أن خسارة الساحل سوف تحرمهم من المنفذ البحرى للمرة الأولى منذ استيلائهم على ميناء ميدى المطل على البحر الأحمر عام ٢٠١١. فقد سمح المنفذ البحرى للميليشيا الحوثية بالحصول على أسلحة حديثة، بما فيها صواريخ باليستية متوسطة المدى إيرانية الصنع من طراز «قيام-١»، بالإضافة إلى التدريب من إيران و«حزب الله».


وفى حين سيكون الدفاع الحوثى قويًا، إلّا أن عدد القوات اليمنية وقوات التحالف المتقدمة يفوق إلى حدد كبير عدد القوات الحوثية، ومن المرجح أن يؤدى تراجع الحوثيين إلى قيام حلفاء الحوثيين المجندين محليًا بتغيير ولائهم، فقد بدأت الكتائب اليمنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، بالالتفاف حول الربع الشمالى الشرقى من مدينة الحديدة، مما يضعها على مسافة قريبة من الميناء، ومن الطريق الأخير الذى يمكن من خلاله تلقى الحوثيين التعزيزات أو الهروب.
وإذا ما تم تحرير الحديدة هذا العام، كما يبدو مرجحًا، فالسؤال الذى يطرح نفسه هنا هو: ما إذا كانت الحرب قد وصلت إلى نقطة توازن، مع تحرير الجنوب والشرق والغرب، مع بقاء الحوثيين قادرين تمامًا على الدفاع عن المرتفعات الشمالية وصنعاء.. ولا يملك الحوثيون أى حافز للمساومة على سيطرتهم على صنعاء فى محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة، ويضيف الباحث قائلا: وفى غضون ذلك، هناك خيار آخر للتحالف الذى تقوده السعودية، وهو الهجوم المباشر على صعدة، معقل الحوثيين، ويمكن الاعتبار أنه قد بدأ بالفعل. ففى الجانب الشمالى الغربى من صعدة، تقوم القوات السعودية باختراق مدينة الملاحيط على سفوح جبال مران، المعقل الحوثى المقابل لمنطقة جازان، مما يضعها على بعد ٦٠ كيلومترًا من صعدة. وفى الجانب الشمالى الشرقى من صعدة، تتواجد القوات اليمنية والسودانية المدعومة من التحالف على بعد ٢٠ كيلومترًا من مديرية كتاف، التى تقع على بعد ٥٠ كيلومترًا من صعدة. وإلى الجنوب من صعدة، تمارس دفعتان للتحالف ضغوطا بشكل بطيء من الغرب والشرق بهدف عزل صعدة عن صنعاء - وتضم إحداهما مجموعة واحدة من القوات اليمنية والسودانية المدعومة من السعودية قادمة من السهل الساحلي، بينما تشمل الدفعة الأخرى جبهة يمنية قادمة من الشرق، تشن هجماتها انطلاقًا من مديرية المتون فى محافظة الجوف.


وتَعتبر السعودية أن لديها الكثير من الوقت، وأكثر ما يكفى من القوات لمواصلة تقدمها فى محافظة صعدة. فإذا تم عزل الحوثيين عن الإمدادات الإيرانية المجهزة من جديد وبدأوا يعانون انشقاقات متكررة، فقد تتسارع وتيرة التقدم. وقد زادت السعودية بهدوء مساهمتها المباشرة، عبر نشر مجموعات كبرى من ست كتائب تابعة لـ «الحرس الوطنى السعودي» و«القوات البرية الملكية السعودية» فى صعدة.
كما تستبدل الرياض الخسائر فى ساحة المعركة اليمنية من ناحية الآليات المدرعة مباشرةً من احتياطات المعدات الضخمة فى السعودية، وبنفس القدر من الأهمية، من المرجح أن يتم نشر بعض المقاتلين الأكثر خبرةً فى اليمن، الذين يخدمون حاليًا بأعداد كبيرة على جبهة الحديدة، لشن عمليات على جبهة كتاف قريبًا؛ حيث حارب الكثير منهم قوات الحوثيين فى الفترة ٢٠٠٤-٢٠١٤.
ويَعتبر تحالف الخليج أنه ليس لدى الحوثيين حاليًا الحافز للانسحاب من الحديدة أو صنعاء، وهو ما تم إثباته بشكل جلى عندما لم يشاركوا فى محادثات السلام فى جنيف فى سبتمبر. وربما يكون هذا التقييم صحيحًا. فبالنسبة للمتشددين ضمن القيادة الحوثية، من المحتمل أن يؤدى أى اتفاق إلى فقدان هيمنتهم الحالية فى صنعاء وعلى ساحل البحر الأحمر. ومن المرجح أن يواصل التحالف الضغط عسكريًا من أجل تغيير هذه الحسابات. أما السعودية، فتفضل دعم حرب استنزاف تمتد سنوات أو حتى عقود طويلة، بدلًا من السماح لـ«حزب الله» الجنوبى بفرض وجوده فى البحر الأحمر.