الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران أفرام كرياكوس مطران طرابلس والكورة وتوابعهما يكتب.. "عن الخورية"

المطران أفرام كرياكوس
المطران أفرام كرياكوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخوريَّةُ هي زوجة الكاهن، يوصيها الرسول بولس أن تكون "رصينة، غيرَ نمَّامة، مُتَقَشِّفَة، أمينة في كلّ شيء" (1 تيموثاوس 3: 11).
إن كان شابٌّ مؤمنٌ يعرف أنَّ زوجتَه لا تصلّي، وهي غير ملتزمة في الكنيسة، بل ثرثارة وتحبُّ التَّبَرُّجَ والمظاهِر الاجتماعيَّة الفارِغَة، فهذا الإنسان لا يصلُحُ لأن يصيرَ كاهناً، إنَّه يحتاج، إضافة إلى الصفات المذكورة أعلاه، أن تكون امرأته مِضيافَة، تعرفُ أن تدبِّرَ أولادَها وبيتَها حسناً لأنَّها واحدٌ مع زوجها، إن كان كاهناً. ويوصي الرسول الكاهنَ أن يكون مُضِيفاً للغرباء، يعرف أن يدبِّرَ شئونَ بيتِه لكي يستطيع أن يعتنيَ بكنيسة الله (1 تيموثاوس 3: 5).
هذا كلّه لا يعني أنَّ "الخوريَّة" مُقَيَّدَة في حياتها وتصرُّفِها، لا تفرضُ الكنيسة عليها أموراً تُقَيِّدُ زوجها الكاهن، وإن كان عليها أن تكون زوجة صالحة تُيَسِّرُ أحوال بيتها وأولادها حتى يَسْهُلَ انصراف رجلها إلى رعيَّته.
لا شكّ في أنَّه على الخوريّة أن تكون مستعدَّة كي تبقى أحياناً ساهِرَةً وحدَها في البيت دون أن تشعر بأنَّها مُهْمَلَة إذا انهمك الكاهن، فجأةً، بأمر المؤمنين. لذا، عليها في كثير من الأحيان أن تكون متوارية، كما هو الحال مع زوجة الطبيب، تشارك بصمت وخفر زوجَها رسالته، تشجّعه، تدعمه وتقوّي معنويّاته. كلّها صفات رهبانيَّة مبارَكَة، لأنّ الصفات الرهبانيّة هي صفات المسيحي الملتزم
نرجو من الخوريّات أن لا يتدخّلنَ في ما لا يعنيهنَّ في أمور أزواجهنَّ وشؤون الرعيَّة. ليست هي كاهنة وأن كان عليها، في كثير من الأحيان، أن تساعد زوجَها الكاهِنَ في التَّعليم، في التَّرتيل وفي الأمور الإجتماعيَّة. الكتمان لأسرار الرعيّة فضيلة كبيرة عندها .
هذا، ومن المنصوح جدًّا أن تكون مثقَّفة، مواظِبَة على الصَّلاة والمطالعة الروحيّة، ما يقوّي زوجها ويسنده بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
أخيرًا، أنصحها بشدّة، كما أنصح كلّ زوجة مؤمنة، أن تتمعّن في ما يقوله الكتاب المقدّس عن المرأة الفاضلة في سفر الأمثال، في الفصل الحادي والثلاثين. ولأهمِّيَّة هذا النَّصّ نورده تالياً بتصرّف قليل: "المرأة الفاضلة مَن يَجِدُهَا؟ ثمنُها يفوق الَّلآلئ. قلبُ رجلها يثقُ بها... تأتيه بالخير دون الشّرّ جميع أيام حياتها... تكون كسفنِ التَّاجِر تجلب طعامها من بعيد. تقوم في الليل. وتُعطي لبيتها طعاما... تنطِّقُ حَقْوَيْهَا بالقوّة وتُشَدِّدُ ذراعيها.
فلا يَنْطَفِئُ سراجُها في الليل... تَبْسُطُ كَفَّيْها إلى البائس وتَمُدُّ يَدَيْهَا إلى المسكين. لا تَخْشَى على بيتها من الثلج لأنَّ أهلَ بيتها جميعَهم لابِسون الحُّلَلَ.. رجلُها معروفٌ في الأبواب حيث يجلس بين شيوخ الأرض... تلاحِظُ طرق بيتها ولا تأكلُ خبزَ الكسل. يقوم بنوها فيغبِّطونها ورَجُلُها فيمدحُها... الحُسْنُ غرورٌ والجمالُ باطِلٌ، أمّا المرأةُ المتَّقيَةُ للرَّبّ فهي التي تُمْدَح".