بجوار محكمة طما بمحافظة سوهاج، يجلس «عبدالرحمن» الذى يدق «ختم نحاسي» بفنية وحرفية شديدة للأشخاص الذين فاتهم قطار التعليم، حتى أنه لا يستغرق أكثر من دقيقتين فى عمله، كى يقوموا بتخليص أوراقهم به بدلا من التوقيع بالكتابة.
يقول «عبدالرحمن» البالغ من العمر ٥٧ عامًا، أعمل فى هذه المهنة منذ حوالى ٢٠ عامًا، مضيفًا أتواجد كل يوم هنا أمام المحكمة من الساعة ٨ الصبح حتى الساعة ٤ عصرًا لعمل تلك الأختام، مؤكدًا أن هناك بعض الأشخاص يأخذون رقمى ويأتون إلى منزلى لأدق لهم الختم بأسمائهم.
ويتابع لا أقوم بعمل الختم إلا بعد الاطلاع على بطاقة الذى أدق له الختم منعًا للتزوير، وبعد الاطلاع عليها أقوم بعمله فى أقل من دقيقتين، مضيفًا قمت بعمل الأختام لبعض أعضاء مجلس الشعب السابقين والعمد فى بعض القرى والنجوع.
واستطرد الكثيرون من أهالى الصعيد لا يجيدون القراءة والكتابة رغم ثرائهم ومكانتهم المرموقة بين الناس، مؤكدًا أن البصمة وحدها لا تكفى لتخليص أوراق البيع والشراء والسجل العقارى لذلك هم يلجأون لدق الأختام.
موضحًا أن سعر الختم ٣٥ جنيها بسبب غلاء النحاس، مضيفًا أن سعره قديمًا كان يتراوح ما بين ٥ إلى ١٠ جنيهات، ولكن بعد الغلاء ارتفع سعره، مشيرا إلى أنه يستطيع عمل العديد من الأختام فى اليوم الواحد قد تصل فى بعض الأيام إلى ٢٠ ختما، «وفيه أيام ما بعملش حاجة خالص».
