رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مشورة أسرية..الخروج عن الأصول

 إميل لبيب متخصص
إميل لبيب متخصص فى المشورة الأسرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كُتب عن أصول وآداب التعامل التى قد لا يستطيع الطفل مراعاتها نتيجة تمحوره حول نفسه وتركيزه على رغباته، نتيجة سيطرة الجانب الوجدانى على الجانب المنطقى العقلانى، فتصدر كل السلوكيات بناء على «أنا أحب، أنا أريد»، وتسيطر الرغبات الطفولية فلا تراعى حقوق الآخرين أو احتياجاتهم وظروفهم الخاصة.
الطفل يحب اللعب والدوشة ولا يلتزم بالقواعد أو التقاليد، ويرفض الالتزام بما هو محدد له، يكسر كل قواعد الآداب العامة والإتيكيت أو السلوك اللائق، وخلال متابعتنا اليومية، سنجد الأطفال حولنا فى كل مكان، فى المواصلات العامة هناك من يدفعك ويزاحمك للركوب قبل منك، فى الطابور ستجد من يحاول اختراقه بصنع طابور موازى، أو يطلب من أحد الواقفين فى الأمام قطع تذكرة له معه، فى العمل ستجد الموظف «العصفورة» ناقل الكلام مع إضافة ما يروق له من توابل، حتى يجعل من كلامه قيمة ليلتفت له الناس ويكسب ود وثقة رئيسه، فى السكن ستجد الجار الغير ملتزم بنظافة المكان ويستغل رغبة جيرانه فى العيش فى سلام فيضغط عليهم ليحصل على حق ليس له.

ستجد فى كل مكان من يسعى للحصول على حق ليس له باعتبار أنه أهم وأفضل من الباقين، وأن بعلاقاته قادر على الوصول لما يريد، وتنتقل وتتأصل هذه السلوكيات من خلال مقولات يعتبرها البعض قواعد ومبررات لما يقومون به مثل:
«الجنيه غلب الكارنيه»
المقصود به قوة المال التى تخضع السلطة وتسهل أى أمر يريده صاحبه.
قول آخر يستخدمه الساعين للكسب على حساب الآخرين:
«اللى تغلب به العب به» وهو يماثل قول «الغاية تبرر الوسيلة».
هذه الأفكار وغيرها تسيطر على المجتمعات غير المدركة لمصلحتها فى تكافلها الاجتماعى ومساندة بعضها البعض، الفكر الطفولى البدائى غير البصير بمصلحته يسعى لمكاسب فورية على حساب مستقبله، فيكسر قواعد السلوك ويعيق التعامل السوى الصحى، فيتعامل بأنانية دون مراعاة للآخرين، ويستغل الظروف وضعف وقلة إمكانيات الآخرين للحصول على مكاسب خاصة.