قال الباحث حسام الحداد، إن المفكر حسن حنفي هو أحد أهم من تناولوا النص الديني بالقراءة والنقد والنظر، ومن أبرز من تناولوا مفهوم التراث في واقعنا العربي والإسلامي المعاصر.
وأضاف الحداد أن التراث لدى حسن حنفي ليس هدفًا في ذاته، ولا يمكن أن يكون هو الفلك الذي تدور حوله المجموعة البشرية، وإنما هو وسيلة من أجل التجديد، فالتوازن بين الأصالة والتجديد هو سمة واضحة من سمات مشروعه.
وأضاف "الحداد": بنى حسن حنفي بعض افتراضاته على أساس التمنّي الشخصي، وليس جدارة الافتراض بالإقناع بشكل موضوعي، ومثال على ذلك قوله في كتابه "الدين والثورة في مصر" إن سيد قطب لو كان استمر تطوره على نحو طبيعي، لانتهى إلى الاشتراكية العلمية كمرادف للإسلام، ولأصبح من ركائز اليسار الإسلامي في مصر، ومن دعائمه الأولى في العالم الإسلامي، وهذا الافتراض الذي افترضه إنما هو مبني على التبني، كما قال نصر حامد أبو زيد في كتابه "نقد الخطاب الديني"، حيث إن التطور الذي حدث في بنية الفكر الديني لسيد قطب هو تطور طبيعي من داخله، وتمثل العوامل الخارجية عوامل مساعدة تقوم بوظيفة المثير الذي يتحدد وفقًا لطبيعته ومداه القائم بين المثير والاستجابة في تحليل تطور النسق التأويلي في فكر قطب.
جاء ذلك خلال أولى ندوات مركز أصوات الثقافي، مساء أمس، تحت عنوان "المشروع الفكري للفيلسوف حسن حنفي"، بمقر الصالون بالمهندسين، والتي شارك بها عدد من الباحثين المهتمين بمشروع "التراث والتجديد"، من حيث أهميته وتناوله وتأثيره وفرص نجاحه والأسباب التي أدت لإخفاقه.
