الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمد علي إبراهيم يكتب.. إيران تدق أبواب المغرب العربي!

محمد علي إبراهيم
محمد علي إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المعروف أن الإيرانيين صناع سجاد ماهرون.. ممكن أن تظل السجادة معهم عامين أو ثلاثة حتى ينتهوا منها.. صانع السجاد يتميز بالصبر وهو على استعداد لإعادة التصميم ألف مرة..
لقد كنا جميعا نتصور أن إيران تضع عينها على الخليج فقط واتضح أننا مخطئون جدًا.. هى تدق على الأبواب كساعى بريد يوصل الرسائل.. ليس ضروريًا أن تعرف ممن جاء أو من أرسلها فقط تسلمها وبعد ذلك سيدفعك الفضول إلى قرائتها مرة وتتركها.. ويرسلوا إليك خطابات أخرى فى اليوم التالي.. ربما تضعها على المنضدة ولا تقرأها.. هم لا يملون يرسلون لك أخرى وخامسة وعاشرة.. فى يوم ما ستفتحها وتقرأها.. ثم تسأل عما جاء فيها.. وتدريجيًا تذهب إلى مساجدهم.. هذا ما يحدث فى الجزائر والمغرب حاليًا.. حركة التشيع هناك لم تعد تخفى على أحد.. ولا يختلف اثنان على أن خامنئى وقم يقفان خلف هذا المد الذى يسعى لتغيير الخريطة المذهبية وتغيير النسيج الاجتماعى مستغلة الثغرات القانونية والإدارية..
هكذا وصل التشيع فى المغرب والجزائر إلى العلانية بعد أن غادر عتبات السرية.. قفز فوق تحقيقات الأمن وتسلل من تحت عتبات القضاء ووصل لساحة الدبلوماسية خلال شواهد عديدة فى عدة ولايات من الجزائر.
ووصل الأمر إلى فتح القضاء محضر تحقيق فى قضية تهديد شرطي، يعتقد أنه اشتغل على تحقيق يخص ملف التشيع فى تلمسان غرب الجزائر.
وقد انتشرت أخيرًا، فى بعض مساجد العاصمة الجزائر، كتيبات ومطويات شيعية، تحت عنوان - أدعية طواف وسعي-، تعلم المصلين كيفية الدعاء أثناء تأدية العمرة أو الحج، واللافت أن جزءًا من محتوى هذه المنشورات كتب باللغة الفارسية.أمّا حجم التشيع فى الجزائر فهو ظاهرة حقيقية، باعتراف الكثير من فئات الشعب الجزائري، فقد بدأت تتوسع فى ربوع الجزائر، بعد تشيُّع المئات من الجزائريين، بينما يصرح بعض الأئمة والمطلعين على خفايا التشيّع بأن عدد المتشيعين يصل إلى الآلاف. أما أبرز الفئات التى تشيعت فهي: الطبقة المثقفة، مثل: أساتذة الجامعات، وبعض الطلبة، مما يعنى أن الذين يقفون وراء حركة التشيّع فى الجزائر يريدون بناء نواة جزائرية؛ تكون قادرة على الأخذ بزمام المبادرة والتخطيط والتنفيذ.
يتوسع التشيع وينتشر بفضل الدعاة النشطين، الذين يعمل أغلبهم فى المؤسسات التربوية، وتوفر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والدوريات والكتب، وأبرزها: مرآة الأنوار، مشكاة الأسرار، تفسير العسكري، مجمع البيان، تفسير الكاشي، تفسير العلوي، تفسير السعادة للخرساني، ومجمع البيان وغيرها من المراجع الأخرى التى كانت متداولة فى بعض المساجد وبين عامة المصلين والطلبة، لعدم معرفة حقيقتها وخطرها على الكثير من القراء. وعلى الرغم من أن وزارة الشئون الدينية والأوقاف تحاول فى كل مرة أن تقلل من مخاوف انتشار المذهب الشيعى فى الجزائر، فإن عددًا كبيرًا من المشاهد يضع الجزائر فى قلق مستمر خشية نفوذ إيران فيها، والتى لن تكتفى بنشر التشيع فقط؛ بل ستتطور الأمور إلى تشكيل كيانات مسلحة مشابهة لما حدث فى اليمن ولبنان والعراق وسوريا. صدر منذ عامين بإشراف لجنة تقصى الحقائق عن مركز نماء للبحوث والدراسات كتاب بعنوان التشيع فى أفريقيا- تقرير ميداني، أراد هذا الرصد الميدانى أن يتبين الواقع الفعلى لحقيقة النشاط الشيعى فى البلدان السنية، وهل يصل التشيع إلى حد الظاهرة من حيث وجوده المؤسَّسى ومدى تحوُّل السنيين فعليًا إلى المذهب الشيعي، وصنف التقرير الجزائر من ضمن الدول التى يصل فيها النشاط الشيعى إلى مستوى الظاهرة، من حيث الجهود المبذولة والمؤسسات من مدارس ومساجد وحسينيات وبعثات دراسية.
لا تتوافر أرقام رسمية حول عدد الشيعة فى الجزائر، وبحسب مراقبين لا يزال الحضور الشيعى محتشما فى الجزائر مقارنة بذلك الحضور المسجل فى بعض البلدان المغاربية كالمغرب الذى يبدو واضحا من خلال وجود ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها على الأقل وهى الغدير والبصائر والتواصل
ظلّت السلطاتُ الجزائرية تقلل من حقيقة حملات التشيع فى الجزائر، خصوصًا مع عدم ظهورها إلى العلن على شكل مجموعات تتخذ من الشارع والملتقيات طريقةً للإعلانِ على نفسها، وتكررت التصريحاتُ التى تبرئ إيران من الوقوف وراء حركة التشيّع فى البلد، وقد أسهم بعض القائمين على المساجد والدعوة فى الجزائر فى تغليط الرأى العام، عندما حاولوا نفى وجود التشيّع كظاهرة فى الجزائر، بل إنّ كل ما فى الأمر هو: تشيع بعض الأفراد، الشيء الذى أسهم فى تمدد ظاهرة التشيع؛ مستغلة الفراغ القانونى والدعوى والإعلامي.
بالرغم من كل ذلك، فإن الجبهة الداخلية ترفض المنتمين للتشيُّع، ليس هذا فقط، بل إن أتباع أيّ مذهب آخر مرفوضون أيضًا، على الرغم من وجود حركة الإخوان المسلمين فى الجزائر، ذلك لأن غالبية الجزائريين تؤمن بـ«تيّار الجزأرة»، وهو الفريق الذى يطرح الإسلام من خلال خصوصية جزائريّة، ناهيك عن المحافظة على اختيار الدولة التاريخى للمذهب المالكي.
أما من الناحية القانونية، فإن بعض القضاة طالبوا بالنظر فى السبل القانونية للتصدى للظاهرة،التى قد تؤدى إلى عنف معين بالمستقبل، خاصة بعد حادثة تعرض شرطى فى مدينة تلمسان -حسب صحيفة الخبر الجزائرية– إلى تهديدات من أطراف متشيعة، بعد أن أزعجتها تحقيقاته حول ظاهرة التشيع.
ويكشف بومدين بوزيد، مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن أن الوزارة تستعد لوقف زحف مختلف التيارات والمذاهب الدينية القادمة من الخارج إلى الجزائر، عن طريق تنظيم قوافل فى الولايات الكبرى تخترق الأحياء الجامعية والثانويات، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية.