رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ممنوعات الشهر الكريم.. "وقفة النواصي" في إجازة مؤقتة.. رمضان ينجح فيما فشل فيه القانون والدليل "اختفاء التحرش".. وخبراء: النزعة الدينية تقهر الأفعال المشينة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهر رمضان الكريم يعج بالروحانيات والطاعات وتسود فيه رغبة جماعية في التقرب الى الله بالأعمال الصالحة من صوم وصلاة وزكاة، فهذا شاب قادته قدماه لأبواب المساجد وهذا شيخ كبير استعد للشهر الكريم بمصحفه ومسبحته وعزم على ترتيب ورد يومي من قراءة القرآن والذكر بمختلف صوره وأشكاله.
وما بين الطاعات والأجواء الروحانية لابد من منع الأفعال التى تخرجنا من هذه الحالة الروحانية.. أفعال وظواهر اعتدنا أن نراها يوميا في مجتمعنا لابد وأن تختفي في رمضان، وفى كل شهور العام وفى شهر الخير يمكن أن نطلق عليها "مؤجلات الشهر الكريم" وفي هذا السياق نرصد أبرز تلك المؤجلات.

وداعا وقفة النواصى
لا توجد سيدة واحدة في مصر آمنة من التحرش، ذلك ما كشفته إحصائيات الجمعية المصرية لحقوق الإنسان، وذلك بعدما رصدت في تقرير حديث لها ارتفاع موجات التحرش بمختلف أنواعه في مصر خلال السنوات الماضية، إذ سجلت الاحصائية أكثر من 100 ألف حالة شهريًا في عام 2017.
وقبل ٤ أعوام بالتمام والكمال غلظت الحكومة المصرية من عقوبة التحرش عقب الواقعة الشهيرة للتحرش الجماعي بطالبة كلية الحقوق منتصف شهر مارس ٢٠١٤، حيث شهد الحرم الجامعي لجامعة القاهرة الحادثة الأشهر تقريبا في تاريخ الجامعة بعدما تجمع العشرات من الطلاب وأحاطوا بفتاة وانهالوا عليها بالألفاظ الخادشة للحياء مبررين ذلك بان الفتاه "لبسها ضيق ومثير".
الواقعة سالفة الذكر لاقت رواجا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي ومنها إلى وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، الأمر الذي حسمه رئيس الجمهورية المؤقت آنذاك المستشار عدلي منصور، حيث أصدر قرارًا بقانون لتغليظ عقوبة التحرش الجنسي، ينص على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية.
ويعاقب القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، وفي حالة تكرار الفعل تُضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.. كما نص القانون على أنه يعتبر تحرشًا جنسيًا إذا ارتكبت الجرائم المنصوص عليها في مادة العقوبات السابقة، بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويُعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وعلى الرغم من القوانين التي وضعتها الحكومة المصرية للحد من التحرش إلا أن الظاهرة لم تتوقف، ولكن نجح شهر رمضان وحده في أن يتفرد من بين شهور السنة في محدودية حالات التحرش.. فرمضان شهر الصيام وشهر الطاعات والقرب من الرحمن والبعد عن الفواحش والشيطان.

الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، يرى أن الشاب المتحرش لا يعيش في كهوف منعزلة، ولكنه إنسان يصيب ويخطئ، وبالرغم من أفعاله المشينة إلا أن كل إنسان بداخله جانب مضيء، وهنا نقول أن كل شاب متحرش بالطبع لديه نزعة دينية رغم قيامه بالتحرش، وتلك النزعة تزيد في شهر رمضان خاصة أن هذا الشهر هو شهر روحاني وبه حركة دينية إيجابية تؤثر علي المتحرش وتجعله يمتنع أو يبتعد عن تلك العادة السيئة.

ويقول أستاذ علم الاجتماع، إنه في علم الاجتماع هناك ما يسمى بالعقاب الاجتماعي مثلا: عند رؤية الناس شاب يقوم بالتحرش في رمضان ينهونه ويصفونه بشخص غير ملتزم دينيًا في شهر كريم مثل هذا فيؤثر ذلك فيه، لكن في الأوقات الاخرى لا يهتم المجتمع بما يقوم به الأفراد من سلوكيات سلبية، لذا نجد العقاب الجماعي الذي يقع علي القائم بالتحرش في شهر رمضان كفيل بالتأثير فيه ويجعله يكف عن مثل تلك السلوكيات المشينة التي يقوم بها في مثل هذا الوقت من العام، ومن هنا تختفي "وقفة النواصي" وينصرف معظم الشباب إلى المساجد او المصاحف ويسعون للتقرب الى الله، أو ينهكهم الصيام فلا يقوون على التفكير في التحرش أو غيره.