الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أفغانستان: قصف جوي أمريكي أفغاني لطرد طالبان من عاصمة ولاية الأفيون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصفت مقاتلات أمريكية وأفغانية الثلاثاء مواقع لحركة طالبان في مدينة فراه في غرب أفغانستان بعدما شن المتمردون هجوماً للسيطرة على عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته وسط حالة ذعر بين السكان الذين هرعوا طلباً لملاذ آمن في ظل الانفجارات وإطلاق النار.
والعملية هي الأولى التي تستهدف فيها طالبان مدينة على نطاق واسع منذ أطلقت الحركة في نهاية أبريل هجوم الربيع.
واستولى المتمردون في الهجوم الذي بدأ نحو منتصف الليل على منطقة وجزء من منطقة أخرى، وفق ما أفادت به عضو المجلس الإقليمي، جميلة آمني.
وقالت آمني في وقت سابق الثلاثاء إن "معارك عنيفة تتواصل داخل المدينة وبدأت طائرات لتوها قصف مواقع طالبان".
وأعلنت قوة "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان من كابول عبر "تويتر" أن الجيش الأفغاني ينفذ "عملية هجومية" بدعم من القوة الجوية الأمريكية، بما في ذلك مقاتلات من طراز "ايه-10 ثاندربولت".
وذكر المتحدث باسم وزارة داخلية كابول نجيب دانش، أن القوات الجوية الأفغانية تشارك في القتال مؤكداً أن المتمردين "سيفشلون".
وأفاد مسئولون أفغان أن قوات شرطة خاصة أرسلت من قندهار وعناصر "كوماندوس" من هرات إلى الولاية المحاذية لإيران.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمنيش بأن "عشرات المسلحين وأربعة من الأمن الأفغاني قتلوا" حتى الآن.
وقال المسئول القبلي ستار الحسيني إن "الوضع بالغ السوء"، وأضاف أن "المعارك العنيفة تتواصل، وطالبان باتت داخل المدينة لكنها لم تسيطر بعد على مقري الشرطة والاستخبارات الأفغانية"، لكنه لفت إلى أن "قوات الاستخبارات الأفغانية تخوض من مقرها مواجهات عنيفة مع طالبان".
وأكد أحد أعضاء المجلس المحلي للولاية يُدعى داد الله قاني تصريحات الحسيني فيما سمع مراسل فرانس برس دوي إطلاق النار والانفجارات أثناء حديثه معه.
وأورد حاكم ولاية فراه عبد البصير سلنجي، أن بعض المتمردين تحصنوا في منازل، ما يمنع القوات الأفغانية من استخدام السلاح الثقيل، متداركاً "لكننا نستعيد رغم ذلك المواقع واحداً تلو آخر".
وما زالت قوات الامن الأفغانية تسيطر على المدينة، حسب المتحدث باسم بعثة حلف الأطلسي في أفغانستان.
وقال اللفتنانت كولونيل مارتن ادونل إن "طائرة هجومية من طراز ايه 29 وطائرات هليكوبتر أفغانية شنت العديد من الهجمات. وقصفت طائرة أمريكية دون طيار، وقتلت العشرات من طالبان".
وأرسل حلف الأطلسي طائرة هجومية لدعم القوات الأفغانية. 
ونُشرت تعزيزات في وقت مبكر أمس الثلاثاء من المحافظات المجاورة، بما في ذلك القوات الخاصة حسب المتحدث باسم وزارة الداخلية.
ودعا متمردو طالبان في بيان السكان إلى ملازمة منازلهم و"الحفاظ على هدوئهم". ونشروا صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر عناصرهم داخل المدينة.
وأوقفت قنوات تلفزة وإذاعات محلية عدة، البث خوفاً على حياة العاملين فيها، وفق ما نقلت جمعية "ناي" للدفاع عن وسائل الإعلام.
وفراه ولاية نائية في أفغانستان تنتشر فيها زراعة الأفيون. 
وكانت طالبان تعهدت التعاون للسماح بإتمام مشروع أنبوب غاز مشترك بين تركمانستان، وأفغانستان، وباكستان، والهند، بكلفة مليارات الدولارات يمر عبرها.
لكنها شهدت معارك عنيفة في السنوات الأخيرة، وحاول المتمردون ثلاث مرات السيطرة على عاصمة الولاية منذ 2017 حسب "شبكة المحللين الأفغان".
واعتبر المحلل العسكري والجنرال السابق عتيق الله امرخيل أن الهجوم على فراه "كان يجب ألا يفاجئ القوات الحكومية".
وقال لفرانس برس: "حتى السكان كانوا يدركون أن طالبان تتقدم تدريجاً وتصبح قوة كبيرة في الولاية"، مضيفاً أن الحكومة والجيش "تجاهلا" هذه الوقائع حتى تمكن المتمردون من دخول المدينة.
وواجهت قوات الأمن الافغانية صعوبات للسيطرة على تمرد طالبان منذ انسحاب معظم قوات حلف شمال الأطلسي القتالية في نهاية 2014.
وحاول المتمردون مراراً السيطرة على عواصم ولايات خلال السنوات الأخيرة ،بما في ذلك قندز ولشكر غاه، حيث نشر الجيش الأفغاني أعداداً كبيرة من القوات للسيطرة عليها وإخراج المسلحين منها.
وتُعدّ قندز خامس كبرى المدن الأفغانية وعاصمة الولاية الشمالية التي تحمل الاسم ذاته. 
وسقطت في قبضة طالبان فترة وجيزة عام 2015.
وكثف طالبان وداعش هجماتهما على العاصمة كابول التي تشير الأمم المتحدة إلى أنها أصبحت من أخطر مناطق البلاد على المدنيين.