في فجر المسيحية، كانت هناك مقاطعة رومانية عاصمتها مدينة أنطاكيا الساحلية، وكانت الآرامية هي اللغة المتداولة، بينما اليونانية كانت اللغة الرسمية المعتمدة، وكان المسيحيون يؤلفون وحدة كنسية وإدارية واحدة تحت رعاية بطريرك أنطاكيا.
وفي زمن سيطرة العرب، تداولت تسمية الروم الملكيين بالروم نسبة إلى انتمائهم الديني للبيزنطيين، وفيما بعد ترجم الغربيون كلمة الروم بـ«اليونانيين»، ورغم ارتباطهم باللاهوت البيزنطي، ظل الروم الملكيين موالين لوطنهم العربي، وساهموا إلى جانب السريان في ترجمة العلوم والطب والفلسفة إلى العربية.
وفي القرن العاشر، كان الكاهن نظيف بن يمن، الطبيب الخاص للأمير عضد الدولة ورئيس مستشفى بغداد، كما دفع البطريرك خريستورفوس الأنطاكي دمه ثمن ولائه العربي، فكان صديقًا وسندًا لسيف الدولة أمير حلب الحمداني، وعندما استعاد البيزنطيون أنطاكيا عام ٩٦٩، أصبح الإمبراطور البيزنطي مقرر انتخاب البطاركة إلى أن داهم الصليبين سورية، فاضطر البطريرك يوحنا الرابع إلى التخلى عن كرسيه والالتجاء إلى القسطنطينية.
وحينما اجتاح بيبرس سلطان المماليك مدينة أنطاكية، تمكن الروم الملكيين من العودة إلى سوريا، إلا أنهم نقلوا مقرهم إلى دمشق، وعندما حكم العثمانيين الشرق الأوسط في عام ١٥١٦، رغب السلطان في توحيد جميع الأرثوذكسيين واخضاعهم لرقابته المباشرة في عاصمة اسطنبول.. وفي مطلع القرن السابع عشر، انتشر نشاط المرسلين الغربين، ورغم اضطهاد العثمانيين للقومية العربية، تمكن البطريرك اثناسيوس الثالث عام ١٧٠٦ من تأسيس أول مطبعة عربية في الشرق في حلب، وعند وفاته عهد أهل دمشق إلى انتخاب سرافيم طناس تلميذ مجمع «نشر الإيمان» في روما، والذي سيم في ١٧٤٢ باسم كيرلس السادس، ولكن سينودس القسطنطينية انتخب سلفستروس القبرصي الذي سيم بطريركيًا على القسطنطينية.
واعترفت روما بكيرلس السادس عام ١٧٢٩ رغم رفض السلطات الاعتراف به، تمكن الروم الملكيون من الحصل على براءة سلطانية بتنصيب مكسميوس الثاني مطرانًا مستقلًا، ولكن السلطات الأرثوذكسية حصلت على قرار بخلعه وإهدار دمه فسافر إلى لبنان للاحتماء.
