رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مايو.. "الشهر المريمي" لتكريم العذراء.. والبابا فرنسيس يخصصه للصلاة لسوريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكرم الكنيسة السيدة مريم العذراء في طقوس كنسية عديدة وصلوات ليتورجيا واحتفالات، لأهمية مكانة مريم العذراء والدة السيد المسيح، كما يصفها القديس يوحنا بأنها: “أم يسوع” (يو ١:٢).
ويحتفل بعيد مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة في الأحد الأول من شهر أكتوبر من كل عام، أما في مايو فيحتفل بالشهر المريمي، الشهر الذي ولدت فيه السيدة العذراء.
وفي شهر مايو تدعو الكنيسة أبنائها في مساء كل يوم للقاء والدة المسيح، مكرسين ساعة من يومهم لإظهار عاطفتهم البنيوية للبتول، مرتلين أناشيد الفرح وصلاة الورديّة وطلبة العذراء، خاتمين القداس الإلهي بترتيلة “تعظم نفسي الرب“.
أما التقليد الشعبي المحلي فيتمثل بارتداء الثوب الأزرق والأبيض طيلة الشهر المريمي، فالعديد من الناس تتضرع لوالدة يسوع لحماية أبنائهم أو لشكرها على النعم، فينذرون على حضور جميع أيام الصلاة وتلاوة السبحة الوردية بحضور الطفل أو الطفلة بملابس تشبه ملابس مريم العذراء، وتُختتم هذه الصلاة مع نهاية شهر مايو، حيث تقيم العديد من الرعايا قداس احتفالي، تكرم من خلاله العذراء بتزيين شخصها بالورود وبحملها على الأكتاف في مسيرة صغيرة تدور حول ساحات الكنيسة.
البابا يكرس الشهر المريمي للصلاة من أجل سوريا والمتألمين
وكان البابا فرنسيس قد قام الثلاثاء الماضي بزيارة إلى مزار "المحبة الإلهية" بروما حيث كانت في استقباله أعداد كبيرة من المؤمنين الذين تجمعوا ليرحبوا به في هذا المزار المريمي، وأراد فرنسيس من خلال هذه الزيارة أن يفتتح الشهر المريمي متوجها كحاج إلى هذا المكان العزيز جدًا على قلب المؤمنين الكاثوليك الرومانيين. وتوقف البابا للصلاة أمام صورة العذراء، فيما تمت قراءة النداء الذي أطلقه من أجل السلام في سورية في يوم عيد الفصح وبالتحديد في رسالته التقليدية إلى مدينة روما والعالم. بعدها قال البابا إنه يبتهل للعالم كله ثمار السلام والمصالحة والرجاء وذكّر بأن الشعب السوري يعاني من تبعات نزاع مسلّح لا يعرف وقفة. 
وشاء فرنسيس أن يتوجه إلى ضمائر المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين مطالبًا إياهم بالعمل من أجل وضع حد فوري للنزاع المسلح الدائر في هذا البلد منذ أكثر من سبع سنوات. كما طالب البابا الجميع بالتجاوب مع المأساة الإنسانية الراهنة، وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الطارئة إلى السكان المحتاجين، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص هم أخوة وأخوات لنا بأمس الحاجة إلى هذه المعونات، ودعا إلى توفير الظروف الملائمة من أجل عودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم.
صلاة الشهر المريمي
وتعتبر صلاة الوردية ملخصًا للإنجيل المقدس، يتأمل المصلون خلالها في سر التجسّد وحياة المسيح الخفية في أسرار الفرح، ويتوقفون عند آلامه وموته في أسرار الحزن، وعند بهجة القيامة في تأمل أسرار المجد.كما ويتوجه التأمل إلى بعض الأحداث من حياة يسوع العلنية التي تتصف بمعان عميقة متمثلة في أسرار النور.
إن إضافة هذه الأسرار الجديدة لا تشوه صيغة الصلاة التقليدية، بل تهدف إلى وضعها في صلب الروحانية المسيحية، وتجلب إليها انتباه المؤمنين، لأنها تعبّر عما في أعماق قلب يسوع من فرح ونور وألم ومجد.
وقد جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني: “قد رفعت مريم بنعمة الله، وإنما دون ابنها، فوق جميع الملائكة وجميع البشر بكونها ام الله القديسة المشتركة في أسرار المسيح، لذلك تكرمها الكنيسة بحقٍ اكرامًا خاص. منذ أبعد الأزمنة، قد أُكرمت مريم العذراء، يلوذ المؤمنون بحمايتها، مبتهلين إليها في جميع مخاطرهم وحاجاتهم. وقد ازداد اكرام الناس لمريم ازديادًا عجيبًا، خصوصًا منذ مجمع أفسس، بالإجلال والحب والاستشفاع والاقتداء، محققًا بذلك كلماتها النبوية: “إن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع فيّ عظائم” (لو ١:٤٨).