الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوعي يغلق أبواب الفتن!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكونت لدينا صورة نمطية عن الصهاينة من خلال السينما والدراما.. تصورهم بملامح القبح والشر والشراسة.. وقتل الأبرياء بعنف ودموية لاحتلال الأوطان.. ولم نعرف الوجه الآخر الذى يظهرون به أنفسهم أمام العالم!!.. فهم كالحرباء التى تتلون كى تسقط ضحاياها.. وشراستهم الحقيقية تكمن فى نعومتهم وكلامهم المعسول وادعاء المظلومية..ومحاولة استقطاب الشعوب بالبكاء والاستعطاف.. يعكفون على البحث والدراسة حتى ينشرون الأكاذيب حول الحقوق التاريخية التى يدعونها.. ويصدرون مشاهد مقاومة الاحتلال وكأنها اعتداء عليهم!!.. فيعتقد البعض أنهم يريدون السلام وأن العرب همجيون، هم من يسعون للخراب والدمار!!.. يتباكون على «الهولوكست» ويستدرون بها عطف العالم أجمع، ويتبنون الدعوى بأنهم لن يظلموا أحدا لأنهم ذاقوا مرارة الظلم والاضطهاد!!.
هكذا جماعة الإخوان وأتباعهم يستخدمون نفس الحيل الصهيونية.. يدعون المظلومية، ويزيفون الحقائق.. يصنعون من ميدانى النهضة ورابعة «هولوكست» جديدة يحاولون بها كسب تعاطف الدول والشعوب!!.. لا يعترفون بأنهم حملوا السلاح وقتلوا الأبرياء..يتجاهلون المحاولات المستميتة التى قامت بها الشرطة على الملأ لإخلاء الميدانين دون سقوط أى ضحايا، وأنهم ناشدوهم للخروج الآمن دون ملاحقات أمنية.. ويتجاهلون أيضا أن أول دماء نزفت فى ميدان النهضة كانت للبطل ملازم أول محمد عبدالعزيز، الذى كان يؤمن الناس فى خروجهم حتى استهدفه الرصاص الغادر من أحد الإرهابيين!!.. كذلك كان أول شهيدين فى رابعة الملازم أول محمد سمير، والنقيب شادى مجدى، حتى وصل عدد شهداء الشرطة خلال فض الاعتصامين إلى 114 شهيدًا!!.. ورغم أننا رأينا تلك المشاهد بأعيننا، وسمعنا تهديداتهم لنا وللدولة، إلا أنهم بالحيل الصهيونية يستطيعون استعطاف البعض، وخاصة صغار السن الذين يسهُل التأثير عليهم إذا لم نحصنهم بالعلم والثقافة!!.. لذلك يجب توعية الشباب واستقطابهم حتى لا يقعون فريسة للأكاذيب التى يروجها الإخوان وأتباعهم.. فإذا كنا جميعا نرفض دعاوى المصالحة مع الإخوان، أو أى شخص يخترق القانون.. ولكن فى نفس الوقت على مؤسسات الدولة أن تقوم بدورها فى نشر الوعى، وتعديل المسار لكل من يَضِل أو يُستقطب.. وعلينا أن ندرك أنه لولا غياب مؤسسات الدولة المعنية عن القيام بدورها، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه خلال السنوات السابقة.. فطبيعى أن نجد من يستغل هذا الغياب ليحل بأفكاره الشاذة، ويحاول الاستحواذ على عقول وقلوب بعض الشباب.. فلنستعيد القيم التى كادت أن تضيع من مجتمعاتنا، ونعى أن الفكر لا يمكن أن يواجه سوى بالفكر.. ودائما الشىء الجيد يطرد الفاسد، ولكن نختار من يوجه هذا الفكر وبأى طريقة!!.. ليس من مصلحة الدولة أن تكتسب من بين أبنائها أعداءً جددا، ولكن الأجدى أن تحاول تقليص أعداد المغيبين الذين يتعرضون لغسل أدمغتهم.. وعلينا أن نحاول جميعا نشر الفكر والثقافة القويمة التى تكسب الشباب مناعة ضد الأفكار المضللة.. فلا تنشغلوا بدعاوى المصالحة التى تطل علينا كل يوم، لأن القوات المسلحة والشرطة لن تقبلا بأن يفلت الإرهابيون وكل من ساندهم من العقاب الرادع، تلك هى مهمتهم ومهمة القضاء.. أما المجتمع والمؤسسات الثقافية والإعلامية والتعليمية فدورها أن تجمع ولا تفرق، ولا تؤجج الفتن، بل تحاول استقطاب أبناء هذا الوطن بالتوعية والثقافة والتركيز على البناء لا الهدم، وبث قيم المحبة والتسامح.. النفوس المطمئنة يمكن أن تهدى النفوس الضالة، وتقدم الدليل الحى على أن الله محبة، وتعطينا جميعا دروسًا فى الصبر والإيمان.. هكذا تعلمنا أيضا منذ صغرنا أن رسولنا الكريم كانت رحمته وخلقه سببًا فى هداية أعدائه، كما فعل مع جاره الذى كان يلقى القاذورات أمام منزله (صلى الله عليه وسلم) كل يوم، وحين غاب عدة أيام بحث عنه الرسول ليطمئن عليه ويزوره، فكان خلقه الكريم سببا لهداية هذا الجار.. هكذا هم يلقون بقاذوراتهم الفكرية على شبابنا وأبنائنا، فيجب ألا نستسلم وننظف تلك القاذورات أولا بأول، حتى نحمى الأجيال الجديدة مما وقع فيه غيرهم.. وعلينا أن ندرك أن بالوعى يمكن أن نغلق أبواب الفتن.
----------------------
كوتيشن: علينا أن نحاول جميعا نشر الفكر والثقافة القويمة التى تكسب الشباب مناعة ضد الأفكار المضللة