السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حكايات "ألف ليلة وليلة" في قصر محمد علي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستضيف متحف قصر محمد علي، في المنيل، معرضًا للوحات تحت عنوان "ألف ليلة وليلة"، والتي تروي بعضًا من قصص الكتاب الأشهر في التراث العربي، تستمر فعالياته لمدة أربعة أشهر؛ ويضم ما يقرب من 115 لوحة تحكى أكثر من 30 حكاية عن الترجمة الفرنسية للمستشرق والطبيب الفرنسي جوزيف شارل ماردروس، وهي مجموعة نادرة تمثل أسلوب المدرسة المغولية الهندية الإيرانية في التصوير الإسلامي، اقتنتها أسرة محمد علي منذ أكثر من مائة عام.
تتناول لوحات المعرض، حكاية هارون الرشيد والجارية العربية، والجوارى الست مختلفة الألوان، ورحلات السندباد البحرى، والتاجر والعفريت، وحلاق بغداد، ودليلة المحتالة، والكتاب السحرى، وعبدالله البحرى وعبدالله البرى، والسندباد وغيرها من الحكايات.
ويعد الكتاب من أهم الكتب التراثية التي مثلت جزءًا من الموروث الثقافي والشعبي العربي، ويضم بين دفتيه حكايات بلغ عددها أكثر من مائتي حكاية من التاريخ والعادات وأخبار الملوك وعامة الناس، واللصوص والجن، إضافة إلى قصص جاءت على ألسنة الحيوانات.
ولا يُعرف حتى الآن مؤلف للكتاب الذي قيل إن أسلوب السرد المتبع في تأليفه يُشير إلى أن كاتبه ليس شخصًا واحدًا بل عدة مؤلفين، كما قيل كذلك إن البناء الأساسي للقالب الدرامي لهذه الحكايات يعتمد على ما يُعرف بـ"الألف خرافة الفارسية" أو "هزارأفسان"، ويميل البعض إلى القول بأن أصل الكتاب هندي مع إقرار بعض الفضل للفرس والعرب في كتابته.
الكتاب الذي يحتل مكانة بارزة في الأدب الشعبي العربي والغربي، وداعبت حكاياته عقول أجيال قرونًا طويلة، ورد ذكره في بعض المصادر العربية القديمة، إلا أن بعض المؤرخين ينسبون الفضل في اكتشافه إلى المستشرقين الذين درسوا حكاياته وقدموها إلى العالم؛ حيث تأتي الترجمة الفرنسية على يد أنطوان جالان عام 1704 سابقة على الطبعة العربية بأكثر من مائة عام، إذ ظهرت طبعة عربية تعرف باسم "كلكتا" عام 1814، تلتها طبعة عربية للكتاب تعد الأولى في المنطقة العربية، والمعروفة باسم "طبعة بولاق" في مصر عام 1833، التي اعتمدت على نسخة هندية مترجمة عن مخطوط مصري الأصل، ومن طبعة بولاق خرجت طبعات مصرية عديدة.
حصل "جالان" على أربعة مجلدات من الكتاب، بدأ ترجمتها عام 1704 وانتهى في عام 1717، وخرجت في 12 مجلدًا؛ ومازالت النسخة التي استخدمها في ترجمته محفوظة في مكتبة فرنسا الوطنية، بعد أن ضاع منها مجلد من المجلدات الأربعة؛ لكن النقاد أعابوا على هذه الترجمة عدم أمانتها، وأن المستشرق الفرنسي لم يترجم كل الليالي، بل زاد عليها قصص السندباد، وتصرف بالإضافة والحذف وتهذيب النص بما يتلاءم مع الذوق الفرنسي، وأقحم كثيرا من القصص في ترجمته لا أصل لها في النص العربي؛ ولكن ظلت ترجمة جالان خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تمثل للمجتمع الفرنسي والأوروبي المعنى الدال على قصص ألف ليلة وليلة، بل المصدر الوحيد الذي تلقفته الدول غير الناطقة بالفرنسية، فخرجت منها ترجمات إنجليزية وألمانية وإيطالية وإسبانية وغيرها من لغات دول أوروبا.
وبدأ المستشرقون يهتمون بنقل النص العربي الأصلي دون الاعتماد على ترجمة جالان، وتسابقوا في اقتناء النسخ المختلفة والاجتهاد في ترجمة النص العربي قدر الإمكان، وكان أولهم النمساوي فون هامر برجشتال، الذي ترجم قصصًا لم تحتويها ترجمة جالان، ثم ترجمة الألماني ويل بين عامي 1837 و1841، واعتمد فيها على نسخة بولاق، ثم ترجمة الألماني هاننج عام 1896 عن العربية معتمدًا أيضا على نسخة بولاق المصرية بعد حذفه الأشعار؛ وفي انجلترا، خرجت ترجمات إنجليزية اعتمدت في البداية على الترجمة الفرنسية، كما فعل جوناثان سكوت في ترجمته الإنجليزية عام 1811، تبعه هنري تورنز وترجمته عام 1838، حتى أنتج المستشرق إدوارد وليام لين ترجمته الإنجليزية معتمدًا على النص العربي خلال الفترة بين عامي 1839 و1841، والتي اعتبرها النقاد أفضل التراجم وأقربها إلى الكتاب الأصلي بفضل درايته ومعايشته المجتمع العربي، لاسيما مصر في تلك الفترة.
وعلى الرغم من نجاح ترجمة جالان في الأسواق الفرنسية واهتمام القراء بها قرابة قرنين، ظهرت ترجمة فرنسية أقرب إلى النص العربي بدون حذف أو تصرف، عالجت كثيرا من العيوب التي نُسبت إلى ترجمة جالان، وهي ترجمة الطبيب الفرنسي المستشرق جوزيف شارل ماردروس الذي جاءت ترجمته في 16 مجلدًا أمينة إلى درجة عالية من النص الأصلي، وتحتوي على ترجمة للأشعار والأمثال.